«أسوشيتد برس» تنضم لقائمة أعداء ترامب بسبب «معركة المصطلحات»

انضمت وكالة "أسوشيتد برس" لقائمة أعداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب خلاف حول تسمية "خليج المكسيك".
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين كبار في البيت الأبيض قولهم إن أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الرئيس ترامب إلى الحد من وصول مراسلي وكالة أسوشيتد برس إلى البيت الأبيض هو "الاحتجاج على ما يراه مساعدوه بمثابة سنوات من اختيارات الكلمات الليبرالية التي نشرتها الوكالة بأسلوبها المؤثر في وسائل الإعلام الرئيسية".
وكان السبب وراء ذلك هو إعلان وكالة أسوشيتد برس أنها ستستمر في استخدام مصطلح "خليج المكسيك" الذي يبلغ عمره 400 عام بدلاً من مصطلح "خليج أمريكا" الذي اعتمده ترامب في أمر تنفيذي أصدره فور عودته للبيت الأبيض.
من خلال تسليط الضوء على وكالة أسوشيتد برس، يعمل ترامب على تضخيم انتقادات الجمهوريين والمحافظين بأن "كتاب أسلوب" وكالة أسوشيتد برس، وهو المرجع الأول لمعظم المؤسسات الإخبارية الأمريكية، يشكل الحوار السياسي من خلال تفضيل الكلمات والعبارات الليبرالية المتعلقة بالجنس والهجرة والعرق وإنفاذ القانون .
وقال نائب كبير موظفي البيت الأبيض تيلور بودويتش لـ"أكسيوس": "لا يتعلق الأمر فقط بخليج أمريكا.. يتعلق الأمر بوكالة أسوشيتد برس وأسلوبها لدفع رؤية عالمية حزبية تتناقض مع المعتقدات التقليدية الراسخة لدى العديد من الأمريكيين والعديد من الناس في جميع أنحاء العالم".
ويعد النزاع مع وكالة أسوشيتد برس جزءًا من جهد أوسع نطاقًا يبذله ترامب لتشويه سمعة وسائل الإعلام التقليدية وثقة الجمهور في الصحافة.
وأشار "أكسيوس" إلى أن وكالة أسوشيتد برس، التي لطالما اعتبرت المعيار الذهبي للحياد، ترفض أي اتهام لها بالتحيز.
وقالت لورين إيستون، نائبة رئيس الاتصالات المؤسسية، لموقع أكسيوس إن وكالة أسوشيتد برس "هي منظمة إخبارية عالمية غير حزبية تعتمد على الحقائق ولديها آلاف العملاء في جميع أنحاء العالم من مختلف الأطياف السياسية".
وقالت "لو لم تكن صحافة وكالة أسوشيتد برس واقعية وغير حزبية، لما كان هذا هو الحال".
وقال إيستون إن أسوشيتد برس تقدم "إرشادات بشأن القضايا التي يطرحها علينا الأعضاء والعملاء، ويعود لهم اختيار ما يستخدمونه من مصطلحات".
وبعد منع مراسلي وكالة أسوشيتد برس من تغطية العديد من الأحداث مع ترامب الأسبوع الماضي، قال البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي إنه نظرًا لأن وكالة الأنباء "تستمر في تجاهل تغيير الاسم الجغرافي القانوني لخليج أمريكا"، فإن أماكن أسوشيتد برس في المكتب البيضاوي وعلى متن طائرة الرئاسة ستكون الآن متاحة لمراسلين آخرين.
وتم منع مراسل ومصور وكالة أسوشيتد برس، يوم الجمعة الماضي، من الصعود إلى طائرة الرئاسة الأمريكية على متن رحلة ترامب إلى فلوريدا في نهاية الأسبوع.
وقال البيت الأبيض إن صحفيي وكالة أسوشيتد برس "سيحتفظون بأوراق اعتمادهم في مجمع البيت الأبيض".
وبحسب "كتاب الأسلوب" الذي أصدرته وكالة أسوشيتد برس في 23 يناير/كانون الثاني الماضي لتوجيه الأعضاء والعملاء، فإن ترامب "وقع على أمر تنفيذي لإعادة تسمية خليج المكسيك إلى خليج أمريكا.. ويشترك هذا المسطح المائي في حدود مشتركة بين الولايات المتحدة والمكسيك.. ولا يحمل أمر ترامب سلطة إلا داخل الولايات المتحدة.. ولا يتعين على المكسيك، فضلاً عن البلدان الأخرى والهيئات الدولية، الاعتراف بتغيير الاسم".
وتستمر الإرشادات في التأكيد على أن "خليج المكسيك يحمل هذا الاسم منذ أكثر من 400 عام. وستشير وكالة أسوشيتد برس إليه باسمه الأصلي مع الاعتراف بالاسم الجديد الذي اختاره ترامب.. وباعتبارها وكالة أنباء عالمية تنشر الأخبار في جميع أنحاء العالم، يتعين على وكالة أسوشيتد برس ضمان سهولة التعرف على أسماء الأماكن والجغرافيا من قبل جميع الجماهير".
وقالت وكالة أسوشيتد برس في نفس الإعلان إنها ستتبع الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب بإعادة اسم جبل ماكينلي في ألاسكا، والذي تم تغييره إلى دينالي في عام 2015.
ومبرر وكالة أسوشيتد برس هو: أن القمة تقع داخل الولايات المتحدة فقط، و"ترامب لديه السلطة لتغيير الأسماء الجغرافية الفيدرالية".
وبعد 5 أيام من إصدار وكالة أسوشيتد برس إرشاداتها بشأن تغيير اسم الخليج، عقدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات أول إحاطة لها ، وتنبأت بالمعركة التي سيخوضها البيت الأبيض مع وسائل الإعلام التقليدية.