المضادات الحيوية تقتل 10 ملايين بحلول 2050
خبيرة طبية تؤكد أن الإفراط في تناول المضادات الحيوية يؤدي إلى طول فترة الاستشفاء من الالتهابات واللجوء إلى خيارات علاجية أكثر تكلفة.
بات الإفراط في استخدام المضادات الحيوية وسوء استخدامها من أكثر المشكلات الصحية إلحاحاً بالعالم، وفقاً للدكتورة أشا توماس، المديرة الطبية لخدمة "دكتور أون كول"، المنشأة التي تُقدم خدمات طبية على مدار الساعة، وخدمات رعاية صحية في المنازل والفنادق في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقالت الدكتورة توماس: "لا يزال البعض يعتقد أن استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى حل سريع لجميع الأمراض، بما في ذلك أمراض البرد والإنفلونزا، إلا أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية يؤدي بنهاية المطاف إلى إلغاء فعالية المضاد الحيوي ضد بعض أنواع البكتيريا والفيروسات، كما يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية مثل الإسهال، وآلام المعدة، والصداع، ومرض القلاع أو فطريات الفم".
وتُعتبر المضادات الحيوية أدوية بالغة الأهمية لمنع انتشار العدوى والحد من مضاعفات المرض، وبلغ حجم سوق المضادات الحيوية في العالم نحو 41 مليار دولار أمريكي في عام 2015، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو 44.7 مليار دولار بحلول 2020، وفقاً لدراسة أجرتها مجلة "بروسيدنجز" الصادرة عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن معظم المضادات الحيوية تُستخدم لعلاج العدوى البكتيرية، إلا أنها لا تُستخدم دائماً لمعالجة العدوى الفيروسية. فعلى سبيل المثال يمثل المضاد الحيوي الدواء المفضل لعلاج التهاب الحلق العقدي، لكنه ليس الخيار المناسب لعلاج التهاب الحلق الناجم عن فيروس، كما أن استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية لن يشفي المرض، بل سيؤدي إلى آثار جانبية ضارة، ويزيد من مقاومة المضادات الحيوية.
وتزداد خطورة عواقب مقاومة المضادات الحيوية، وتؤدي إلى طول فترة الاستشفاء من الالتهابات، وتكرار مراجعة المستشفى، وطول فترة الإقامة فيه، واللجوء إلى خيارات علاجية أكثر تكلفة. ولوحظ أن من ثلث إلى نصف استخدام المضادات الحيوية لدى البشر إما غير ضروري أو غير مناسب.
وينبغي على المرضى استخدام المضادات الحيوية بشكل مناسب وصحيح، وعند الحاجة، لأجل الحد من مقاومتها وتجنب الارتكاس. وللحد من نمو مقاومة المضادات الحيوية يجب ممارسة العادات الصحية التي تؤدي إلى تجنب الالتهابات البكتيرية التي تتطلب وصفة مضادات حيوية. إضافة إلى ذلك.. يوصي الخبراء بتلقي اللقاحات في الوقت المناسب، لدورها في الحماية من العدوى البكتيرية مثل الخناق والسعال الديكي، كما يجب اتباع عادات غذائية جيّدة للحد من خطر الإصابة بالتهابات بكتيرية تنتقل عن طريق الأغذية.
واختتمت الدكتورة توماس حديثها قائلة: "يطلب معظم المرضى الذين يراجعوننا وصفة مضادات حيوية لعلاج حالاتهم دون فهم التأثيرات الجانبية التي قد تحدثها، كما بات من الشائع استخدام هذه المضادات الحيوية لعلاج مريض آخر، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب طبية خطيرة، ومن المهم استخدام المضادات الحيوية الموصوفة من قبل الطبيب بالجرعة المناسبة والوقت المناسب".
ويُقدر الخبراء أن مقاومة المضادات الحيوية قد تودي بحياة نحو 10 ملايين شخص في العالم بحلول عام 2050 ما لم يتم التدخل، وتبقى المضادات الحيوية رغم ذلك إحدى أهم فئات الأدوية حتى تاريخه، وفي الكثير من الحالات تُعتبر دواء ضرورياً لإنقاذ حياة المرضى.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز