غوتيريش في العراق.. توصيات أممية ورسائل حكومية
توصيات أممية وجهها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الحكومة العراقية، في حين ردت الأخيرة برسائل للداخل والخارج.
فعلى هامش زيارة هي الأولى من نوعها للعراق منذ ستّ سنوات، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على "التضامن" مع العراقيين، داعيًا إلى "كسر دائرة عدم الاستقرار" ومواصلة العمل على طريق تحقيق "الازدهار والحرية".
تأتي زيارة غوتيريش تزامناً مع مرور عشرين عاماً على سقوط نظام صدام حسين على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في مارس/آذار من العام 2003.
توصيات أممية
وأضاف غوتيريش، خلال مؤتمر صحفي إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء: "أنا هنا في زيارة تضامن، وللتأكيد على التزام الأمم المتحدة بدعم العراق في توطيد المؤسسات الديمقراطية... وحقوق الإنسان لكل العراقيين".
وتطرق إلى عدة ملفات "مهمة"، لا سيما التغير المناخي، مرحبًا بجهود رئيس الوزراء العراقي في "معالجة التحديات التي تواجه البلاد بما في ذلك محاربة الفساد وتحسين الخدمات العامة والتنويع الاقتصادي من أجل خفض البطالة وإيجاد فرص للشباب".
وأعرب غوتيريش الذي تعود آخر زيارة له للعراق إلى صيف العام 2017، الأربعاء، عن "الأمل" في أن يكسر العراق "دائرة عدم الاستقرار والهشاشة"، من أجل الانطلاق نحو "مزيد من الازدهار والحرية والسلام".
الاستقرار الإقليمي
ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة كذلك بدور العراق "المحوري" في "الاستقرار الإقليمي"، و"التزام الحكومة في تحقيق تقدّم في الحوار والدبلوماسية"، في إشارة إلى المفاوضات غير المسبوقة التي تتوسط فيها بغداد بين إيران والسعودية، رغم أنه وبعد عدة لقاءات مثمرة لا تزال المحادثات بين الطرفين متعثرة حتى الآن.
من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أولويات حكومته من "توفير فرص العمل" و"محاربة الفقر ومكافحة الفساد".
وأضاف السوداني: "نحن ماضون في إرساء معادلة الاستقرار. حكومتنا خلقت حالة من الاستقرار السياسي والأمني، واليوم العراق هو مفتاح للحل في المنطقة وليس جزءاً من مشكلة أمنية وسياسية".
وتابع: "نعمل على جلب الفرقاء والآراء المتناقضة في العراق الذي نرى أنه يلعب دوراً ريادياً بين الأشقاء والأصدقاء لخلق هذا النظام الإقليمي المستقر والذي ينعكس قطعا على الاستقرار في عموم المنطقة والعالم".
والتقى الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء كذلك مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين. كما من المقرر أن يقابل أيضاً رئيس الجمهورية عبداللطيف رشيد، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وفق بيان صادر عن الخارجية العراقية.
ومن المقرر أن يلتقي غوتيريش في وقت لاحق الأربعاء، مع ممثّلين عن منظّمات تدافع عن حقوق المرأة والشباب، وفق بيان للمتحدث باسم الأمم المتحدة.
ثروات وأزمات
ويتمتع العراق بثروات نفطية هائلة، ويعتمد على النفط بنسبة 90% من إيراداته، فيما تخطّت احتياطياته بالعملة الأجنبية المئة مليار دولار. لكن بعد عقود من الحروب، لا يزال يعاني من تهالك في بنيته التحتية وتلكؤ في اقتصاده الذي لا يزال نموه متعثراً خارج القطاع النفطي.
وتواجه البلاد كذلك عدم استقرار سياسي مزمن، فرئيس الوزراء الحالي الذي كلّف أواخر العام 2022 بتشكيل الحكومة جاء بعد مناوشات ومفاوضات طويلة الأمد بين الأحزاب الشيعية الكبرى واشتباكات دامية في بغداد في أغسطس/آب 2022.
وشهد البلد كذلك في العام 2019 موجة من الاحتجاجات غير المسبوقة المنددة باختلالات النظام السياسي والبطالة بين الشباب وهيمنة فصائل مسلحة والفساد المزمن وتهالك البنى التحتية بعد عقود من النزاعات.
ويزور غوتيريش، الخميس، مخيّماً للنازحين في شمال العراق، قبل أن يتوجّه إلى أربيل حيث سيلتقي ممثّلين عن حكومة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.