لا تعد الذكرى السنوية لمعرض إكسبو دبي مجرد احتفال بالابتكار والإبداع البشريين، بل هي أيضا فرصة لتسليط الضوء على الشراكات المهمة القائمة بين الدول. إحدى هذه الشراكات هي التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والصين.
شهد معرض إكسبو دبي مشاركة أكثر من 190 دولة، فضلاً عن مشاركة المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية والشركات المحلية والعالمية والهيئات الأكاديمية. ويوفر إكسبو دبي منصة لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وخلق مستقبل أفضل، ويلعب دورًا مهمًا في تعميق العلاقات الإماراتية الصينية.
خلال هذه الفترة، استقبل جناح الصين أكثر من 1.76 مليون زائر، كما زاره 1.45 مليون شخص آخر عبر الإنترنت. وأعربت الصين عن امتنانها الكبير للإمارات العربية المتحدة على منحها الفرصة لمشاركة شعوب العالم موضوع جناح الصين "بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية - الابتكار والفرص". وهذا الموضوع يتناسب مع الاتجاه العام للبشرية جمعاء للعمل معًا للتغلب على الصعوبات.
على الرغم من مرور عام على إكسبو، ما زال يوفر الفرص لتوسيع مجالات التعاون وتطوير المصالح المشتركة للإمارات والصين. لا يعزز إكسبو التبادلات الثقافية والأنشطة التجارية فحسب، بل يبني أيضًا جسرًا من الصداقة بين البلدين. الإمارات شريك مهم للصين في تعزيز بناء "الحزام والطريق". تعد شركات الطاقة الصينية قوة صاعدة في سوق طاقة الرياح والطاقة الشمسية العالمية، وتتمتع الإمارات بميزة طبيعية في تطوير صناعة توليد الطاقة الكهروضوئية، وهناك مساحة واسعة للتعاون بين البلدين. تعد الصين حاليًا أكبر شريك تجاري للإمارات، وبلغ حجم التجارة الثنائية 234 مليار دولار أمريكي في السنوات الخمس الماضية.
ستواصل الإمارات والصين التعاون الوثيق في مجال الطاقة الجديدة، وتحقيق المزايا التكميلية في "عصر ما بعد النفط"، وإفادة شعوب البلدين والعالم أكثر وبشكل أفضل.
في عام 2018، تشرفت كثيرا بالسفر إلى الإمارات لتصوير سلسلة فيديوهات بعنوان "مفهوم جديد للعلاقات الإماراتية الصينية". رأيت إنجازات التعاون الإماراتي الصيني بأم عيني، خصوصاً في مجال البنية التحتية، على سبيل المثال المرحلة الثانية من مشروع محطة الحاويات في ميناء خليفة، والحديقة النموذجية للتعاون الإماراتي - الصيني في الطاقة الإنتاجية بالجودة العالية. مع مرور خمس سنوات، قد عززت هذه المشاريع من التواصل بين البلدين، وكواحدة من الدول المهمة على طول مبادرة "الحزام والطريق" وإحدى المراكز الإقليمية للطيران والشحن والخدمات المالية، تأمل دولة الإمارات في إطار مبادرة "الحزام والطريق" زيادة تسريع بناء البنية التحتية.
تتحول دولة الإمارات العربية المتحدة من اقتصاد قائم على النفط إلى اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، حيث يُعتقد أن بإمكان البلدين تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار التكنولوجي والخدمات المالية والتعليم. تتطلع الصين والدول العربية إلى المستقبل، ولديها إمكانات كبيرة للتعاون، سواء في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبنية التحتية والتعليم والثقافة، أو في المجالات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا الوراثية والرعاية الطبية، والزراعة الحديثة. ستستمر "خطة المائة عام" للعلاقات الإماراتية الصينية في العصر الجديد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة