إبعاد حراس الأقصى.. ذريعة إسرائيلية للسيطرة على المسجد
تقديرات تشير إلى وجود 235 حارسا في المسجد الأقصى بينهم 8 حارسات يقمن بواجب الحراسة في ورديات على مدار الساعة
تتعدد ذرائع الاحتلال الإسرائيلي يوماً بعد يوم لفرض سيطرته الكاملة على المسجد الأقصى ومنع المصلين من الوصول إليه وتسهيل اقتحامه من قبل المستوطنين، في مسعى لتقسيمه في إطار "فرض الأمر الواقع".
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة سياسة الإبعاد تجاه حراس المسجد الأقصى لتنفيذ مخططاتها، وهذا ما سعى الحراس لمواجهته من وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء، قبالة باب الأسباط، أحد أبواب المسجد.
وكأي يوم عادي توجه فادي عليان، صباح الأحد الماضي، إلى مكان عمله كحارس في المسجد الأقصى، ليكتشف بعد ساعات بأنه ممنوع من دخول المسجد لمدة 6 أشهر بقرار من الشرطة الإسرائيلية.
عليان، 32 عاماً، تعرض في السنوات الماضية للضرب والاعتقال من قبل الشرطة الإسرائيلية؛ بسبب قيامه بواجبه في المسجد الأقصى، لكن قرار الشرطة الإسرائيلية بإبعاده و4 حراس آخرين من المسجد لفترات تتفاوت ما بين 4 إلى 6 أشهر عن المسجد الأقصى كان بمثابة جرس إنذار.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تبعد فيها الشرطة الإسرائيلية حراس ومصلين من المسجد، إذ أشار ناصر قوس، مدير نادي الأسير الفلسطيني في القدس، إلى أنه "منذ بداية عام 2018 وحتى هذه اللحظة تم تسجيل أكثر من 100 حالة إبعاد عن المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف قوس، خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية: "تم إبعاد عدد كبير من الحراس خارج أسوار البلدة القديمة وأيضاً هناك عدد منهم تم إبعادهم خارج مدينة القدس".
وتابع: "فترات الإبعاد تتراوح ما بين 4 إلى 6 أشهر، وهذا يعني إبعادهم عن مكان عملهم وعن مكان عبادتهم في المسجد الأقصى".
المسؤولون في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد، يثيرون مسألة الإبعاد مع المسؤولين في الشرطة الإسرائيلية بشكل متكرر ولكن غالباً ما تذهب مطالباتهم بوقف الإبعاد أدراج الرياح.
بدوره، قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى: "نحن كدائرة أوقاف تابعنا وسنتابع هذا الأمر من أجل رفع هذا الظلم عن حراسنا، فهم يقومون بعملهم بشكل رسمي وهذا لم يطب للاحتلال ولم يطب للشرطة الإسرائيلية أن يقوم الحارس بواجبه، وهذا الإبعاد لن يمنعنا عن قيام الحراس بواجبهم تجاه المسجد الأقصى".
وأضاف: "ليرفع هذا الظلم عن المسجد الأقصى المبارك، ونقول لحراسنا ومصلينا نحن معكم ونحن سنحاول أن نتحرك في النواحي القانونية".
وأشار الكسواني إلى أن "الشرطة الإسرائيلية توجد على الأبواب في الخارج بحكم أنها قوة احتلال ولا شأن للشرطة الإسرائيلية حسب الوضع القائم والقانون الدولي بشؤون المسجد الأقصى من الداخل".
وأضاف مدير المسجد الأقصى: "حراسنا قاموا ويقومون بواجبهم ونحن سنتابع قضية الدفاع عن حراسنا من ناحية قانونية، ومن حق المصلين الوصول إلى مسجدهم دون قيود".
وطالب الحراس والشيخ الكسواني العالم العربي والإسلامي بالتدخل لوقف الإبعاد الإسرائيلي بحق حراس المسجد.
وفي هذا الصدد قال المحامي أحمد الرويضي، سفير منظمة التعاون الإسلامي في فلسطين: "نحن نعتقد ونجزم أن هناك هدفين لذلك؛ الهدف الأول هو ترهيب المسلمين عن الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك".
وأضاف الرويضي: "الهدف الثاني هو أن هناك سياسة لتجفيف المسجد الأقصى من رواده وهي سياسة ليست جديدة فما يحدث على الأبواب من مصادرة بطاقات الهوية ومن ترهيب واعتداءات ضد المرابطين والمرابطات، والهدف منه منعهم من دخول المسجد وتسهيل اقتحامات المستوطنين".
وفي رسالة خلال الوقفة الاحتجاجية قال حراس المسجد المبعدون: "إن السياسه التي تستخدمها قوات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك ما هي إلا سياسة فرض الأمر الواقع وتغيير القواعد المتبعة منذ احتلال 1967 وتقضي بتغيير الواقع وتقسيم المسجد الأقصى من الناحية الزمانية والمكانية، وأن أي اعتراض على هذه السياسة سواء من قبل الحراس أو المرابطين يؤدي إلى استهدافهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى تحت ذرائع واهية، من أجل أن ينفردوا بالأقصى دون أي معارضة".
وأضافوا: "لذلك علينا أن نقف وقفة تليق بمكانة المسجد الأقصى وأن نرفض الإجراءات المتخذة بحق حراس المسجد الأقصى وأن يكون الموقف مشابهاً لوقفة الأبواب الإلكترونية، وأننا كحراس المسجد الأقصى لن نقف أمام عنجهية الاحتلال بحق مقدساتنا الإسلامية".
وتشير التقديرات إلى وجود 235 حارساً في المسجد الأقصى بينهم 8 حارسات يقمن بواجب حراسة المسجد في ورديات على مدار الساعة.
aXA6IDEzLjU5LjczLjI0OCA= جزيرة ام اند امز