مقتنيات عوشة السويدي في ركن "فتاة العرب" بـ"أبوظبي للكتاب"
عوشة بنت خليفة السويدي تعد الشخصية المحورية للمعرض بدورته الـ29، وذلك تقديرا للتراث الشعري والمنجز الأدبي للشاعرة.
يضم جناح دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بمعرض "أبوظبي الدولي للكتاب 2019" ركناً خاصاً للشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي الملقبة بـ"فتاة العرب".
وتُعد عوشة بنت خليفة السويدي الشخصية المحورية للمعرض بدورته الـ29، وذلك تقديراً للتراث الشعري والمنجز الأدبي للشاعرة.
ويجد الزائر لركن "فتاة العرب" مقتنيات تعكس الجانب الثقافي من شخصية الشاعرة الإماراتية التي احتوتها مكتبتها من كتب في الشعر والتاريخ إلى جانب عرض شهادات التقدير التي حصلت عليها تكريماً لمكانتها الأدبية الرفيعة في مجتمع دولة الإمارات.
وكذلك الدفاتر والأشعار التي كتبتها الشاعرة بخط يدها وقصائدها المشهورة التي أثرت الشعر الشعبي ونشرتها الصحف المحلية.
ويستمع الزائر لركن عوشة إلى قصائدها الشعرية مسجلة بصوتها مع عرض مشاهد للبيئة الإماراتية تصور التراث الأصيل وحياة الأجداد قديماً.
وُلدت الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي في أبوظبي عام 1920، وتوفيت عام 2018، وحظيت باحترام ومحبة من عرفوها عن قرب ومن تذوقوا شعرها من جيلها أو جيل الحداثة الذين وجدوا في إبداعها رافداً ثقافياً ولغوياً أصيلاً.
تعتبر "فتاة العرب" شاعرة خصها الله بنعم كثيرة منها فصاحة اللسان وقوة البيان والحكمة وعلمت نفسها القراءة والكتابة، وقرضت الشعر وهي في الـ13 من عمرها واتسمت بالذكاء الفطري وسعة الاطلاع والخيال الإبداعي في مجال الشعر، وعُرفت باهتمامها بالتجارة والعلم والأدب.
وقضت حياتها بين أبوظبي والعين ودبي، وكانت لهذه الجغرافيا تداعياتها في شعرها الذي كان واضحاً في انتمائه لبيئتين غنيتين، وهما الصحراء بامتدادها وسكونها وتقاليدها وثقافتها والبحر بعمقه وغزارته وغموضه ولآلئه.
ويُعد تراث عوشة بنت خليفة الشعري تراثاً إنسانياً كونه حفظ للمجتمع الخليجي بشكل عام والإماراتي بشكل خاص لغته بمفرداتها المحلية وموروثه الشعبي.
وقدمت نتاجاً شعرياً فريداً من حيث أصالة مفرداته وثراء لغته وعمق معانيه وقوة صوره البلاغية وتنوع موضوعاته واتزان إيقاعه وموسيقاه في سياق مقدرة شعرية فذة تفردت بين أقلام الشعراء في السنوات المائة الأخيرة.
وخصص معرض الكتاب برنامجاً ثرياً ضمن فعالياته احتفاء بالشاعرة "فتاة العرب" ومنها محاضرة "عوشة حين زارها القمر" بجناح مؤسسة بحر الثقافة للدكتورة رفيعة غباش مؤسسة متحف المرأة بدبي استعرضت خلالها رحلتها لتوثيق مسيرة عوشة بنت خليفة السويدي.
وكشفت الدكتورة رفيعة غباش عن خطتها لترجمة قصائد "فتاة العرب" إلى اللغة الإنجليزية بالاستعانة بمترجمات سعوديات لهن تجربة في ترجمة الشعر النبطي.
وأشارت إلى أنه تم تخصيص مساحة كبيرة لـ"فتاة العرب" في متحف المرأة في دبي تحفل بزيارات يومياً من قبل الأجانب الذين أعربوا عن إعجابهم ورغبتهم في معرفة المزيد عن الشعر النبطي.