قمة باريس.. أوروبا تستبق «سلام ترامب» ببحث «تحصين» أوكرانيا

اجتماع عاجل لقادة أوروبا في باريس يبحث في عدة مسائل تخص أوكرانيا، أهمها الضمانات الأمنية وقوات حفظ السلام، وسط حديث عن مفاوضات.
وقالت السويد، اليوم الإثنين، إنها لا تستبعد إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر، بعد إعراب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن استعداده للقيام بخطوة مماثلة.
وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينيغارد، قالت لإذاعة "سفيريس" العامة: "علينا أولًا أن نفاوض على اتفاق سلام عادل ومستدام يحترم القانون الدولي".
وتابعت: "عندما نتوصل إلى اتفاق سلام مماثل، ينبغي الحفاظ عليه، ولهذا السبب فإن حكومتنا لا تستبعد أي شيء".
ويجتمع، الإثنين، نحو عشرة من قادة دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في باريس لتحديد رد مشترك لأمن أوروبا، ومواجهة "تسريع" الإدارة الأمريكية التحرك على صعيد ملف أوكرانيا.
وأمس الأحد، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ستارمر استعداده لإرسال قوات إلى كييف إذا لزم الأمر لضمان أمن بريطانيا وأوروبا.
وتؤدي المملكة المتحدة دورًا مهمًا في دعم كييف في الحرب ضد روسيا. وكتب ستارمر في صحيفة "ديلي تلغراف" أن هذا "يعني أيضًا أننا مستعدون وراغبون في المساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا، من خلال وضع قواتنا على الأرض إذا لزم الأمر".
وأكد ستارمر أنه سيشارك في اجتماع باريس في مواجهة "تسريع" الإدارة الأمريكية التعامل مع الملف الأوكراني، وبهدف تحديد رد مشترك لتعزيز الأمن في القارة الأوروبية.
قلق أوروبي
ويأتي اجتماع باريس في لحظة حساسة بالنسبة إلى العلاقات عبر الأطلسي، وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
كما يأتي أيضًا غداة اختتام مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، خطابًا حادًا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي، متهمًا إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.
وأعلن الرئيس الأمريكي، هذا الأسبوع، أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا، حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير/شباط، في اجتماع قد يتم "قريبًا جدًا".
وقال مستشار للرئيس، إيمانويل ماكرون، الأحد، لـ"فرانس برس": "نرى أنه نتيجة للتسريع في الملف الأوكراني، وأيضًا نتيجة لما يقوله القادة الأمريكيون، ثمة حاجة إلى أن يقوم الأوروبيون بالمزيد وأن يعملوا على نحو أفضل، وبطريقة أكثر اتساقًا من أجل أمننا الجماعي".
ويحضر الاجتماع، بالإضافة إلى الرئيس ماكرون، رؤساء حكومات ألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وبولندا، وإسبانيا، وهولندا، والدنمارك، بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته.
مسألة الضمانات والقوات
في 24 فبراير/شباط، ستدخل الحرب في أوكرانيا عامها الرابع، وقد حضّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حلفاءه الأوروبيين على التحرك ضد روسيا، والعمل على تجنب أن يبرم الأمريكيون اتفاقًا معها "من وراء ظهر" كييف وأوروبا.
وبحسب مستشار ماكرون، تتعلق المناقشات المقبلة بين الأوروبيين تحديدًا بـ"الضمانات الأمنية التي يمكن تقديمها" لأوكرانيا.
بدوره، لفت وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، الأحد، إلى أن المناقشات جارية بشأن نشر القوات، لا سيما الفرنسية، والبريطانية، والبولندية، "الجيوش الأوروبية الثلاثة الرئيسية"، لضمان وقف إطلاق النار في المستقبل و"سلام دائم" في أوكرانيا.
وأكّد أن "الأوروبيين سيشاركون بطريقة أو بأخرى في المناقشات" الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بعدما لمح المبعوث الأمريكي الخاص إلى كييف، كيث كيلوغ، إلى عكس ذلك في مؤتمر ميونخ.
وعندما سُئل في ميونخ عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب كيلوغ: "أنا جزء من المدرسة الواقعية، وأعتقد أن هذا لن يحدث".