تشريح جثمان أبوثريا.. خطوة فلسطينية لملاحقة إسرائيل دوليا
الحقوقي الفلسطيني عصام يونس قال: "سنطرق كل الأبواب لإنصاف ضحايانا وتحقيق العدالة".
أنهت مؤسسات حقوقية ورسمية في غزة، الأحد، تشريح جثمان الشهيد إبراهيم أبوثريا، بعد استخراج جثمانه؛ وذلك كخطوة لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه ضد الفلسطينيين.
- الأمم المتحدة تندد بقتل إسرائيل القعيد الفلسطيني أبوثريا
- خبراء لـ"بوابة العين": تصفية أبوثريا وعقل حافز لمقاضاة إسرائيل دوليا
واستشهد أبوثريا -وهو مبتور الساقين بالكامل جراء إصابة سابقة برصاص الاحتلال- بعد إصابته في رأسه برصاص قناص إسرائيلي، خلال مشاركة في تظاهرات نصرة القدس، قرب السور الحديدي بين قطاع غزة وإسرائيل في 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتتنصل إسرائيل من قتل أبوثريا، الذي استُهدف وهو يجلس على كرسي متحرك خلال الاحتجاجات على قرار ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، وزعمت، في بيان رسمي سابق، عدم مسؤوليتها عن الحادث.
وكان مركز الميزان لحقوق الإنسان الفلسطيني تقدم بشكوى في 17 ديسمبر/كانون الأول يطالب فيها المدعي العسكري الإسرائيلي بفتح تحقيق فوري حول تنفيذ جريمة القتل العمد بحق أبوثريا.
وأكد الحقوقي عصام يونس، مدير المركز لـ"بوابة العين" الإخبارية، أن قتل أبوثريا جريمة واضحة ومكتملة الأركان، مشيرًا إلى أن مركزه يتابع الجريمة؛ من أجل تحقيق الإنصاف والعدالة، عبر فريق متخصص لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وأشار يونس إلى أن المركز تقدم ببلاغ لقسم الدعاوى والتأمين في وزارة الدفاع الإسرائيلية، كما تقدم بطلب فتح تحقيق فوري حول اشتباه محتمل بتنفيذ جريمة جنائية (قتل عمد) بحق أبوثريا للمدعي العسكري الإسرائيلي.
وشدد على أن ما قام به جنود الاحتلال بحق أبوثريا وبحق المدنيين العزّل يشكل انتهاكاً جسيماً لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وقال يونس: "سنطرق كل الأبواب لإنصاف ضحايانا وتحقيق العدالة".
وقال سمير زقوت، مدير البرامج بمركز الميزان لحقوق الإنسان، لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن تشريح جثمان الشهيد أبوثريا جاء بطلب من منظمته والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان؛ بهدف استخراج الرصاصة من رأس الشهيد باعتبارها أحد أهم القرائن، خاصة بعد محاولة الاحتلال التنصل من الجريمة.
وأشار إلى أن منظمته أخذت توكيلا من عائلة الشهيد أبوثريا؛ لملاحقة الاحتلال على اقتراف الجريمة، مبينا أن تشريح الجثمان جاء بعدما وافقت الجهات الإسرائيلية المختصة على فتح التحقيق في الحادث قبل أسبوع.
وقال: "نعمل إلى جانب ذلك على جمع إفادات الشهود وإعادة رسم مسرح الجريمة".
وأكد زقوت أنهم ماضون في تعزيز الحماية القانونية لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية، ومجابهة سياسة الحصانة والإفلات من العقاب ولتعزيز تمتع المدنيين الفلسطينيين بالحماية.
من جهته، قال الدكتور محمد النحال، عضو اللجنة الوطنية العليا للمتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية، إن تشريح جثة الشهيد أبوثريا جاء لدحض الادعاءات الإسرائيلية التي تحاول أن تتنصل من مسؤوليتها في ارتكاب هذه الجريمة.
وأضاف النحال، وهو وكيل وزارة العدل بغزة لـ"بوابة العين" أن هذا الإجراء يهدف لاستكمال الملف القانوني وفق المعايير الدولية، وليكون جاهزاً لتقديمه للمؤسسات ذات العلاقة كافة، وعلى رأسها المحكمة الجنائية الدولية.
وتلزم تلك القضايا الجانب الفلسطيني قبل الذهاب إلى المحكمة الجنائية بالتوجه إلى القضاء الإسرائيلي كمرحلة أولى.
وبحسب التحقيقات الميدانية للمركز الحقوقي فإن أبوثريا (29 عاماً)، تعرض لإصابة مباشرة بعيار ناري في جبينه، ولم يسمع حينها سوى صوت عيار ناري واحد وسط كثافة في إطلاق الغاز.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي نددت الأمم المتحدة بمقتل أبوثريا.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إنه لا يوجد شيء يدل على أن أبوثريا كان يشكل تهديدا وشيكا عندما قُتل، وأن القانون الدولي يفرض قيودا شديدة على استخدام القوة خلال احتجاجات أو مظاهرات.