إشادات عربية ودولية بتوقيع اتفاق السودان التاريخي
دولة الإمارات تتطلع إلى أن تشكل هذه الخطوة الإيجابية والمهمة بداية لمرحلة جديدة تضمن مشاركة الأطياف الشعبية كافة في السودان
أشادت عدد من الدول العربية والأفريقية والغربية بتوقيع الاتفاق الدستوري التاريخي بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير، بحضور عدد من الرؤساء والوزراء وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية.
- البرهان: الثورة السودانية حققت أهدافها بجهد الشعب
- "قطار الثورة" يشارك في احتفالات توقيع اتفاق السودان
وقال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الدولة الإماراتي إن دولة الإمارات تتطلع إلى أن تشكل هذه الخطوة الإيجابية والمهمة بداية لمرحلة جديدة تضمن مشاركة الأطياف الشعبية كافة في السودان، وبما ينعكس على رسوخ النظام السياسي واستقراره.
وأوضح أن الانتقال السلمي للسلطة عبر طريق الحوار الوطني هو الطريق الأنجح والأفضل والضامن الوحيد لتقدم الدول ورفعتها، خاصة أن تجارب الفوضى أدت إلى نتائج كارثية على العديد من شعوب المنطقة.
وأكد أن موقف بلاده ثابت مع السودان في مسعاه نحو تأسيس نظام سياسي قادر على النهوض بالبلاد والسير فيها نحو مستقبل مزدهر، مشددا على ثبات موقف الإمارات الداعم للسودان وشعبه في كل ما يحقق أمنه واستقراره.
وأضاف الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أن تاريخ العلاقات السودانية الإماراتية طويل ومتجذر، ولطالما كانت الإمارات مع الشعب السوداني الشقيق وستواصل هذه المسيرة الخيرة، استنادا إلى سياستها الثابتة في الوقوف مع الشعوب الشقيقة والصديقة ودعمها في مواجهة التحديات.
وباركت المملكة العربية السعودية الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه الأطراف السودانية كافة والهادف إلى تحقيق مصلحة السودان والحفاظ على أمنه وسلامته واستقراره.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء السعودي عادل بن أحمد الجبير إن اتفاق السودان هو اللبنة الأولى التي سوف تسهم في بناء دولة متمكنة أمنيا واقتصاديا، وسوف يسهم في تحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف: "المملكة كانت ولا تزال مع كل ما يضمن للسودان أمنه واستقراره، ومساهمتها الفاعلة في التوصل إلى اتفاق الشراكة الموقع بين الأطراف السودانية ودعمها الجهود التي قادتها دولة إثيوبيا الفيدرالية والاتحاد الأفريقي امتداد لهذا النهج".
وأشار الجبير إلى ضرورة أن يعمل السودانيون على تحصين اتفاق الشراكة المبرم بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير، بما يكفي السودان شر التدخلات الخارجية التي تستهدف استقراره.
وفي سياق متصل، أشاد الاتحاد الأوروبي بتوقيع الوثيقة الدستورية في السودان، مؤكدا أن "الفضل يرجع إلى الشعب في ذلك".
وعبر الاتحاد الأوروبي عن تطلعه إلى "الاشتراك في المفاوضات مع حكومة سودانية انتقالية بقيادة مدنية".
بدوره دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جميع الأطراف السودانية لاستمرار العمل نحو تأسيس حكومة تكنوقراط وانتخابات ديمقراطية، وإشراك المرأة في عملية السلام بالتوافق مع إرادة الشعب السوداني.
ومن جانبها، أعربت تونس عن ترحيبها بتوقيع الاتفاق السياسي لإدارة المرحلة الانتقالية في السودان والجهود التي بذلها مبعوثا الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا من أجل التوصل إليه.
ووصف بيان الخارجية التونسية هذا الاتفاق بأنه إنجاز كبير يمثل خطوة مهمة في اتجاه تحقيق الاستقرار وتعزيز مقومات السلم والتنمية.
ودعا البيان المجموعة الدولية للوقوف إلى جانب السودان في هذه المرحلة ودعم جهوده لبناء دولة مدنية وديمقراطية عادلة، تحقيقا لأهداف وطموحات شعبه.
ومن الدول الغربية، رحبت بريطانيا بتوقيع الاتفاق الدستوري، مؤكدة أنه يمهد للانتقال لحكومة مدنية.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آندرو موريسون، في بيان، إن الاتفاق الدستوري الذي وقع في العاصمة الخرطوم يمهد السبيل للانتقال إلى حكومة مدنية في البلاد.
وأضاف أن الاتفاق يستجيب لمطالبات وتطلعات الشعب السوداني الذي دعا بلا كلل أو ملل إلى التغيير وتحقيق مستقبل أفضل.
وأعرب عن ترحيبه بالالتزام ببدء العمل لأجل الوصول إلى اتفاق سلام دائم مع الجماعات المسلحة في السودان.
