الزرقة يكشف لـ"العين الرياضية" خطة اليمن لتحقيق المفاجأة في خليجي 25
يخوض منتخب اليمن غدا الجمعة في مدينة البصرة العراقية، أولى مبارياته في بطولة خليجي 25 أمام نظيره السعودي على أمل تحقيق المفاجأة.
المشاركة التاسعة لليمن في بطولات الخليج، تأتي بأمل تجاوز المنتخب حاجز النقطة اليتيمة الوحيدة التي كان يحققها في بعض مشاركته السابقة، والطموح بأن يحقق أول فوز له في البطولة.
هذه الغاية لم تغب عن تفكير وتخطيط مسئولي اتحاد الكرة اليمني، باعتبار تحقيق الفوز حلم مشروع لكل منتخب مشارك في أي بطولة تنافسية، بحسب التصريحات الرسمية.
أمنيات تصطدم بالحقائق
أمنيات المنتخب اليمني في تحقيق أول فوز له خلال بطولات الخليج، عبر عنها رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد اليمني العام لكرة القدم، عبدالوهاب الزرقة، الذي قال "إن الكل يتمنى الفوز، سواء المنتخبات المستعدة جيدًا والأفضل من منتخب اليمن، أو حتى تلك المنتخبات الأقل حظًا، ولا يوجد من لا يتمنى أن يكون الأفضل".
الزرقة تحدث لـ"العين الرياضية" عن أمنيات منتخب اليمن في خليجي 25 بالعراق، بتحقيق الفوز الأول في تاريخه خلال هذه البطولة الإقليمية، لكنه اعترف باصطدام هذه الأمنيات بمعطيات وحقائق لابد من أخذها في الحسبان.
من تلك الحقائق التي أشار إليها ولا تخفى على أحد، ظروف الحرب التي تعيشها اليمن، والتي انعكست على غياب انتظام الدوري أو أية مسابقات رياضية في البلاد، وكذا الإمكانيات الصعبة التي يمر بها الاتحاد العام لكرة القدم، والتي لا تسمح له بإقامة معسكرات طويلة أو التعاقد مع مدربين لفترات طويلة.
وأضاف المسؤول الرياضي اليمني أن ما ساقه من حقائق ليست مبررات ولكنها إدراك للواقع وتأثيراته على الجانب الرياضي، غير أنه تمنى أن يحقق منتخب اليمن نتائج طيبة، ومن بينها أول فوز في تاريخ البطولة، وهو الغاية الأساسية في خليجي 25.
مجموعة قوية
الزرقة وصف مجموعة اليمن في بطولة الخليج بالعراق، بأنها "قوية للغاية"، ومنتخباتها لن تجعل حلم اليمن في الظفر بأول فوز في تاريخ الخليج سهلا أو في المتناول.
ويقول: "مجموعتنا قوية بالنظر إلى تواجد منتخب السعودية القادم من كأس العالم، رغم أن المنتخب المشارك سيكون الفريق الرديف، إلا أن هذا المنتخب هو بطل آسيا، كما أن من بينهم لاعبي الرديف من كانوا احتياطيين في كأس العالم، بالإضافة إلى امتلاك (الأخضر) لأقوى دوري عربي وربما آسيوي".
ويشير رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد اليمني إلى منتخب عمان باعتباره فريقا متطورا، ولديه إمكانيات فنية قوية، كما أنه عسكر جيدًا، ولعب مباريات دولية عديدة.
الزرقة تحدث أيضا عن منتخب البلد المضيف المشارك ضمن مجموعة اليمن، وهو العراق، لافتًا إلى أنه أقام معسكرات طويلة وخاض مباريات ودية كثيرة، ويمتلك لاعبين معظمهم محترفين في الخارج، كما أن دوريهم مستمر.
تفاصيل معكسر اليمن
الكثير من الجدل دار حول معكسر منتخب اليمن التدريبي، قبيل خليجي 25، والذي شهد مرحلتين، الأولى في مدينة عدن، والثانية في جمهورية مصر العربية، ومحور الإثارة كان حول جدوى المعسكرين، وانعكاسهما على الإعداد الجيد للبطولة.
