أبوثريا.. فلسطيني ارتقى شهيدا على عكاز الصمود
إبراهيم أبوثريا طارد محتليه في كل مسيرة ومظاهرة منذ أن بُترت ساقاه في غارة على غزة 2008.
بين غارة ورصاصة بفاصل 10 سنوات بتوقيت الكفاح الفلسطيني.. ارتقى إبراهيم أبوثريا (29 عاماً) شهيداً، مستنداً على عكاز الصمود، خلال مظاهرات جمعة الأقصى الثانية؛ احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
بُترت ساقا أبوثريا خلال غارة على قطاع غزة عام 2008، لكنه طارد محتليه في كل مسيرة ومظاهرة، بهامة تممها العلم الفلسطيني الذي لم يسقطه إلا مروياً بدمه، اليوم الجمعة، ليزرع معجزة فلسطينية جديدة.
"مشياً على الأقدام أو زحفاً على الأيدي نعود"، كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش التي جاء بها أبوثريا من هامش الحلم إلى متن الواقع، تعود اليوم إلى حيز الأسطورة بعد أن تلقى أبو ثريا رصاصة غادرة في الرأس، اليوم الجمعة، ليرتقي بصحبة ثلاثة من الشباب في يوم غضب الأقصى، خلال المواجهات المتواصلة قرب حاجز "ناحل عوز" الحدودي شرق مدينة غزة؛ تنديداً بقرار ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
ترك أبوثريا كرسيه المتحرك، وتقدم مستنداً على يديه، وسط هتافات التكبير من المشاركين كما يفعل كل يوم. حتى ارتقى شهيداً.
في مجمع الشفاء الطبي، الذي نقل إليه جثمان الشهيد، امتزجت الدموع بهتافات الفخر بينما بدا التأثر على والده وهو يتقبل التعازي من المئات الذين تقاطروا لوداع أيقونة الانتفاضة الفلسطينية.
وبصوت متهدج قال والد الشهيد لـ"بوابة العين": "الله يرحمه ويسهل عليه.. اختار دربه عاش بطلاً واستشهد بطلاً".
وفقد أبوثريا ساقيه؛ إثر إصابته في إبريل/نيسان 2008، في مواجهات مماثلة شرق وسط قطاع غزة، حيث كان حاضراً في المواجهات مع الاحتلال، وفق والده.
اللحظات الأخيرة للشهيد يرويها رفيقه حسين الكرد قائلاً "تقدم إبراهيم ورفع العلم قرب السياج الحدودي على بعد أمتار من قوات الاحتلال، غير آبه بقنابل الاحتلال، ثم أمسك المقلاع ليرمي الحجر على جنود الاحتلال، ليستهدفه قناص إسرائيلي، ويعمد بدمه الأرض التي عشقها ومات في سبيلها".
أبوثريا ابن مخيم "الشاطئ" وثقت صورة له قبيل استشهاده بلحظات، حاملاً العلم الفلسطيني، شهادة ميلاده كرمز جديد على طريق كفاح شعب تعلم حصار الدبابة بألوان العلم.
aXA6IDE4LjE5MS4yMzcuMjI4IA==
جزيرة ام اند امز