الجيش اليمني يحاصر الحوثيين بمكافحة تهريب السلاح والمخدرات
شبكة واسعة من مافيا المخدرات وعصابات تهريب السلاح الإيراني تتخذ من السواحل والأراضي اليمنية نقطة انطلاق إلى دول الجوار.
لم تكتف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بانقلابها على الشرعية، وإشعال حرب تدميرية طوت عامها الرابع، بل حولت اليمن إلى خط مفتوح لتصدير السلاح المهرب والآثار وعصابات الإتجار بالمخدرات والأعضاء البشرية.
- اليمن يدعو واشنطن لإجبار الحوثي على تصحيح مسار المساعدات
- توتر في عتق وسقطرى.. "إخوان اليمن" يشعلون المناطق المحررة
ويخوض تحالف دعم الشرعية والجيش الوطني اليمني واحدة من أهم المعارك مع مليشيا الحوثي، لا تقل عن المواجهة العسكرية والمتمثلة في إخضاع مسالك ودروب التهريب للرصد والمراقبة في المحافظات الساحلية والحدودية.
وأتى على رأس تلك المحافظات: (حضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج، ومأرب، والمهرة، والجوف، وتعز، وصعدة، وحجة، والحديدة).
وتتخذ شبكة واسعة من مافيا المخدرات والسلاح الإيراني من السواحل والمناطق النائية نقطة انطلاق إلى دول الجوار بالتنسيق مع الجماعات الإرهابية، إذ جندت هذه العصابات النازحين في عملياتها الإرهابية من القرن الإفريقي إلى الدول المجاورة وأوروبا.
خلايا قطرية إيرانية
وحسب قائد قوات اللواء 35 مدرع بالجيش اليمني، العميد ركن عدنان الحمادي، فإن العصابات الإجرامية ومليشيا الحوثي تستخدم المناطق المفتوحة والشاسعة من المحافظات المحررة للتهريب بوسائل مخفية.
وأرجع المسؤول العسكري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، نشاط تلك العصابات، مؤخراً، في تهريب السلاح والمخدرات للانقلاب الحوثي إلى خلايا تمولها قطر وإيران، وتستغل تهدئة اتفاق ستوكهولم لتعويض ترسانة المليشيا المتهاوية، وتفعيل خط أخرى لضمان مصادر تمويلها.
ومنذ مطلع العام 2019، أحبطت قوات اللواء 35 مدرع المنتشرة في الجبهات والمناطق الريفية من محافظة تعز، جنوبي البلاد، عمليات تهريب عشرات الأطنان من المخدرات والسلاح والمتفجرات قبل وصولها للحوثيين.
الحمادي لفت إلى أن شبكة عملاء وعناصر متعاونة خفية تابعة لإيران وقطر، تقوم بشراء ونقل هذه المواد وبمبالغ كبيرة وطائلة من عدة مناطق تهريب.
وأشاد بجهود التأمين الكبيرة لقوات التحالف العربي في مراقبة المياه الإقليمية، موضحاً أن استعادة ميناء الحديدة سيكمل محاصرة الطرق البحرية للمليشيا، فيما يحتاج البر في المناطق المحررة إلى التنسيق بين الوحدات القتالية والأمنية للشرعية عملياتيا ولوجستيا.
وستشهد الأيام المقبلة تنسيقاً عالي المستوى لمتابعة وإلقاء القبض على كل العناصر المتعاونة مع هذه العصابات، إذ اختلقت مليشيا الحوثي في مسرح قطاعات قواته معارك عنيفة، ولوحظ أنها توقفت بعد ضبط كميات الأسلحة والذخائر، أي أن هدفها كان الإرباك بالتنسيق مع عصابات التهريب الإجرامية.
وطالب المسؤول العسكري اليمني أبناء تعز بوحدة الصف، وتوحيد جهود الوحدات العسكرية نحو الاتجاه الصحيح والخروج من الصراعات الداخلية والمضي نحو استكمال تحرير ما تبقى من المحافظة.
ميناء الحديدة.. وكر التهريب الرئيسي
وفي الإطار نفسه، قال محافظ محافظة الحديدة الحسن طاهر ، "إن الميناء الاستراتيجي الذي يحمل ذات الاسم، يعد المصدر الأساسي لمليشيا الحوثي للمتاجرة بالأسلحة والمخدرات المهربة من إيران".
وأوضح طاهر، في تصريحات صحفية، أن قيادات الحوثي باتت في ثراء فاحش، ووفرت من خلال تجارة المخدرات والسلاح المهربة الملايين من العملة الصعبة.
وتسعى إيران من خلال تسهيلات لتجار السلاح والمخدرات في البر والبحر، تحصين مواقع ودفاعات وكلائها الحوثيين أمام تحالف دعم الشرعية، عبر تمويل أجور المرتزقة وتكاليف تجنيد الأطفال الذي تدفع بهم إلى محارق الموت، طبقا لمحافظ الحديدة.
مافيا تهريب المخدرات
وتملك مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ارتباطات وثيقة بعصابات إجرامية ومافيا واسعة النطاق تعتمد تجارة آفة المخدرات، وتعد محافظة مأرب واحدة من أهم طرق الانقلابيين في تهريب الحشيش إلى صنعاء.
ووفق المحافظ سلطان العرادة، فإن مكافحة المخدرات واحدة من الجبهات التي تخوضها قوات الشرعية ضد مليشيا إيران الانقلابية الرامية لتحصين المجتمع ومحاصرة مصادر تمويل حربها العبثية والظالمة بحق الشعب اليمني.
وأشار إلى أن رجال الأمن والشرطة والجيش بإسناد التحالف أحبطوا في مختلف المحافظات المحررة كميات كبيرة وشحنات متعددة ومتلاحقة من هذه المواد المخدرة والسامة، التي كانت في طريقها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي.
ولفت المسؤول اليمني إلى أن أجهزة الأمن في مأرب حققت نجاحات كبيرة، وأحبطت العديد من شحنات المخدرات المختلفة أثناء محاولة تهريبها إلى مليشيا إيران في صنعاء.