في يوم الاحتفاء بها.. "العين الإخبارية" تناقش خطوات الحفاظ على اللغة العربية
يصادف اليوم الأول من شهر مارس من كل عام اليوم العربي للاحتفاء باللغة العربية، هذا اليوم جاء بناء على قرار المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عام 2009.
وتعاني اللغة العربية حلال العقود الماضية من حملات التغريب والعزوف والإهمال، وأصبح الحديث باللغات الأجنبية مظهرًا من مظاهر الوجاهة، مما يهدد مكانة اللغة العربية لدى متحدثيها.
بعض رجال الدين يحذرون من اندثار اللغة العربية مع الوقت نتيجة تغلغل اللغات الأجنبية في التعليم والإعلام والعمل، وآخرون يرون أنها عصية على التراجع لأنها لغة صامدة، وأن القرآن الكريم حفظها لـ14 قرنًا وستظل محفوظة مهما طال الزمان.
"العين الإخبارية" تواصلت مع مختصين للسؤال عن كيفية الحفاظ على اللغة العربية.
بدونها نفقد هويتنا
يقول الأستاذ محمود المشرقي، معلم لغة عربية بالعاصمة المصرية القاهرة، إنه يجب الاعتزاز باللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم، ودونها نفقد هويتنا ونصبح بلا هوية حقيقية.
ويعبر المشرقي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" عن أسفه، ويقول: "للأسف من الملاحظ في الفترة الأخيرة انتشار مصطلح الفرانكو آراب، وهو استبدال الحروف العربية بحروف إنجليزية، وهذا منتشر جدًا بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة طلاب المدارس الخاصة لضعف اللغة عندهم، وكأن اللغة العربية هي سبب من أسباب التأخر".
ويشدد المشرقي على وجوب نشر اللغة العربية الفصحى على نطاق أوسع في وسائل التواصل الاجتماعي، لأن المردود فيها يكون أسرع.
ويوجه بضرورة العمل على تطوير أداء المعلمين في المدارس وتبسيط قواعد اللغة، وشرحها بطرق حديثة، ما يسهل على الطلاب فهمها، والمشاركة في مؤتمرات عن اللغة العربية، وتسويقها كلغة عالمية وليست محلية، واستخدام التكنولوجيا بشكل أوسع لنشرها، مع إطلاق مسابقات للشعر والأدب العربي والاهتمام بعلوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة.
برامج ثقافية وتعليمية
من جانبها تشدد الدكتورة سارة فوزي، المدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، على ضرورة عقد ملتقيات إعلامية باللغة العربية الفصحى لمناقشة قضايا اللغة والإعلام وكيفية تطويرها.
وطالبت فوزي، خلال تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، بتقديم برامج ثقافية وتعليمية باللغة العربية الفصحى، وكذلك بلغة عامية للمثقفين، بجانب عودة برامج تعليم نطق اللغة العربية السليمة.
وترى فوزي أن عمل مبادرات على وسائل التواصل لتعليم الناس قواعد الكتابة السليمة للعربية سيؤتي بثمار جيدة.
البداية باحترامنا لها
ويقول الدكتور محمد وليد بركات، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن المحافظة على اللغة العربية مسألة شائكة ومرتبطة باحترام أهل اللغة للغتهم وشعورهم بأنها جزء من هويتهم الذاتية لهم، وإنها مكون من مكونات الشخصية العربية.
ويطالب بركات، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، باهتمام منظومة التعليم باللغة العربية وتطوير طريقة تدريسها بحيث تواكب سمات الأجيال الجديدة، ومن ذلك إعادة اختيار النصوص من الشعر والنثر والكتب المقررة على طلاب المدارس للاستفادة بها في الوقت الحالي.
ويقول بركات إن هناك خطباء لغتهم ضعيفة ويتكلمون بلغة عامية على المنابر، ولا يستطيعون الحديث بلغة عربية سليمة، وهذه مشكلة كبيرة، وكذلك هناك مذيعين لا يجيدون الحديث بلغة عربية سلمية، ويتعمدون استخدام ألفاظ أجنبية كنوع من الوجاهة، ويظن بعضهم أن ذلك يظهره بشكل أفضل أمام الناس باعتباره تعلم لغات أجنبية.
ويضيف بركات أن بيئة العمل الآن تشجع على استخدام اللغة الأجنبية دون داعي، فالمراسلات الرسمية بين الموظفين المصريين أصبحت بلغة إنجليزية، وهو سبب ونتيجة لتدهور اللغة العربية.
وكحل لهذه الأزمات يرى بركات أنه يجب تعزيز اللغة العربية عند المجتمع ككل، وعدم استخدام غيرها في العمل إذا لم يكن هناك شركاء أجانب، وتطوير طرق تدريس اللغة العربية، وإزالة الفكرة الشائعة بأن الحديث باللغات الأجنبية نوع من الوجاهة والتميز الطبقي، ويحذر من الحديث مع الأطفال بعدة لغات لأن ذلك يخرج الطفل لديه "مسخ لغوي لخلطه بين لغتين".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS4xNzEg
جزيرة ام اند امز