"أكوامان" توليفة لأفلام "سوبر هيروز" بروح شكسبيرية
الفيلم يروي حكاية "آرثر" أو "أكوامان" (جيسون موموا) الذي ولد كثمرة حب جمع الملكة الأطلنطية (نيكول كيدمان) التي تلجأ إلى الأرض هرباً.
يجمع فيلم "أكوامان" Aquaman ثيمات اثنين من الأفلام المهمة على الأقل، هما "ثور" (Thor) و"أفاتار" (Avatar)، إضافة إلى الثيمة الأساسية للمسلسل الشهير "لعبة العروش"، إلى جانب استلهامه الكبير للأسطورة البريطانية "الملك آرثر" وما قدم عنها من أفلام سينمائية، وذلك كله في توليفة درامية صيغت بروح شكسبيرية، تجري أحداثها تحت الماء.
- بالصور.. تعرف على مواقع تصوير "لعبة العروش"
- "أكوا مان" يتصدر إيرادات السينما الأمريكية بـ259.7 مليون دولار
يروي الفيلم حكاية "آرثر" أو "أكوامان" (جيسون موموا)، الذي ولد كثمرة حب جمع الملكة الأطلنطية أتلانا (نيكول كيدمان) التي تلجأ إلى الأرض هرباً من زواج قسري لا تريده، مع حارس منارة توماس (تيميورا موريسون) الذي ينقذها ويعالج جراحها، قبل أن تضطر إلى تركه مع ولدها الصغير "آرثر" والعودة إلى مملكة "أتلانتس" خوفاً عليهما من انتقام أهلها، وهناك ستتزوج من الملك، وتنجب طفلاً ثانياً هو "أورم" (باتريك ويلسون)، وفي هذا الأثناء ستعهد إلى مستشارها "فولكو" (وليم دافو) مهمة رعاية أبنها آرثر وتدريبه ليصبح محارباً قوياً.
مع مرور السنين، سيكبر "آرثر" ونجده أصبح "سوبر هيرو" ينقذ غواصة من هجوم قراصنة بقيادة ديفيد كين (يحيى عبد المتين)، قبل أن تأتيه الأميرة الأطلنطية "ميرا" (إيمبر هيرد)، لتطلب منه، بوصفه الوريث الشرعي لعرش والده، إنقاذ مملكته أتلانتس وسكان الأرض الذين يعيش بينهم بعد قرار أخيه أورم خوض معارك لتوحيد ممالك البحر، بما يمكنه تجهيز قوة هائلة لشن حرب انتقامية على سكان اليابسة، ولإيقاف هذا المخطط الجنوني، تطلب ميرا من آرثر العودة إلى عالم المحيطات لاستلام عرش مملكته وجمع سكانها حوله كسيد للمحيطات، وهو الأمر الذي لن يكون ممكنا ما لم يستعيد "الرمح الثلاثي" الذي كان بحوزة الملك أتلان، الحاكم الأول لمملكة أتلانتس.
ورغم رفض "آرثر" الفكرة، على اعتبار أن أمر مملكة قتلت أمه لا يعنيه، فإنه سرعان ما يعدل عن رأيه هذا، بعد أن يهاجم أخوه الشواطئ ويحدث دمارا فيها، الأمر الذي يدفع آرثر لقبول عرض الأميرة ميرا، والبدء في البحث عن "الرمح الثلاثي"، قبل أن يجده في الصحراء الأمريكية، ويعود بها إلى مملكته في أعماق البحار، إذ يخوض معركته الأخيرة في مواجهة أخيه، لاستعادة عرشه وإرساء السلام والأمن بين عالمي البحر اليابسة.
وسط هذه الحكاية الكثير من التفاصيل التي تتقاطع في ذاكرة المشاهدين مع فيلم ما من أفلام "سوبر هيروز"، التي يمكن تصنيفها تحت 3 ثيمات أساسية في فيلم "أكوامان"، هي: ثيمة الرجل الذي ينتمي إلى عالمين متناقضين، ويبدو منبوذاً في أحدهما، أو مطروداً منه، ويجد نفسه مرحباً به في العالم الثاني أو في موقع الدفاع عن هذا الأخير من بطش عالمه الأصلي.
