سينوبك الصينية تعلق مشاريعها في روسيا.. كواليس القرار
تطور كبير تشهده الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد أن قررت شركة سينوبك الصينية أكبر شركة لتكرير النفط بآسيا تجميد استثمارها في روسيا.
قرار الشركة الصينية يأتي في وقت تعارض فيه بكين العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، والسؤال المطروح: لماذا اتخذ هذا القرار؟
علقت مجموعة سينوبك التي تديرها الدولة في الصين المحادثات بشأن استثمار كبير في البتروكيماويات ومشروع لتسويق الغاز في روسيا.
جاء ذلك استجابة لدعوة حكومية لتوخي الحذر مع تصاعد العقوبات بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
لماذا جمدت سينوبك استثمار روسيا؟
يعكس تجميد أكبر شركة لتكرير النفط في آسيا لاستثمار كان من المتوقع أن يبلغ نصف مليار دولار، المخاطر الحالية لانفتاح العلاقات مع روسيا، وذلك حتى بالنسبة للصين التي تعد أهم شريك دبلوماسي لروسيا، في ظل العقوبات القاسية التي يوقعها الغرب، بحسب رويترز.
موازنة الحسابات الصينية
كانت بكين قد أعربت عن معارضتها للعقوبات، وأصرت على أنها ستحافظ على التبادلات الاقتصادية والتجارية الطبيعية مع روسيا، ورفضت إدانة تصرفات موسكو في أوكرانيا أو وصفها بأنها "غزو".
لكن ثمّة ما يدور وراء الكواليس
تشعر الحكومة الصينية بالقلق من تعرض الشركات الصينية للعقوبات، ولهذا فإنها تضغط على الشركات للتحرك بحذر فيما يخص الاستثمارات في روسيا، ثاني أكبر مورد للنفط وثالث أكبر مزود للغاز.
وبالفعل كانت تعمل 3 شركات كبيرة في مجال الطاقة في الصين (سينوبك، شركة البترول الوطنية الصينية، والبترول البحري الوطني الصيني) على تقييم تأثير العقوبات على استثماراتها التي تبلغ مليارات الدولارات في روسيا، منذ بداية الحرب في 24 فبراير 2022، حسبما قالت مصادر مطلعة على الأمر.
وأكد مسؤول تنفيذي في شركة نفط حكومية أن الشركات ستتبع سياسة بكين الخارجية في هذه الأزمة بمنتهى الحزم، حيث لا مجال على الإطلاق أن تتخذ الشركات مبادرات باستثمارات جديدة.
استدعت وزارة الخارجية هذا الشهر مسؤولين من شركات الطاقة الثلاث لمراجعة علاقاتهم التجارية مع الشركاء الروس والعمليات المحلية، وفقًا لمصدرين مطلعين على الاجتماع، قال أحدهم إن الوزارة حثتهم على عدم القيام بأي خطوات لشراء الأصول الروسية.
المواقف العالمية من الصين
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أشار الخميس الماضي إلى معرفة الصين بأن مستقبلها الاقتصادي مرتبط بالغرب، بعد أن حذر الزعيم الصيني، شي جين بينغ، من أن بكين قد تندم على انحيازها للعدوان الروسي.
كما تعهدت شركات النفط العالمية الكبرى مثل شل والشركة النرويجية إكوينور بالخروج من الاستثمارات الروسية بعد فترة وجيزة من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.