سر جيني يربط بين أنجلينا جولي وسرطان البروستاتا لدى الرجال

دعا علماء بريطانيون إلى إجراء فحوص دم سنوية للرجال الحاملين لطفرات الجينين "BRCA1" و"BRCA2"، المعروفة باسم "جين أنجلينا جولي".
واكتسبت هذه الجينات اسم "جين أنجلينا جولي"، لأنها كانت من أوائل الشخصيات العالمية التي تحدثت علنًا عن إصابتها بطفرة في جين BRCA1، وكشفت عام 2013، في مقال نشرته في صحيفة "ذا نيويورك تايمز" عن خضوعها لعملية استئصال وقائي للثديين بعد أن اكتشفت أنها تحمل طفرة في هذا الجين ، الذي يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بشكل كبير، ولاحقا أجرت أيضا عملية لإزالة المبيضين وقناتي فالوب، بعد وفاة والدتها بسبب سرطان المبيض.
ويقول علماء معهد أبحاث السرطان في لندن، إن الرجال الحاملين لهذه الجينات لديهم أيضا خطر سرطان البروستاتا، وأشار فريق المعهد إلى أن الغحصوص المبكرة يمكن أن تساعد في اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، حين تكون فرص الشفاء أعلى بكثير.
وتاتي وتوصياتهم استنادا إلى نتائج دراسة دولية كبرى شملت أكثر من 3,000 رجل في 20 دولة، ضمن مشروع "IMPACT" المدعوم من منظمة أبحاث السرطان البريطانية.
وكشفت النتائج، التي عُرضت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأورام في برلين، أن الرجال الحاملين لطفرات "BRCA1" أكثر عرضة للإصابة بسرطان البروستاتا العدواني بمقدار ثلاث مرات مقارنة بغيرهم، في حين يبلغ خطر الإصابة لدى حاملي "BRCA2" أكثر من الضعف. كما يتعرض هؤلاء الرجال للإصابة في سن أصغر، بمتوسط 60 عاما مقابل 65 عامًا لغير الحاملين للجين.
وقالت البروفيسور روز إيليس، أستاذة علم الوراثة السرطانية وقائدة الدراسة: "تُظهر أبحاثنا أن الرجال الحاملين لطفرات ( BRCA ) يواجهون خطرا مرتفعا من الإصابة بسرطان البروستاتا العدواني. وحتى تتوافر اختبارات أكثر دقة، فإن الفحص السنوي باستخدام اختبار "PSA " للرجال الأكثر عرضة للخطر يمكن أن ينقذ الأرواح".
وأوضحت أن الفريق العلمي يحثّ الجهات التنظيمية على تحديث الإرشادات الصحية بحيث يُعرض اختبار " PSA " السنوي لجميع الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعين ويحملون طفرات"BRCA1" و"BRCA2".
من جانبها، أكدت آمي رايلانس، من منظمة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، أن نتائج الدراسة " تُعدّ دليلاً قويًا على أن الفحص المنتظم للرجال الأكثر عرضة يمكن أن يكشف عن السرطان في مرحلة قابلة للعلاج".
يُذكر أن سرطان البروستاتا هو الأكثر شيوعًا بين الرجال في المملكة المتحدة، مع تسجيل نحو 63 ألف إصابة و12 ألف وفاة سنويًا. ويشير الخبراء إلى أن الاكتشاف المبكر يمكن أن يرفع فرص البقاء على قيد الحياة إلى أكثر من 90% في الحالات التي تُشخخص مبكرا.