باب العامود.. قلب القدس وقلعة غضبها
باب العامود أصبح عنوانا للاحتجاجات الفلسطينية في المدينة، على قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
أصبح باب العامود "إحدى بوابات البلدة القديمة في مدينة القدس الشرقية المحتلة، عنوانا للاحتجاجات الفلسطينية في المدينة، على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
فمنذ أن صدر القرار الأمريكي يتجمع العشرات من الفلسطينيين على السلالم المؤدية إلى الباب، وهم يرددون الشعارات المؤكدة على عروبة وإسلامية القدس، استنادا لما رصده مراسل بوابة العين الإخبارية.
وتحاول عناصر الشرطة الإسرائيلية منع الفلسطينيين من التجمع في المكان، ولكن ما أن يتم قمع تجمع حتى يتجدد الاحتجاج.
ودعت قوى فلسطينية إلى احتجاج في المنطقة بعد صلاة الجمعة، وهو ما استبقته الشرطة بوضع المزيد من الحواجز الحديدية.
ويُعَد باب العامود أحد أهم أبواب القدس القديمة الـ10؛ فهو يؤدي إلى أسواقها وأماكنها الدينية وخاصة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وشهد باب العامود على مدى العامين الماضيين استشهاد نحو 20 فلسطينيا زعمت الشرطة أنهم نفذوا أو حاولوا تنفيذ عمليات طعن لإسرائيليين .
وكثفت الشرطة الإسرائيلية، منذ عامين، من وجودها في باب العامود بنشر المزيد من قواتها وإقامة الحواجز وقطع الأشجار وتثبيت كاميرات المراقبة.
وتعمد الشرطة إلى توقيف الشبان والتدقيق في هوياتهم، وهو ما اعتبره الفلسطينيون محاولة لدفعهم إلى عدم الوصول للمنطقة.
وخلافا للأبواب الأخرى للبلدة القديمة فإن لباب العامود ساحة كبيرة جعلته الأفضل لتنظيم الاحتجاجات.
أسماء
وتاريخيا فإن لباب العامود عدة أسماء؛ من بينها "باب دمشق"؛ لأن الفلسطينيين قبل الاحتلال الإسرائيلي كانوا ينطلقون منه إلى العاصمة السورية، وأيضا "باب نابلس"؛ لأنه كان منطلقا لمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
وسمي "باب العامود"؛ نظرا لوجود عامود طويل في مدخله بات بسبب مرور الأزمان في منطقة سفلية يمكن مشاهدته عبر نزول درج فيما يشبه المتحف في المكان.
وأقام السلطان سليمان القانوني الباب عام 1538 بعد أن صممه المعماري درويش الحلبي.
أسواق
وحتى ما قبل إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1993 أمام سكان الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فإنه كان ممرهم إلى أسواق البلدة القديمة وأماكنها الدينية.
وما زال هناك موقف كبير للحافلات مقابل الباب كان قبل 1993 ينقل الفلسطينيين من كل مدن الضفة الغربية إلى القدس ومنها إلى مدنهم.
وتوجد في البلدة القديمة أسواق منها "اللحامين" و"العطارين" وخان الزيت والخواجات والقطانين المركز التجاري للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولكن مع إغلاق المدينة من قبل الاحتلال فإن الأسواق باتت تشهد ركودا اقتصاديا غير مسبوق في تاريخها.
فالفلسطينيون من سكان الضفة وغزة لا يمكنهم الدخول إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح إسرائيلية خاصة لا يمكن الحصول عليها بسهولة.
كساد
وزاد من صعوبة الأوضاع في البلدة القديمة قيام الشرطة الإسرائيلية في العامين الماضيين بوضع 3 نقاط تفتيش ثابتة في مدخل باب العامود؛ حيث يتم إيقاف الشبان الفلسطينيين والتدقيق في هوياتهم.
وقال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، لبوابة العين الإخبارية، إن ما بين 250-260 محلا تجاريا من أصل 1100 في البلدة القديمة اضطرت لإغلاق أبوابها، بسبب إغلاق القدس والتقييدات الإسرائيلية في باب العامود.
وأضاف: "الهدف واضح وهو تفريغ الأسواق وصولا إلى تفريغ السكان من داخل البلدة القديمة وبالتالي تهويد القدس، وهو ما يرفضه التجار والسكان؛ حيث تصر الغالبية العظمى من التجار على إبقاء محالهم التجارية مفتوحة رغم صعوبة الأوضاع، في حين أن من أغلق محله يرفض التنازل عنه مهما كان الثمن".