«أرسنال-1».. جيش الأسلحة الذكية يتجه إلى «أوهايو» الأمريكية

في عالم يتسابق نحو امتلاك التكنولوجيا الأكثر نجاعة في عالم الأسلحة، تخطو شركة «أندوريل إندستريز» خطوة في عالم الصناعات الدفاعية بإنشاء مصنع الأسلحة «أرسنال-1» في أوهايو.
المشروع يمتد على مساحة خمسة ملايين قدم مربع، ويعد بإحداث طفرة اقتصادية عبر توفير 4 آلاف وظيفة، إلى جانب استثمارات تصل إلى مليار دولار.
فماذا نعرف عنه؟
يقول موقع «ريسبونسيبل ستايت كرافت» الأمريكي، إن شركة تكنولوجيا الأسلحة الصاعدة، أندوريل إندستريز تتجه الآن إلى أوهايو بمساعدة الولاية.
وفي الأسبوع الماضي، وافقت ولاية أوهايو على منح مبلغ ضخم قدره 70 مليون دولار من صندوق «مستقبل أوهايو» التابع لوزارة التنمية في الولاية، لإنشاء مصنع أسلحة يسمى "أرسنال-1".
وتمت الموافقة على تمويل المصنع وهو منشأة إنتاج "ضخمة الحجم" من المتوقع إقامتها على مساحة خمسة ملايين قدم مربع بالقرب من مطار ريكينباكر في كولومبوس، وفقا لما ذكره موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" الأمريكي.
ولم يلق المشروع أي اعتراضات باستثناء اعتراف نائب الولاية الديمقراطي تريستان رادر بأن "الكثير من الأموال العامة.. ستذهب إلى تطوير خاص".
وفي الوقت الذي تصور فيه شركة أندوريل وولاية أوهايو تطوير "أرسنال-1" على أنه أمر بالغ الأهمية للاقتصاد ومصالح الأمن القومي، تكمن معركة أكبر حول مستقبل التقنيات العسكرية المستقلة ودور الولايات المتحدة في إنتاجها.
ترحيب وقلق
ويروج أنصار المشروع لفوائده الاقتصادية للمشروع لسكان أوهايو وحظي "أرسنال-1" بإشادة واسعة باعتباره أكبر مشروع لخلق فرص العمل في تاريخ الولاية حيث يعد بتوفير 4 آلاف فرصة عمل.
ووافقت الولاية على نحو 450 مليون دولار من الإعفاءات الضريبية لصالح شركة أندوريل، التي ستستثمر نحو مليار دولار في المشروع الذي من المقرر أن يبدأ عملياته بحلول منتصف عام 2026.
وفي يناير/كانون الثاني، قال نائب حاكم ولاية أوهايو جون هيوستيد: "نرحب بشركة أندوريل ونحتفل بخلق آلاف الوظائف الجديدة في مجال التصنيع الدفاعي المتطور". وأضاف: "يعزز هذا الاستثمار مكانة أوهايو كقائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة والأمن القومي".
وفي الواقع فإن ما تقترحه شركة أندوريل هو عدم الخضوع للتدقيق إلى حد كبير، إلا أن خططها لإنتاج أسلحة مستقلة وشبه مستقلة هو أمر يستحق التدقيق وسط مخاوف واسعة من استعانة أنظمة الأسلحة المستقلة بالآلات الأقل تمييزا لاتخاذ القرارات بدلا من البشر.
مخاوف
ويخشى باحثو الذكاء الاصطناعي أيضًا من أن تؤدي عسكرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من خلال تحويل مسؤولية القتال من البشر إلى الآلات إلى جعل الدول أكثر تقبلا للحروب.
وفي مناطق مثل غزة، استخدمت القوات الإسرائيلية بشكل سيئ السمعة أنظمة الاستهداف العسكرية القائمة على الذكاء الاصطناعي في هجومها على الفلسطينيين.
قاعدة صناعية أمريكية
ويمثل "أرسنال-1"، جزءا من مساعي المقاولين العسكريين خاصة الجيل الأحدث من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الدفاعية، لتأسيس قاعدة صناعية دفاعية أمريكية متجددة قادرة على إنتاج أوامر من الأسلحة والمنصات العسكرية بكميات كبيرة.
وتعمل شركات التكنولوجيا الدفاعية الناشئة على ربط الفرص الاقتصادية الرئيسية بالعسكرة في هذه العملية.
وبالنسبة للمؤيدين، فإن هذا الجهد أمر بالغ الأهمية للأمن القومي الأمريكي خاصة في ظل الظروف الجيوسياسية الهشة بشكل متزايد ومع ذلك، يخشى البعض من أن تؤدي الخطوات العسكرية لهذه الشركات إلى توجيه الرأي العام في نفس الاتجاه.
إلا أن سكان أوهايو لا يشعر جميعهم بالسعادة لإنشاء المصنع الذي اعتبره البعض "مقامرة عالية المخاطر في الدفاع الوطني" وسط شكوك محلية تحيط بالإعانات العامة "الكبيرة" المخصصة للمشروع.
ومن المقرر أن تنظم عدد من الجماعات التي تتخذ من أوهايو مقراً لها احتجاجا يوم الأحد خارج مطار ريكينباكر وتعترض المجموعات على التمويل العام الجوهري للمشروع، وتأثيره البيئي المحتمل، والعواقب الأخلاقية المحيطة بالعسكرة المستمرة للذكاء الاصطناعي