زخم دبلوماسي وعسكري.. أوكرانيا بين المفاوضات والتصعيد

في الوقت الذي تهاجم فيه الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي وتعتزم التفاوض مباشرة مع روسيا لإنهاء حرب أوكرانيا، أبدت بريطانيا استعدادها لإرسال قوات إلى كييف.
وعشية اجتماع تعقده دول أوروبية رئيسية الإثنين، لمناقشة "الأمن الأوروبي" والملف الأوكراني، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا إذا لزم الأمر لضمان أمن بريطانيا وأوروبا.
وتؤدي المملكة المتحدة دورا مهما في دعم كييف في الحرب ضد روسيا. وكتب ستارمر في صحيفة «ديلي تلغراف» أن هذا «يعني أيضا أننا مستعدون وراغبون في المساهمة في الضمانات الأمنية لأوكرانيا، من خلال وضع قواتنا على الأرض إذا لزم الأمر».
وأكد ستارمر أنه سيشارك في اجتماع أوروبي في باريس في مواجهة «تسريع» الإدارة الأمريكية التعامل مع الملف الأوكراني، وبهدف تحديد رد مشترك لتعزيز الأمن في القارة الأوروبية.
وقال أيضا إنه سيلتقي ترامب «في الأيام المقبلة»، مشيرا إلى أن لدى المملكة المتحدة «دورا فريدا» تؤديه لضمان أن تعمل أوروبا والولايات المتحدة معا في شكل وثيق.
وشدّد ستارمر على أن «الدعم الأمريكي سيظل ضروريا»، موضحا أن «الضمان الأمني الأمريكي ضروري من أجل سلام دائم، لأن الولايات المتحدة هي وحدها التي تستطيع ثني (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عن الهجوم مرة أخرى».
اجتماع أوروبي
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد عبر إذاعة «فرانس إنتر»، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى اجتماع الإثنين يضم «دولا أوروبية رئيسية» لمناقشة «الأمن الأوروبي».
ولاحقا، قال الإليزيه إن «رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي (أنطونيو كوستا) ورئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لايين) والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (مارك روته)، سيشاركون في هذا الاجتماع غير الرسمي».
وأضافت الرئاسة الفرنسية: «قد يستمر عملهم بعد ذلك بأشكال أخرى بهدف جمع كل الشركاء المهتمين بإحلال السلام والأمن في أوروبا».
يأتي الاجتماع في لحظة حساسة بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي استأنف المحادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأعلن الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير/شباط.
ويوم الأحد، قال ترامب إن اجتماعه مع بوتين قد يتم «قريبا جدا»، مضيفًا ردا على سؤال حول موعد لقائه مع الرئيس الروسي «لم يتم تحديد موعد، لكنه قد يكون قريبا جدا».
وقلل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأحد من التوقعات بتحقيق انفراجة في المحادثات المقبلة مع مسؤولين روس بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكان ترامب أكد مرارا خلال حملته الانتخابية أنه سينهي النزاع في يوم واحد إذا عاد إلى البيت الأبيض، لكن روبيو أكد أنه «لن يكون سهلا» حلّ النزاع الطويل والدامي والمعقد.
وقال روبيو في مقابلة مع شبكة «سي بي إس» على هامش مؤتمر ميونخ للأمن إن «عملية السلام ليست أمرا يتم في اجتماع واحد». ومن المقرر أن يقود روبيو فريقا أمريكيا رفيع المستوى في النقاشات مع مسؤولين روس في الرياض يوم الثلاثاء.
من وراء ظهر كييف وأوروبا
يأتي اجتماع الدول الأوروبية الإثنين غداة اختتام مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا والذي ألقى فيه نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا من دون الأوروبيين.
وعندما سُئل في ميونخ عن احتمال مشاركة الأوروبيين في المفاوضات، أجاب المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ: «أنا جزء من المدرسة الواقعية، وأعتقد أن هذا لن يحدث».
في ميونخ أيضا، حضّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الأوروبيين على التحرك ضد روسيا والعمل على تجنّب أن يبرم الأمريكيون اتفاقا معها «من وراء ظهر» كييف وأوروبا.
ولفت زيلينسكي إلى أن ترامب خلال محادثتهما «لم يذكر مرة واحدة أن أمريكا بحاجة إلى أوروبا على طاولة المفاوضات»، مؤكدا أن «ترامب لا يحب الأصدقاء الضعفاء، فهو يحترم القوة».
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الأحد إن «الأوكرانيين وحدهم مخولون اتخاذ قرار وقف القتال، وسوف ندعمهم طالما لم يتخذوا هذا القرار».
aXA6IDMuMTYuMTU2LjIwMSA= جزيرة ام اند امز