ويوضح المسؤول الكروي اليمني كل هذا الجدل بالإشارة إلى أن منتخب اليمن واجه مشكلة اختيار التشكيلة المناسبة من بين كم اللاعبين الهائل الذي وصل إلى قرابة 54 اسمًا في معكسر عدن، بعد التواصل مع مدربين ومساعدين محليين في معظم المحافظات اليمنية، لترشيح أسماء للمنتخب في مراكز معينة لشغلها.
وقال الزرقة إن "هذا الكم الكبير من اللاعبين جعل مهمة المعكسر في عدن وفي مصر تقتصر على غربلة كل هذه الأسماء، حتى خلال معكسر مصر الذي وصل فيه عدد اللاعبين إلى 35 لاعبًا بوجود المدرب التشيكي ميروسلاف سكوب، كما تم استدعاء لاعبي المهجر من الولايات المتحدة وأوروبا والسعودية والبحرين والإمارات".
وهذا العدد الكبير للاعبين في معكسر إعدادي جعل المهمة الأساسية هي تصفية اللاعبين والحصول على أفضل تشكيلة ممكنة، ورغم هذا إلا أنه لم يتم إغفال الجوانب الفنية والتكتيكية خلال المعكسر، رغم أن منتخب اليمن لم يُقم المعكسر بلاعبين جاهزين، وهي إشكالية كبيرة، بحسب الزرقة.
وأكد أن ما توصل إليه المدرب حاليًا هو 25 لاعبًا في التشكيلة النهائية، بعد أن بذل الجميع جهدًا ووقتًا كبيرين، في معسكر أقيم بإمكانيات محدود، وهدف للحصول على أفضل تشكيلة ممكنة، وهو كل ما استطاع الاتحاد عمله، من خلال تجميع اللاعبين وتوفير مدرب أجنبي، وتهيئة الطريق لتحقيق أول فوز يمني في بطولات الخليج.
مباريات تجريبية
الجدل رافق أيضا نوعية المباريات التي خاضها منتخب اليمن في معسكره بمصر، حيث خاض مباريات مع فرق متفاوتة في المستوى، من بينها أندية الدرجات الدنيا بالدوري المصري.
وحول ذلك يقول رئيس لجنة المنتخبات اليمنية إن "ما رافق المباريات التجريبية للمنتخب من انتقادات مصدره أننا لعبنا مع فرق مصرية متواضعة من الدرجة الأولى والثانية والثالثة، لكن الصحيح أننا لعبنا مع كل المستويات، بما فيها مستويات ذات إمكانيات محترمة مثل طلائع الجيش والترسانة".
وأضاف: "كما أنه لا يمكن مقارنة الدرجات الدنيا في الدوري المصري بذات المستويات والدرجات الدنيا في اليمن، والأندية المصرية في الدرجات الأولى أو الثالثة لديها لاعبين محترفين وقدرات محترمة تفوق أندية النخبة في اليمن".
كما أكد أن غاية المدرب سكوب من تلك المباريات التجريبية، كان تدريب اللاعبين على كيفية التمركز الصحيح والالتزام التكتيكي، وهو ما كان واضحًا في مستوى تحسن أداء اللاعبين من مباراة إلى أخرى، حيث كان الأداء تصاعدي وتدريجي نحو الأفضل، واستطاع المدرب أن يصل إلى الوضع الذي يريده.
لن نكون لقمة سهلة
رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد اليمني لكرة القدم أشار في ختام حديثه مع "العين الرياضية" إلى أن الإعداد حقق نسبة من الطموح لكن ليس الطموح كاملا.
وشدد على أن منتخب اليمن وعبر إمكانياته وقدراته المتاحة وحماس لاعبيه لن يكون "لقمة سهلة" لبقية المنتخبات، وسيجتهد بما يرفع اسم الكرة اليمنية.
وأتم: "حتى إن لم نحقق كامل الهدف، لكن هذا لا يمنع أن نسعى إلى الفوز، وسنحاول أن نلعب ونسعى لإثبات وجودنا، ونثبت أن الكرة اليمنية ما زالت قائمة رغم الظروف".