استشهاد القعيد أبوثريا يطلق أصواتا إسرائيلية ضد الاحتلال
المحامية روني بيلي من جمعية حقوق المواطن في إسرائيل وجهت رسالة إلى النائب العسكري العام، طالبت بالتحقيق في ظروف استشهاد أبوثريا.
لم تعقّب الحكومة الإسرائيلية رسميا على استشهاد إبراهيم أبوثريا (39 عاما)، المبتور الساقين وعلى كرسيه المتحرك، برصاص قناص إسرائيلي على حدود قطاع غزة، ولكن مشاهد إطلاق النار يوم الجمعة الماضي حركت أصواتا إسرائيلية.
اجتاحت قصة أبوثريا وسائل الإعلام العالمية، ولكن ليس وسائل الإعلام الرئيسية في إسرائيل، إلا أن الصحفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية خرج عن الإجماع، فكتب مقالة وظهر في شريط فيديو قصير يتحدث عن أبوثريا الإنسان.
وقال ليفي، المعروف بدفاعه عن حقوق الإنسان: "بُترت ساقا إبراهيم أبوثريا بعد إصابته بجروح خطيرة في العام 2008 في غارة إسرائيلية، ومنذ ذلك الحين تنقل على كرسي متحرك، وكان يعتمد عليه بشكل كامل، ولكنه لم يتوقف أبدا عن الصراع ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "يوم الجمعة الماضي توجه أبوثريا إلى مظاهرة أخرى ضد الاحتلال، وضد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل.. لقد تحرك على الأرض وعلى كرسيه المتحرك ورفع العلم الفلسطيني بيده، ثم قام قناص في الجيش الإسرائيلي -الجيش الأكثر أخلاقية في العالم!- بقتله بإطلاق النار عليه، لقد أطلق الرصاص على رأسه وتوفي إبراهيم أبوثريا".
وتابع ليفي: "بعد 9 سنوات من التسبب ببتر قدميه تسبب الجيش الإسرائيلي بإنهاء حياته، بالكاد تطرقت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الأمر، فغالبية الصحف ومحطات التلفزة لم تُعلم حتى الإسرائيليين عن قتل رجل مبتور القدمين على كرسي متحرك، فهل بالإمكان التخيل لو أن فلسطينيا تجرأ على القيام بذات الجريمة بقتل رجل مبتور القدمين على كرسي متحرك".
وختم ليفي بالقول: "هل تعلمون كم من الدماء كانت ستُسفك وكم من الاعتقالات كانت ستتم، وكم من الكلمات كانت ستوزع لو أن الفلسطينيين البربريين قاموا بأعمال القتل هذه؟ إن قتل إبراهيم أبوثريا يجب أن يزعج كل من يهتم بالقانون الدولي والعدل والمساواة والقيم الإنسانية، لقد تم دفنه في غزة دون أن تهتم إسرائيل".
ولكن الأمور لم تقف عند حد الإدانة، وإنما المطالبة بالتحقيق في ظروف استشهاد أبوثريا.
فقد وجهت المحامية روني بيلي، من جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، رسالة إلى النائب العسكري العام طالبته فيها بالتحقيق في ظروف استشهاد أبوثريا.
وقالت بيلي في رسالتها إن "إبراهيم أبوثريا صاحب إعاقة حركية من مخيم الشاطئ كان قد أصيب خلال عملية الرصاص المصبوب في العام 2008 وبُترت ساقاه، وخلال مشاركته في التظاهرات يوم الجمعة -كما يمكن رؤية من خلال الصور والفيديوهات- كان إبراهيم يستخدم كرسيّ عجلات، فيما يقوم بعض الشباب بدفعه، وفي أخرى شوهد يزحف على الأرض حاملا بيده العلم الفلسطيني".
وأضافت: "لا يبدو من خلال هذه الصور أن أبوثريا كان يشكل خطرًا على حياة أحد، ورغم ذلك قُتل جراء إطلاق النار من قبل الجيش بصورة مباشرة في الرأس".
وتابعت بيلي أن "إطلاق الرصاص وإصابة أبوثريا في الرأس مثير للقلق، كما أن إطلاق النار باتجاهه مخالف للقانون، ولذا فإن هناك ضرورة ملّحة بفتح تحقيق فوري في القضية".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز