دواء منقذ للحياة ضد سرطان البروستاتا العدواني..لماذا يُحرم المرضى منه؟

أثار أطباء وجمعيات خيرية في بريطانيا انتقادات واسعة ضد هيئة الصحة في إنجلترا بسبب تأخرها في إتاحة دواء أبيراتيرون .
ويمنح الدواء لمرضى سرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة المبكرة، على الرغم من أنه متاح بالفعل في اسكتلندا وويلز.
وبرزت القضية مع حالة جيلز تيرنر، مصرفي متقاعد يبلغ من العمر 65 عامًا من مقاطعة ساسكس، الذي صُدم عندما أبلغه طبيبه أن العلاج غير متوفر عبر هيئة الصحة في إنجلترا، رغم أن الدراسات أثبتت فعاليته الكبيرة في وقف نمو الأورام العدوانية.
ولضمان فرصته في النجاة، اضطر جيلز لدفع نحو 20 ألف جنيه إسترليني من ماله الخاص للحصول على الدواء، ليظهر لاحقًا أنه في حالة تعافٍ كامل بعد عامين من العلاج.
وبحسب جمعية السرطان البريطانية ، فإن التأخير في اعتماد الدواء حرم بالفعل أكثر من 1,300 رجل من فرصة النجاة منذ عام 2023، وتُحذر الجمعية من أن 13 رجلا إضافيا قد يموتون كل أسبوع ما لم يتم تغيير القرار.
ويصف الأطباء أبيراتيرون بأنه "تحول جذري" في علاج سرطان البروستاتا عالي الخطورة، إذ يعمل على وقف إنتاج هرمونات الذكورة ليس فقط من الخصيتين، بل أيضا من الغدد الكظرية وحتى من الورم نفسه، مما يحد من فرص عودة المرض وانتشاره.
ورغم أن الدواء أصبح منخفض التكلفة بعد انتهاء براءة اختراعه في 2022، حيث انخفض سعر الدورة العلاجية لعامين من 68 ألف جنيه إلى أقل من 2000 جنيه، فإن غياب شركة راعية لملف الدواء أدى إلى تعطيل اعتماده في إنجلترا.
وقال البروفيسور نيك جيمس، أخصائي الأورام في مستشفى "رويال مارسدن": "إضافة أبيراتيرون للعلاج التقليدي يمكن أن يخفض خطر الوفاة بسرطان البروستاتا بنسبة تزيد عن 40%. إن تجاهل هذا الدواء ليس مسألة طبية بل بيروقراطية بحتة".
في المقابل، يؤكد متحدث باسم هيئة الصحة البريطانية أن اعتماد الدواء ضمن أولوياتها، لكن لا يمكن توفيره إلا بعد تخصيص ميزانية مستدامة، وهو ما لا يزال قيد المراجعة.
ورغم هذه التطمينات، يرى الخبراء أن كل شهر تأخير يعني أن المزيد من الرجال ينتقلون من مرحلة المرض القابل للشفاء إلى المرحلة المميتة، وهو ما وصفه أحد الأطباء بأنه "وضع لا يمكن الدفاع عنه".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg
جزيرة ام اند امز