دور العلوم المتقدمة في التمكين يتصدر مناقشات اليوم الثالث بقمة "أقدر"
وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية تؤكد أن أهمية قمة أقدر العالمية تنبع من حجم ونوعية المشاركة فيها، والعقول والرؤى والتجارب التي تجمعها
ركزت أجندة اليوم الثالث من قمة أقدر العالمية في العاصمة الروسية موسكو على موضوع "العلوم المتقدمة والمشاريع المستقبلية وأدوارها في التمكين وتحقيق الرفاهية المجتمعية"، والتي تقام هذا العام تحت شعار "تمكين المجتمعات عالميا: التجارب والدروس المستفادة"، بالتزامن مع منتدى موسكو العالمي "مدينة للتعليم".
وناقشت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة الإماراتية للعلوم المتقدمة، موضوع "التمكين الإماراتي للعلوم المستقبلية والمتقدمة: التحديات وعوامل النجاح"، حيث قالت "تمتلك دولة الإمارات تجربة ريادية في تمكين البحث العلمي والعلوم المتقدمة، مما يجسد توجهات الدولة بتعزيز الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا الحديثة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المستقبلية في مختلف القطاعات التنموية، انطلاقاً من رؤية قيادية شاملة تتبنى تطوير قطاع البحث العلمي باعتباره محركا رئيسيا لتحقيق نمو مستدام واقتصاد قائم على المعرفة".
وأضافت "تلعب قمة أقدر العالمية دورا محوريا في تعزيز الاستفادة من العلوم والبحث العلمي وتمكين المجتمعات في المجالات التعليمية والثقافية والفكرية والتكنولوجية، وتحفيز الحكومات على تصميم سياسات واستراتيجيات فعالة تعزز البحث العلمي واستخدامات التكنولوجيا وتوظفها في صناعة مستقبل أفضل".
وفي تعليقها خلال جلسة بعنوان "إعادة هندسة المجتمع لتمكين أفراده"، قالت حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع الإماراتية "تنبع أهمية قمة أقدر العالمية من حجم ونوعية المشاركة فيها، والعقول والرؤى والتجارب التي تجمعها من مختلف دول العالم، فكل هذه الأفكار والتصوّرات، وجلسات النقاش حولها، أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا، لأنها تمس جوهر عملنا في وزارة تنمية المجتمع من حيث التنمية المستدامة والتمكين الفعلي".
وأضافت "بالنسبة لنا.. فإن مشاركة نخبة من الخبراء والمتحدثين البارزين من مختلف أنحاء العالم، بأفكارهم وخبراتهم حول تمكين المجتمعات والأفراد، ووجود عدد من العلامات التجارية والشركات من القطاعين العام والخاص في المعرض المصاحب للقمة، مطلب تنموي وحافز معرفي لتبادل التجارب والخبرات في مضمار "تمكين المجتمعات عالميا"، وانتقاء ما يمكن أن يُضيف إلى رصيدنا المجتمعي والوطني من التنمية المستدامة التي نسير بها في دولة الإمارات بخطى واثقة وعلى أرضية صلبة".
وفي حديثها عن استراتيجية وزارة تنمية المجتمع الإماراتية، قالت "سعت وزارة تنمية المجتمع إلى تحقيق ثنائية الرعاية والتنمية بجهود ومبادرات وسياسات ومشاريع وقوانين نوعية، عززت ملامح الاستقرار الأسري والتلاحم المجتمعي تحت مظلة التنمية المستدامة. وخلال الفترة القريبة الماضية بادرت الوزارة في إيجاد عدد من السياسات الوطنية، واعتماد عشرات المبادرات التي تمس حياة الأسرة وكبار المواطنين وأصحاب الهمم وأفراد المجتمع عموماً".
وأضافت "في سبيل توفير أفضل السياسات والمسميات والمبادرات التنموية بادرت الوزارة بالتواصل مع كبار المواطنين والشباب وأصحاب الهمم، والوصول إليهم والاستماع لهم وأخذ آرائهم ومقترحاتهم، وتوفير الأفضل لمستقبلهم -من وجهة نظرهم-، فخرجت بسياسات وقرارات وتشريعات لا تزال تُفرز العشرات من المبادرات التي عززت من واقع الاستقرار والتمكين الأسري، ولا بد من الإشارة هنا إلى قرارات مهمة ومؤثرة في هذا الصدد، مثل: تغيير مسمى ذوي الإعاقة إلى أصحاب الهمم، وكبار السن إلى كبار المواطنين، وما رافق تلك الرؤية الاسمية من مبادرات وسياسات ومشاريع نوعية، ضاعفت من ثقة المجتمع واستقرار الأسرة وتحقيق سعادة أفرادها".
وأقيمت في اليوم الثالث من الدورة الثالثة لقمة أقدر العالمية مجموعة من ورش العمل والجلسات الحوارية التي تناقش موضوعات مهمة تعنى بتمكين الإنسان في مختلف المجالات، وضم البرنامج جلسة حوارية حول موضوع "الصيرفة والتمويل الإسلامي: حضور مؤثر لا يمكن تجاهله" قدمها مركز دبي للصيرفة والتمويل الإسلامي، بينما أقامت شركة الإمارات لتعليم قيادة السيارات ورشة عمل تحت عنوان "التقنيات التدريبية الحديثة ودورها في تعزيز السلامة المرورية"، في حين ناقش مركز هداية الدولي في جلسة حوارية موضوع "مكافحة التطرف".
