«التكتيكات السوفياتية» للجيش الأوكراني تدفع الناتو للجنون

في الوقت الذي تثور فيه المخاوف من تخلي الولايات المتحدة عن أوكرانيا، نشبت خلافات بين كييف وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكانت تكتيكات القوات الأوكرانية في ساحة المعركة سببًا في خلاف بين حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا.
واتهمت مصادر دفاعية بريطانية الجيش الأوكراني بإهدار أسلحة ومعدات باهظة الثمن، وذلك وفقًا لما كشفته صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية، التي أشارت إلى أن جمع كييف بين الأسلحة التي قدمها الغرب وبين التكتيكات السوفياتية كان خطوة خاطئة أدت إلى إهدار كمية كبيرة من أسلحة الناتو.
ونقلت "تلغراف" عن جندي بريطاني شارك في تدريب الجنود الأوكرانيين في أوكرانيا قوله إن كييف تستخدم أسلحة "NLAW"، التي تبرعت بها المملكة المتحدة، "كما لو كانت قاذفات آر بي جي"، وهي قاذفات قنابل صاروخية روسية رخيصة.
ويعد "NLAW" صاروخًا مضادًا للدبابات للاستخدام مرة واحدة، وتبلغ تكلفته حوالي 20 ألف جنيه إسترليني، وهو مصمم للاستخدام في الهجمات الدقيقة ضد دروع العدو. وقدمت المملكة المتحدة إلى كييف أكثر من 5000 صاروخ من هذا النوع.
وأوضح المصدر البريطاني أنه تمت مطالبة كييف بمشاركة مقاطع فيديو لاستخدام السلاح، لكن اللقطات التي تم تلقيها أظهرت القوات الأوكرانية وهي تطلق بعنف 5 أو 6 صواريخ غير موجهة باتجاه الخطوط الروسية في نفس الوقت، بتكلفة تصل إلى 100 ألف جنيه إسترليني لكل منها.
ويتناقض هذا الأمر مع نهج روسيا، التي تصنع قوة نيران رخيصة بكميات ضخمة لا يستطيع الناتو مجاراتها، حيث ينتج الحلف كميات أصغر من الأسلحة عالية التقنية المصممة لاستخدامها في التكتيكات العسكرية المشتركة وحرب المناورة.
والأسلحة المشتركة هي طريقة حرب يتم خلالها محاصرة قوات العدو بالمدفعية المنسقة والدروع والدعم الجوي. ويتطلب هذا التكتيك أسلحة دقيقة للغاية، واتصالات موثوقة، وقادة مدربين تدريبًا عاليًا لديهم معرفة عميقة بساحة المعركة بأكملها.
لكن روسيا تفضل أن تعمل وحداتها بشكل أكثر استقلالية عن بعضها البعض، مع دفع القوات "القابلة للتضحية" إلى الأمام، حتى يمكن نقل كتل المدفعية إلى وضع يسمح لها بسحق العدو. ونادرًا ما تستخدم القوات الروسية الدبابات في الهجمات، بل تعتمد عليها في قصف العدو من مسافة بعيدة.
وكشفت المصادر البريطانية أنه لم يكن هناك وقت كافٍ لتعليم الأوكرانيين تكتيكات الناتو المتقدمة، ولم يقتصر الضغط على الوقت فقط، بل تردد أيضًا أن كييف كانت مترددة، على الأرجح، في تبني عقيدة الحلف بحجة أنها غير مناسبة للظروف على الأرض، والتي لم يختبرها مدربو الغرب.
وحذرت المصادر من احتمال أن تصبح هذه الخلافات أكثر حدة، وقالت إن القوات الأوكرانية تخلت أكثر من مرة عن وحدات إطلاق صواريخ جافلين، التي يمكن إعادة استخدامها، والتي يُقال إن تكلفتها تزيد على 100 ألف دولار (80 ألف جنيه إسترليني).
كما تردد أن تكتيكات كييف أدت إلى استيلاء القوات الروسية على كميات كبيرة نسبيًا من وحدات إطلاق صواريخ جافلين، فضلًا عن صواريخها وأنابيب إطلاقها.
وقال مصدر في الجيش الروسي إن وحداته كثيرًا ما تصادف مخزونات من الأسلحة المضادة للدبابات التي قدمها الغرب، والتي تخلت عنها القوات الأوكرانية.
وأضاف مصدر بريطاني: "ربما يمتلك الجيش الروسي الآن صواريخ جافلين أكثر من الجيش البريطاني نفسه". وأردف قائلًا إنه على الرغم من دعمه لحرب أوكرانيا، فإن الجهود المبذولة لدعم كييف "كانت مبنية على الأكاذيب".
وتبرعت المملكة المتحدة بأكثر من 10 آلاف سلاح مضاد للدبابات لأوكرانيا، بينها "الآلاف" من صواريخ جافلين، في وقت لن تتمكن لندن من تجديد مخزونها من هذه الصواريخ حتى عامي 2027 و2028، وذلك وفقًا لما ذكره جيمس كارتليدج، وزير المشتريات الدفاعية السابق، في أبريل/نيسان الماضي.
كما تبرعت بريطانيا بمئات من صواريخ بريمستون عالية الدقة لكييف، والتي يمكن استخدامها إما من قبل الطائرات أو القوات لمهاجمة أهداف برية. وتردد أن القوات الأوكرانية غالبًا ما تخطئ أهدافها بهذه الصواريخ، لأنها كانت تستخدم أنظمة رسم خرائط قديمة تعود إلى الحقبة السوفياتية.
كما تحدثت المصادر أيضًا عن وقائع فساد ارتكبتها أوكرانيا، حيث كانت الشاحنات التي تحمل المعدات تختفي أحيانًا، أو تصل إلى الوحدات مجردة من الأجزاء، "بما في ذلك أحزمة الأمان".