ثيمة صراع الحكم والعروش المأخوذ غالباً ببطش ملك وأطماعه بالسيطرة على العالم من حوله، وهي ثيمة كثيراً ما تترافق مع وجود بطل مخلص يأتي من الصفوف الخلفية لينهي استنزاف الدم، ويوقف الأشرار قبل أن ينشر الوئام والسلام بين الناس.
أما الثيمة الثالثة فهي ثيمة "أسطورة الملك آرثر"، إذ يخوض شخص ما صراعاً لاستعادة عرشه الملكي انطلاقاً من سعيه لحيازة أداة ملكية، من شأن امتلاكها إثبات أحقيته بالحكم.
اجتماع تلك الثيمات الدرامية في فيلم "أكوامان" وتقاطعها حد التطابق أحياناً مع ثيمات لأفلام وأصول أدبية تستوجب من أي قراءة نقدية للفيلم تتبع البنية الدرامية للفيلم ومشهديته وفكر الكاتب ومعالجته للموضوع، حتى وإن كان هذا الموضوع معروفاً للمشاهد، وبالتالي لا بد من مراعاة مستويين اثنين لمحاكمة العمل، هما شكل العمل ومضمونه، وليس قصته التي غالباً ما تكون الأساس فقط عند النظر بسطحية إلى الفيلم.
السؤال الاهم هنا، بالنسبة لفيلم "أكوامان" هو إلى اي حد استطاع صانعوه تقديم القصص التي نعرفها أو تتقاطع مع تلك التي نعرفه، في بنية درامية متكاملة…؟
والحقيقة، لا تحمل حكاية "أكوامان" الكثير من الدهشة، إذ يكاد عنصر التشويق فيها أن يكون محدوداً، لا سيما أن حبكاتها تمضي في مسارات متوقعة ومعروفة، ورغم أن الفيلم توافرت له فرصة خرق رتابة هذه الحبكة، انطلاقاً من هزيمة "آرثر" أمام أخيه في مواجهتهما الأولى، فإنه فوّت هذه الفرصة حين عاد بالحدث التالي إلى مسار الحبكة المكشوفة المعتادة، ببحث آرثر عن "الرمح الثلاثي".
هكذا فقد الفيلم كثيراً من جاذبيته على صعيد المضمون، لتبقى جاذبية شكله الفني هي رهان تميزه، استنادا إلى مشهدية الفيلم، التي تحسب لمخرجه "جيمس وان"، الذي استفاد من فرضية أن أحداث الفيلم تجري في جزء كبير منها تحت الماء في ابتكار عوالم مدهشة للممالك في أعماق البحار، بما فيها الأزياء والعمارة وسواها من التفاصيل المرئية، وربما لهذا السبب بدا النصف الثاني من الفيلم أكثر تشويقاً ومتعة.
وبدا جيمس وان كما لو أنه اشتغل على نص فيلمه من الداخل أكثر من الخارج، وقام بقراءة دراماتورجية لأحداث فيلمه باستخدام الخيال، على نحو مشابه لما كان المخرج والمنظر الروسي فسيفولد مايرهولد ينصح به طلابه في الإخراج.
ويستثمر المخرج جيمس وان العوالم البصرية المدهشة إلى أقصى حد، حين يصور فيلمه بتقنية آيماكس، وينجح بتصميم معارك رشيقة تتحرك الكاميرا لالتقاط تفاصيلها بسرعة مدروسة وتنوع كبير بزاويا التصوير لتحتوي كل تفاصيل المشهد.
العنف في "أكوامان" غير دموي إلى حد كبير، ولو قمنا بضبط العنف فيه تماماً، وأضفنا إلى ذلك القيم التي يؤكد عليها الفيلم مثل الولاء للأوطان التي تعيش وتحمل المسؤولية، لأمكن القول إنه يصلح أن يكون مادة رسوم متحركة لفيلم أطفال مدهش، يفوق بأهميته موقعه كفيلم سينمائي مخصص للفئة العمرية بتصنيف PG-13.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA==
جزيرة ام اند امز