بالفيديو.. رئيس إيران يهرب وعمال يهاجمون سيارته
داخل سيارة دفع رباعي مصفحة سوداء ووسط عشرات من الحراس؛ وصل الرئيس الإيراني إلى منجم الفحم الذي انفجر الأسبوع الماضي وقتل العشرات
داخل سيارة دفع رباعي مصفحة سوداء، ووسط عشرات من الحراس وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى موقع منجم الفحم، الذي انفجر الأسبوع الماضي وقتل العشرات، فما كان من حشود العمال الغاضبين المكروبين، إلا أن حاصروا سيارته وسألوه في غضب: "أين كنت حتى الآن؟".
ورغم تحذيرات مسؤولين محليين، أصر روحاني الذي يسعى لإعادة انتخابه في 19 مايو/أيار الجاري، على السفر إلى محافظة كلستان (شمال إيران) لتفقد موقع الكارثة والتحدث مع أسر الضحايا، الذين لقوا حتفهم، حسب وكالة أنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وكان نحو 35 عاملًا محاصرًا لقوا مصرعهم جراء الانفجار، ودفنوا تحت الأنقاض، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الرسمية، وانتشلت السلطات 22 جثة بينما لا يزال البحث جاريا.
وفي البداية، لم ترد أخبار الهجوم على سيارة روحاني على وسائل الإعلام الرسمية، بل أشارت إليها وكالات الأنباء شبه الرسمية "فارس" و"تسنيم"، ويعتقد أن كليهما يرتبط بالحرس الثوري الإيراني، التي حرصت على توجيه انتقادات لروحاني مؤخرًا.
وكما ظهر في فيديو نشرته وكالة أنباء "تسنيم" المحافظة، انتشر على الإنترنت، حاصر العمال الغاضبون سيارة الرئيس بعد أن وصلت إلى موقع المنجم، وتحدث أحدهم مهاجمًا روحاني، الذي كان يظهر رأسه فقط من سقف للسيارة.
مرتديًا خوذة صفراء، قال العامل: "لقد عملنا هنا لمدة 22 عاما، ولا أحد منكم يعرف ما هو عامل المنجم، والآن تتذكرون وتحضرون هنا؟".
متسائلًا: "عامل المنجم يربح 10 مليون ريال (حوالي 308.30 دولارا) أثناء العمل، وعامل المنجم المتقاعد بعد عقدين يحصل على 14 مليون ريال (431.62)، "بصراحة، هل يمكن أن تعيش على ذلك؟".
وأظهر فيديو نشرته وكالة أنباء "فارس" المملوكة للدولة سيارة روحاني، يحاصرها العمال، قبل أن يصعد أحدهم فوق السيارة حاملًا لافتة، وسط هتاف الآخرين: "إنه يوم الحداد"، قبل أن ينهالوا بالركل والضرب على غطاء محرك السيارة التي يجلس الرئيس داخلها.
وبينما كان يحاول آخرون القفز على غطاء المحرك وجسم السيارة، سمع صوتًا يصرخ: "أيها الإخوة الأعزاء، أتوسل إليكم انتظروا بضع دقائق".
وبنبرة متحسرة، أضاف الرجل، الذي كان يحاول أحدهم تهدئته: "170 طفلًا تيتموا الآن، وترملت 40 امرأة، ونحن لا نعرف ماذا سنفعل، أنا أتألم، وقلبي مفعم بالحزن، دعوني أتكلم: سيدي الرئيس، أين كنت حتى الآن؟".
وفي وقت لاحق، ظهرت سيارة الدفع الرباعي تفر، وتشق طريقها تدريجيا وسط الحشد، وظهر أنها لم تتعرض إلى تلفيات كبيرة جراء الحادث.
ويواجه روحاني -الذي ركز حملته الانتخابية على دوره في التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى العالمية عام 2015 أنهى العقوبات الاقتصادية- انتقادات من قبل المعارضين، الذين يتهمونه بإعطاء أولوية للاستثمار الأجنبي على حساب تلبية احتياجات الإيرانيين ذوي الدخل المنخفض.
وكان حامد أبوتالبي، وهو مستشار سياسي لروحاني، كتب في وقت لاحق على "تويتر"، أن حاكم مقاطعة كلستان قد حذرّه من السماح للرئيس بالسفر إلى المنجم، حيث لا تزال المشاعر غاضبة.
وواقعة الأحد، التي تجسد جليا موجة الغضب والاستياء الشعبي إزاء نظام الملالي، لا سيما أنها تأتي قبل نحو أسبوعين من الانتخابات، ربما تمثل فرصة لمنافسيه لإظهار حقيقة أن الرئيس بعيد كل البعد عن قطاع كبير من المجتمع.