انتهاكات أبل لا تنتهي.. التفاحة الساحرة تسقط في فرنسا
يبدو أن انتهاكات عملاق التكنولوجيا الأمريكي "أبل" لا ولن تنتهي، فبعد غضب بريطانيا جاء الدور على فرنسا وسقطت التفاحة الساحرة في باريس.
وقدمت منظمة تضم أكثر من ألفي شركة ناشئة فرنسية الثلاثاء شكوى للسلطات في فرنسا ضد مجموعة "أبل"، لعدم طلب إذن المستخدمين لعرض إعلانات موجهة عبر تطبيقاتها.
وفي الشكوى التي اطلعت على نصها وكالة فرانس برس، ذكرت منظمة "فرانس ديجيتال" أن "الإعلانات المكيفة" التي أضافتها "أبل" من خلال تحديث لمعايير الضبط لهواتف "آي فون" وأجهزة "ماك"، مشغلة بصورة تلقائية.
- أبل تستعد لطرح آيفون 13.. شاهد مفاجآت التفاحة الساحرة
- رئيس "تويتر" يشعل المنافسة مع "سبوتيفاي" و"أبل ميوزيك".. اعرف ماذا فعل؟
وتتيح هذه الخاصية نشر إعلانات موجهة في تطبيقات "أبل"، بينها متجر تطبيقات "آب ستور" وخدمتا الأخبار والبورصة.
وتؤكد المجموعة الأمريكية العملاقة أنها تستخدم معلومات شخصية وتقنية بينها التموضع الجغرافي وسجل عمليات البحث والتصفح للمستخدمين.
وهي تشدد على أنها لا تنقل هذه البيانات إلى أي أطراف خارجية، لكنها تدمجها في "ملفات" تضم آلاف الأشخاص.
وأشارت منظمة "فرانس ديجيتال" في الشكوى المقدمة إلى اللجنة الوطنية للمعلوماتية والحريات، وهي الهيئة الفرنسية المسؤولة عن الإشراف على احترام البيانات الشخصية، إلى أن "أبل" لا تقدم معلومات كافية للمستخدمين عن طريقة تعاملها مع بياناتهم الشخصية.
واعتبرت المنظمة أن افتراض "أبل" بموافقة تلقائية من المستخدمين "لا يتماشى مع المعايير الأوروبية المعمول بها في هذا المجال".
وقالت "إذا ما صحت الوقائع، هذا يعني أن أبل تسمح لنفسها بأمور على تطبيقاتها لا تقبل بها مع مطوري تطبيقات خارجية".
وردت "ابل" عبر بيان لوكالة فرانس برس قالت فيه إن "الادعاءات الواردة في الشكوى مغلوطة بوضوح وسننظر إليها على حقيقتها كمحاولة بائسة من الجهات التي تتعقب المستخدمين بغية تحوير الانتباه عن أعمالها وخداع الهيئات الناظمة وصانعي القرار السياسي".
وأكدت "أبل" أنها لا تتعقب مستخدميها وتطبق على نفسها القواعد عينها السارية على سائر المطورين.
أزمة في بريطانيا
وقبل أيام أعلنت الهيئة البريطانية لشؤون المنافسة أنها فتحت تحقيقا في شأن مجموعة "أبل" لدرس ممارساتها على صعيد توزيع التطبيقات في متجرها.
وأشارت الهيئة البريطانية للمنافسة في بيان إلى أنها تحركت بعد شكاوى من مطوري تطبيقات معتبرة أن "أبل" تستغل موقعها المهيمن لفرض شروطها غير المنصفة على هؤلاء والتي من شأنها الحد من الخيارات المتاحة لدى المستهلكين.
يخضع المسئولين عن تطبيق "متجر أبل الإلكتروني – أبل ستور"، لتحقيق تحت إشراف سلطة التنافس والأسواق ببريطانيا CMA، بعد تعرض شركة أبل لاتهامات احتكار تتعلق بإدارتها لنشر التطبيقات المطروحة عبر المتجر.
وذلك وفق موقع "تك كرانش"، الذي أفاد بأن مجموعة من المطورين والمبرمجين، اتهموا شركة أبل بأنها تستخدم سيطرتها على تطبيق المتجر الإلكتروني في محاباة تطبيقات على حساب أخرى.
ويشمل ذلك معدل ظهور ونشر التطبيقات عبر متجر أبل الإلتكروني، التي تبرز الاتهامات أنها لا تتم بشكل عادل، مع وجود شبهة تورط شركة ابل في ذلك.
وترتب على ذلك، تلقي إدارة CMA البريطانية، شكاوى من مستخدمين لتطبيق متجر أبل الإلكتروني، بعد رصدهم لفقر في الاختيارات عند قيامهم بالبحث عن تطبيقات، و اضطرارهم للجوء للتطبيقات التي تقدم خدمات بمقابل مادي باهظ.
شكاوي إضافية
وتخضع شركة أبل لتحقيق مشابه منذ عام 2019، تحت اشراف الاتحاد الأوروبي، بعد تقدم الشركة المدير لتطبيق بث الموسيقى "سبوتيفاي" لشكوى ضد أبل تتعلق أيضا بالاحتكار وعدم النزاهة.
وتواجه "أبل" شكوى أمام المفوضية الأوروببية بحق "إبيك جايمز" ناشرة لعبة "فورتنايت" الشهيرة للفيديو بتهمة استغلال الموقع المهيمن في التوزيع وأنظمة الدفع للتطبيقات المحمولة. وتأتي الشكوى بعد دعاوى مشابهة ضد "أبل" أم القضاء في الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.
وقال المدير العام للهيئة البريطانية للمنافسة أندريا كوشيلي إن "الملايين من بيننا يستخدمون تطبيقات يوميا للاطلاع على حال الطقس أو اللعب أو طلب توصيل طعام".
وأضاف "لذا فإن شكاوى بشأن استغلال أبل موقعها في السوق لإقامة ظروف غير منصفة أو يمكن أن تحد من المنافسة والخيارات، تستحق فحصا دقيقا".
ويشكل متجر تطبيقات "أبل" ممرا إلزاميا للمطورين الراغبين بتوزيع تطبيقاتهم على أجهزة المجموعة العملاقة، سواء هواتف "آيفون" أو أجهزة "آيباد" اللوحية.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز