عون: لبنان ليس ممرا للإساءة لسيادة وأمن الدول العربية
في لقاء هو الأخير من نوعه الذي يجريه الرئيس اللبناني ميشيل عون، قبل انتهاء ولايته في أكتوبر/تشرين الأول القادم، جاء خطابه محملا بوعود وتلميحات وتمنيات.
ففي كلمة له أمام ممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، في قصر الرئاسة،اليوم الخميس، أكد عون أن بلاده ليست ممرا أو مقرا للإساءة إلى سيادة وأمن واستقرار الدول العربية.
وقال في اللقاء الذي يجريه مرة في السنة، إن "لبنان يتطلع دوما إلى أشقائه وأصدقائه في العالم ليعملوا على مساعدته كي يتجاوز الظروف القاسية".
- ميقاتي: لبنان لن يكون منبرا للإساءة إلى أي دولة عربية
- عون غداة هجوم نصرالله: لبنان حريص على علاقاته بالخليج والسعودية في المقدمة
وأضاف عون "لبنان يرزح اليوم تحت أعباء اقتصادية ومالية واجتماعية وإنسانية صعبة زادت من حدتها أزمة تفشي كورونا وأحداث من غدر الزمان".
وخاطب الحاضرين "لبنان يحمل لدولكم وشعوبكم كل الخير والمحبة والرغبة الصادقة في أن تكون علاقاته معها، علاقات تعاون بناء واحترام متبادل".
واستطرد: "لبنان بطبيعته ليس ممرا أو مقرا لما يمكن أن يسيء إلى سيادة دولكم وأمنها واستقرارها ولا يشكل تدخلا في شؤونها الداخلية وخصوصا الدول العربية الشقيقة".
من المنتفع من كارثة المرفأ؟
وأعرب الرئيس اللبناني عن شكره للدول التي قدمت العون والدعم لبلاده وشعبه لاسيما بعد الانفجار المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت.
وفي هذا الصدد، أشار إلى "جهات تجاوزت واجب التنسيق مع مؤسسات الدولة وتعاطت مباشرة مع جمعيات ومجموعات بعضها نبت كالفطر بعد انفجار المرفأ، وتعمل على استثمار الدعم المادي والإنساني لأهداف سياسية وتحت شعارات ملتبسة، خصوصا وأن لبنان على أبواب انتخابات نيابية".
واستطرد"إنني عازم، بالتعاون مع مجلس النواب والحكومة، وبما تبقى من ولايتي، على متابعة العمل على الرغم من كل العراقيل من أجل تحقيق الإصلاحات التي التزمتها، والتي طالما دعت دولكم إلى تطبيقها".
وفيما بدت خطة للإصلاح، لفت الرئيس اللبناني أن أولى الخطوات الإصلاحية التي سيتخذها ستكون "إقرار خطة التعافي المالي والاقتصادي خلال الأسابيع المقبلة، وذلك تمهيدا لمناقشتها مع صندوق النقد الدولي لبدء مسيرة النهوض من جديد، بالتزامن مع التدقيق المحاسبي الجنائي في مصرف لبنان والإدارات والمؤسسات والمجالس الأخرى".
وعن الانتخابات النيابية، أكد أنها ستجرى في موعدها"، معربا عن أمله بأن "اللبنانيين سيكونون على مستوى المسؤولية في إيصال من سيعمل على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم للبرلمان".
الطريق إلى الخلاص
وفيما يتعلق بدعوته الأخيرة للحوار، قال "دعوت قبل أيام إلى طاولة حوار للبحث في اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة وفي الاستراتيجية الدفاعية وخطة التعافي الاقتصادي، لكن بعض القيادات السياسية لم تستجب، ما دفعني إلى التمسك بالدعوة إلى الحوار لاقتناع ثابت لدي بأنه الطريق إلى الخلاص".
وجدد رغبة لبنان في استمرار التفاوض من أجل ترسيم حدوده البحرية الجنوبية مع إسرائيل على نحو يحفظ حقوقه في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وشدد عون أن "الاستقرار في الجنوب لن يتعزز إلا من خلال استقرار المنطقة، وهو أمر لن يتحقق إلا من خلال السلام العادل والشامل والدائم الذي أرست قواعده مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002، ومن خلال قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وختم عون قائلا: "يتطلع اللبنانيون إلى أن تقفوا إلى جانبهم وتدعموهم فتحافظون بذلك على وطن فريد بتركيبته، مميز بقدرات شعبه، توّاق إلى الحداثة والتطور، وطن لا يريد إلا الخير والمحبة لكل الدول الشقيقة والصديقة وهو واثق أنكم سوف تبادلونه بالمثل، فلا تخيبوا أمله بل ساعدوه".
من جهته، شجّع السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري، جميع اللبنانيّين على الثبات في التزامهم بالحرّيّة والحقوق الأساسيّة والديمقراطيّة والتضامن، لكي يستمرّوا في بعث الأمل بإمكانيّة العيش المشترك المتناغم والتقدّم.
ولفت إلى أن المصاعب التي تعرض لها لبنان في العامين الماضيين، مع كلّ ما حملت معها من آلام، لم تطفئ شعلة الحرّيّة ولا روح التضامن لدى اللبنانيّين.
aXA6IDMuMTI4LjIwMi4yNTIg جزيرة ام اند امز