الفيروس يفسد ذكرى يوم العمل الدولي.. عاطلون بالملايين
ترتبط هذه المناسبة في 11 أبريل من كل عام بتاريخ تأسيس منظمة العمل الدولية في 1919 إبان الحرب العالمية الأولى
تزامنت ذكرى "يوم العمل الدولي" التي تحل في 11 أبريل من كل عام هذه السنة مع تطورات جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" التي رسمت صورة ضبابية لمستقبل العمل حول العالم وزادت معدلات البطالة.
هذه المرة في عام استثنائي يغير كافة قواعد منظومة العمل بجميع أنحاء العالم بفعل جائحة كورونا المستجد "كوفيد 19" التي رسمت صورة ضبابية لمستقبل العمل.
وفي 11 أبريل/نيسان من كل عام يكون مجالا لطرح مستجدات قضايا العمل ما بين العدالة والضمان الاجتماعي وأخلاقيات العمل وتطوير المنشآت والعمل الجبري وعمالة الأطفال وهجرة اليد العمل وتعزيز الوظائف والمساواة بين الجنسية ودور منظمات الأعمال وكذلك العمال، إلا أن هذه المرة ضرب فيروس كورونا منظومة العمل بالكامل.
ويرتبط اختيار 11 أبريل/نيسان ليكون يوم العمل الدولي بتاريخ تأسيس منظمة العمل الدولية كأحد الأذرع المنبثقة عن الأمم المتحدة، حيث يتشابه الأجواء التي تم إنشاء فيها هذه المنظمة بما نعيش فيه هذه الأيام، من حيث صعوبة مناخ العمل.
وتأسست منظمة العمل الدولية في 1919 عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى التي أسفرت عن أوضاع اقتصادية صعبة أدت بدورها إلى اختلال منظومة العمل، ومن هنا كان إنشاء المنظمة يمثل أحد بنود معاهدة فرساي.
ونسجت المنظمة رؤية واضحة تنطلق من أن السلام العالمي الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل العدالة الاجتماعية، وتشكلت لجنة العمل من ممثلين عن 3 جهات لضبط منظومة العمل في العالم، وهم الحكومات وأصحاب العمل والعاملين.
وتتقاسم كثيرا الأهداف التي تأسست عليها منظمة العمل الدولية قبل 101 عام، مع الأهداف المطلوب تحقيقها في زمن كورونا الآن، وفي مقدمتها تحقيق الحماية الاجتماعية لجميع العاملين وبناء حوار اجتماعي بين العمال وأصحاب العمل والإدارة.
ويقول غاي رايدر، المدير العام لمنظمة العمل الدولية، في مقال نشره الموقع الإلكتروني للمنظمة، إن التبعات الإنسانية لوباء كورونا ستأثر على مستقبلنا من جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وأوضح أن تقديرات منظمة العمل الدولية تشير إلى أن قرابة 25 مليون شخص إضافي قد يصبحون عاطلين عن العمل، مع خسارة في الدخل تصل إلى 3.4 تريليون دولار أمريكي. ولكن من الواضح أن هذه الأرقام قد تكون أقل من حجم الأثر الفعلي.
وأكد رايدر أن هذا الوباء كشف جوانب الخلل العميق في أسواق العمل، حيث أوقفت الشركات بمختلف أحجامها العمليات وخفضت ساعات العمل وبعضها سرح الموظفين، والآن يتأرجح كثير منها على حافة الانهيار مع إغلاق المتاجر والمطاعم، وإلغاء الرحلات الجوية وحجوزات الفنادق، وتحول الشركات إلى العمل عن بعد.
وشدد على أن هذه الأزمة تتطلب توفير مساعدات فورا لمن هم في أمس الحاجة إليها الآن، وذلك عبر بناء حوار اجتماعي بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال حتى لا تصبح أزمة 2020 نسخة مكررة من أزمة ثلاثينات القرن العشرين حيث ضرب العالم الكساد العظيم في 1929.
أمريكا
وتسبب تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة في وصول معدل البطالة إلى أرقام غير مسبوقة، حيث سجل نحو 5 ملايين شخص الأسبوع قبل الماضي للحصول على مساعدات للبطالة، في رقم قياسي جديد بعد أسبوعين شهدا ارتفاعا تاريخيا في نهاية مارس/آذار.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تعاني الولايات المتحدة من أكبر انكماش لها على الإطلاق خلال ربع العام الجاري، وأن يرتفع معدل البطالة إلى مستوى قياسي كالذي شهدته البلاد بعد الكساد الكبير، يتبعه انتعاش سيكون معتدلا وممتدا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء بلومبرج.
كما أظهرت بيانات مكتب الإحصاء المركزي الأيرلندي، الخميس الماضي ، زيادة هائلة في أعداد العاطلين بأيرلندا، نتيجة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وارتفع أعداد العاطلين في النمسا إلى مستوى قياسي لم يحدث منذ عام 1946، بسبب الأزمة التي تواجه العالم نتيجة تفشي فيروس كورونا.
aXA6IDMuMTYuNDcuODkg جزيرة ام اند امز