خرائط الإجرام تفضح «وجه لندن القاتم».. أحياء مرعبة في عزّ النهار

أشارت بيانات شرطة العاصمة البريطانية "ميتروبوليتان" إلى تحديد ما يزيد على 30 منطقة تشهد معدلات مرتفعة من الجرائم المرتبطة بالسرقة والسلوكيات المعادية للمجتمع وجرائم الشوارع.
وتعمل الأجهزة الأمنية على التصدي لتلك الحالات، التي تتنوع بين نشل الجيوب والاعتداءات الجسدية، مرورًا بالسطو والتهرب من دفع الأجرة.
وبحسب البيانات، تُسجّل نحو 20 منطقة من مراكز المدن والشوارع الحيوية 10% من جرائم الطعن بالسكاكين، و24% من سرقات الأفراد، و6% من البلاغات المرتبطة بالسلوك العدائي.
تقسيم المناطق بحسب الأولوية الأمنية
المناطق المصنّفة ضمن المستوى الأول، والتي تُعد من بين الأكثر تسجيلًا لتلك الجرائم، تشمل: وسط باركينغ، بريكستون، إيَلينغ، كرويدون، وولويتش، إلفورد، كينغستون، رومفورد، شورديتش، إضافة إلى كامدن تاون، كاتفورد، إليفنت آند كاسل، فينسبري بارك، سيفن سيسترز، شيبردز بوش غرين، سيلفر ستريت، ستراتفورد، والثامستو، وايته تشابل، والويست إند.
أما المناطق المصنفة ضمن المستوى الثاني، فتضم: برودواي بيكسليهيث، وسط بروملي، لادبروك غروف، هارلسدن، هارو أون ذا هيل، شارع هاونسلو، ميتشام، مركز ريتشموند، شارع سوتون، شارع توتينغ، ووسط يوكسبريدج.
أصوات من الشارع: شهادات من كامدن تاون
في منطقة كامدن تاون، عبّر عدد من السكان والعاملين عن قلقهم من تفاقم مشكلات السرقة وتعاطي المخدرات:
موشين علان، الذي يعمل في محل إلكترونيات منذ أكثر من عامين، يقول إنهم يتعرضون لمحاولات سرقة متكررة، وإن المساعدة الأمنية لا تصل عند الحاجة.
عائشة جيمس، البالغة من العمر 39 عامًا، والعاملة في السوق، ذكرت أن السرقات اليومية تزداد خلال موسم الصيف، وأشارت إلى إصابة رجل أمن بجروح خطيرة.
أحد السكان، الذي يعيش في المنطقة منذ 20 عامًا، تحدّث عن تفشي تعاطي المخدرات، مؤكدًا الحاجة إلى دوريات أمنية أكثر فعالية.
أحد المقيمين، فضّل عدم ذكر اسمه، أشار إلى تكرار أعمال التخريب كتحطيم نوافذ السيارات، وإطلاق ألعاب نارية تُحدث حرائق، والضوضاء المفرطة.
جيوفاني كارّينو (60 عامًا)، يرى أن ارتفاع معدلات الفقر والتشرد في المنطقة يُسهم في تزايد السرقات، داعيًا لتوفير مأوى للمشردين.
إيمر نيزيرن (66 عامًا)، المقيم في المنطقة منذ ثلاثة عقود، أكّد أن الوضع يتحسّن تدريجيًا، وأن الحوادث تنشأ غالبًا بين أفراد يعرفون بعضهم البعض.
إجراءات أمنية جديدة تحت إشراف البلدية
أعلن مكتب رئيس بلدية لندن، صادق خان، عن سلسلة إجراءات جديدة لتعزيز الأمن في المناطق المصنّفة عالية الخطورة، تشمل تكثيف الدوريات الأمنية، وتنفيذ عمليات مبنية على معلومات استخباراتية. وتندرج هذه الإجراءات ضمن مبادرة وزارة الداخلية "شوارع أكثر أمنًا" التي تمتد حتى نهاية سبتمبر/ أيلول.
ويشمل البرنامج دعم فرق الأحياء بنحو 500 فرد إضافي، من ضباط ومفتشين ومساعدي دعم مجتمعي. كما يتم العمل مع شركاء من الجهات المحلية والمجتمعية لملاحقة المجرمين المعروفين بتكرار المخالفات.
الجدل السياسي حول فعالية الاستجابة
سوزان هول، زعيمة مجموعة المحافظين في مجلس المدينة، انتقدت الإدارة الحالية متهمة إياها بتقليص الموارد الأمنية: "الجرائم تتصاعد في ظل تراجع دعم الشرطة، بينما تُترك الأحياء مكشوفة أمام التهديدات".
من جانبها، أشارت الشرطة إلى نجاح أساليبها المعتمدة على البيانات، مؤكدة أنها تعتقل نحو ألف شخص إضافي شهريًا، مع انخفاض بنسبة 19% في الجرائم المجتمعية، وزيادة بنسبة 163% في قضايا السرقة التي تم حلها.
البيانات من يناير/ كانون الثاني حتى يونيو/ حزيران 2025، أظهرت انخفاضًا بنسبة 18% في جرائم السكاكين، و18% في السطو السكني، و16% في سرقة الأفراد، و13% في السطو الشخصي.
الاستجابة الرسمية والتوقعات المستقبلية
نائب رئيس بلدية لندن لشؤون الأمن، كايا كومر-شوارتز، أكّد أن الحل لا يقتصر على الوجود الشرطي، بل يستند إلى بناء مجتمعات مترابطة. وأوضح أن التعاون بين الجهات الرسمية والمجتمع المحلي مستمر للحد من السرقات والسلوكيات العدائية في المناطق المزدحمة.
توقّع مكتب البلدية استقبال نحو خمسة ملايين زائر إضافي خلال موسم السياحة الصيفي، مع ازدحام متوقّع في مراكز المدن بالتزامن مع عطلات المدارس، ما يعزز الحاجة إلى إجراءات استباقية فعالة.
ورغم ما تم تحقيقه من تراجع في بعض أنواع الجرائم، أكّد المسؤولون أنّ هناك المزيد من العمل المطلوب لضمان شعور الجميع بالأمان داخل العاصمة.