وقال البروفيسور نبيل بيضون، نائب رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية للشؤون الأكاديمية، في ورشة العمل التي أقيمت تحت عنوان "الصيرفة والتمويل الإسلامي: حضور مؤثر لا يمكن تجاهله": "لقد تحسن فهمنا للتمويل الإسلامي بشكل كبير في الفترة الأخيرة من القرن الـ20، لدرجة أن الدول التي ليس فيها الإسلام هو الدين الرئيسي أصبحت تعي مدى أهمية هذا النوع من الصيرفة، وقد تم تخصيص تريليونات الدولارات لرأس المال المحتمل للتمويل الإسلامي والذي يجب أن يتم توظيفه لمعالجة فجوة التمويل الحاصلة في بيئة الأعمال الحالية".
وتابع "يمثل التمويل الإسلامي مخاطر نظامية أقل من التمويل التقليدي لأنه يعتمد على مشاركة المخاطر وحظر المضاربة، ولا يتيح التمويل الإسلامي الفرصة لروسيا ودول أخرى للوصول إلى سوق الشرق الأوسط فحسب، بل يوفر لهم أيضا إمكانية استخدامه لمعالجة فجوة التمويل الحاصلة في بيئة الأعمال الحالية".
وفي كلمته الرئيسية في جلسة تحت عنوان "اقتصاد الطاقة المتجددة في الإمارات"، قال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي "يسعدنا المشاركة في قمة أقدر العالمية التي تعقد في العاصمة الروسية موسكو تحت شعار "تمكين المجتمعات عالمياً: التجارب والدروس المستفادة" لاستعراض تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، في مجال الطاقة النظيفة خاصة فيما يتعلق بتطورها وآفاق نموها في المنطقة وحول العالم، في الوقت الذي نواصل فيه مساعينا الحثيثة وجهودنا المتواصلة لتحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة، و"مئوية الإمارات 2071"، لجعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، بما يضمن تعزيز مسيرة التنمية المستدامة ويكفل السعادة لدولتنا".
ومن جانبه، قال مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز هداية الدولي في الجلسة الحوارية التي أقيمت تحت عنوان "مكافحة التطرف": "قدمت ورشة العمل نظرة شاملة من مختلف الأبعاد للممارسات الجيدة العالمية المتطورة في مكافحة التطرف بجميع أشكاله ومظاهره، وقام مركز هداية بتطوير استراتيجية مدتها 3 سنوات تركز فيها على 5 محاور رئيسية، وهي تطوير استراتيجيات وخطط مكافحة التطرف العنيف الوطنية، ومواجهة التطرف بالرسائل المضادة ومكافحة الخطاب الإرهابي، ودور التعليم وإشراك المجتمع، وفض الاشتباك والقضاء على نزعة التطرف وإعادة التأهيل. ويتم ذلك من خلال برامج بناء القدرات والبحث والتحليل والحوار والتواصل".
وأضاف: "تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن المتطرفين لن يُهزموا بالقوة العسكرية وحدها، إذ إن هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولية، بما في ذلك ردع عمليات التجنيد، ووقف انتشار خطاب الكراهية والعنف عبر شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي".
وتعليقا على مشاركته في القمة، قال الدكتور يوسف ماجد العبيدلي، مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير "جاءت مشاركتنا لإبراز الرؤية والرسالة التي أرادها الوالد المؤسس في أن يكون الجامع أحد أهم جسور التقارب الحضاري ومنصة حوار عالمية للتقارب بين مختلف الحضارات والثقافات، وأبرز منابر التسامح والتعايش بين الأديان وثقافات العالم المختلفة، وهو ما سلطنا عليه الضوء خلال مشاركتنا في ورشة العمل".
وأضاف العبيدلي "أدرك الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان برؤيته الحكيمة وما جُبل عليه من حب للخير والبشرية، أهمية القيم الإنسانية في بناء الأمم والحضارات، فانتهج التسامح سبيلا لتأسيس البلاد والتعايش وسلما لتحقيق رفعتها ونمو حاضرها ومستقبلها، وعلى أرضٍ احتضنت أكثر من 200 جنسية من مختلف الأديان والثقافات، يعيش أفرادها معاً بسلام".
وتابع: "تطرقنا في ورشة العمل إلى أن جامع الشيخ زايد الكبير منذ إنشائه عام 1996 اضطلع بمسؤولية حضارية تمثلت في نشر رسالة السلام والانفتاح على الآخر، ومثل رافدا رئيسيا لإيجاده قنوات للحوار الحضاري وتوفير فرص التقارب بين الثقافات، لا سيما أن مكانة الجامع أصبحت متميزة على خريطة السياحة الثقافية والدينية في المنطقة والعالم، ومنارة يقصدها الزوار من داخل الدولة وخارجها بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم، واستعرضنا خلال الورشة التنوع والإبداع المعماري الذي يحويه الجامع في صورة تعكس اجتماع العالم فيه، من خلال اللوحة الفنية التي يضمها في المزج بين الحضارات".
وقدم المعرض المصاحب لقمة أقدر العالمية للشركات والمؤسسات الرائدة من مختلف المجالات والقطاعات في دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة عظيمة لعرض خدماتها والتواصل مع الزوار والمشاركين والمندوبين، كما قدمت منصة الاجتماعات الحصرية، التي أقيمت على هامش القمة، للشركات فرصة مثالية لعقد الاجتماعات وجها لوجه والتعاون مع أفضل العلامات التجارية والشركات في روسيا".
وأتاحت الحلقات التي عقدتها المؤسسة الاتحادية للشباب الفرصة للتعبير عن مخاوفهم والتحديات التي تواجههم، إلى جانب مشاركة تجاربهم وخبراتهم من خلال جلسات نقاشية عميقة، وضم الحدث هذا العام عددا من الفعاليات الترفيهية تضمنت أنشطة إماراتية شعبية عكست ثقافة وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4yMjQg جزيرة ام اند امز