وشدد موريسون على أنه من الضروري أن يشمل الحوار جميع السودانيين، وأن يحترم حقوق الإنسان لضمان نجاح انتقال ديمقراطي.
وذكر أن المملكة المتحدة سوف تساند الإصلاحات السياسية والاقتصادية في السودان وتساعد البلاد في تأمين المستقبل الديمقراطي الذي طالب به السودانيون.
ورحبت الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق، مؤكدة أن واشنطن ستواصل دعم الشعب السوداني وسعيه نحو الحكومة التي تحمي حقوقه كافة.
وأشاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بالاتفاق التاريخي، قائلا: "يمكن أن يكون اليوم نقطة تحول في تاريخ السودان ونقطة انطلاق على طريق ديمقراطية سلمية ومستقرة، تتيح للمواطنات والمواطنين في السودان مستقبلا طيبا".
وأضاف: "إنها بداية طريق طويل، وأنا على ثقة بأن التحول الديمقراطي في السودان سيكلل بالنجاح".
وذكر ماس أنه من الضروري أن تضخ الحياة في هذا الاتفاق، "فلا بد من نقل السلطة كاملة إلى حكومة انتقالية مدنية تعمل بطريقة فعالة وشفافة من أجل تنظيم انتخابات ديمقراطية شاملة في نهاية الفترة الانتقالية".
وأكد أن ألمانيا ستعمل بالتعاون مع شركائها على دعم السودان بأقصى درجة ممكنة.
ومن أفريقيا، وصف رئيس جمهورية كينيا أوهورو كينياتا الاتفاق بأنه "لحظة فارقة في تاريخ تحول السودان".
وأكد كينياتا أنه يتعين على جميع الأطراف السودانية أن تراعي مبادئ حكم القانون، مشددا على أن الأمن والسلام هما الأساس الذي تقوم عليه جميع الحلول.
بدوره، أشاد وزير خارجية فنلندا ممثل الاتحاد الأوروبي بالاتفاق الذي وصفه بالشامل والجيد، مثمنا دور الوساطة الأفريقية والإثيوبية في التوصل للاتفاق الانتقالي.
ومن المنظمات العربية، هنأ الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الشعب السوداني وأطراف الاتفاق التاريخي الذي أبرم في الخرطوم، وشمل التوقيع على وثائق الفترة الانتقالية بحضور دولي واسع.
وقال العثيمين: "إن المنظمة تأمل في أن يبدأ السودانيون حياتهم الجديدة نحو الاستقرار والازدهار، وإن أطراف الاتفاق أثبتوا للعالم أجمع أن مصلحة بلادهم وأمنها فوق كل اعتبار".
ولفت إلى وقوف المنظمة الثابت مع جمهورية السودان، مؤكدا التزام المنظمة بدعم السودان اتساقا مع القرارات التي أصدرتها بهذا الصدد.
وثمن العثيمين الدور السوداني الكبير داخل المنظمة وجهودها التي تبذلها في تعزيز العمل الإسلامي والعربي المشترك.
ونوَّه الأمين العام بالوساطات والدعم الكبير الذي وجده السودان منذ بداية المرحلة الأخيرة وصولا لهذا الاتفاق التاريخي.
كما أشاد أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام بتوقيع اتفاق الوثيقة الدستورية التي ترسم الطريق لانتقال السودان إلى الحكم المدني.
كما أشاد الجروان بتلاحم الشعب السوداني بكل مكوناته والقيادة الحكيمة للمجلس العسكري الذين أوصلوا البلاد لهذا الاتفاق الذي من شأنه تسيير شؤون البلاد بتوافق وتلاحم وطني بعيدا عن الصراعات والأزمات.
وأكد رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، في بيان، "أن استقرار وأمن السودان يعد إحدى أهم ركائز الأمن القومي العربي خاصة مع مكانة السودان عربيا وأفريقيا ودوليا".
كما ثمن الدور العربي والدولي الداعم للاتفاق خاصة مع الحضور العربي والدولي الكبير لحفل توقيع الاتفاق التاريخي.
وقال رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام: "إن المجلس يدعم كل السياسات الوطنية الداعية للتفاهم والتسامح والسلام، وسعى دوما لنشر وإعلاء قيم التسامح التي من شأنها إرساء دعائم السلام حول العالم".
ووصف رئيس البرلمان العربي الدكتور مشعل بن فهم السلمي الاتفاق بأنه لحظة تاريخية مناسبة يستحق فيها شعب وقيادة السودان الرفع الكامل لهذه العقوبات؛ تقديرا لتضحيات الشعب السوداني ودعما للمرحلة الجديدة.
وطالب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك بعد توقيع الاتفاق الذي يرسم ملامح المرحلة الانتقالية في البلاد.
وأكد أن البرلمان العربي انطلاقا من التزامه بالوقوف مع السودان ودعمه أعد مذكرة قانونية سيتم إرسالها بالتنسيق مع حكومة السودان إلى الإدارة والكونجرس الأمريكيين.
وبيّن رئيس البرلمان العربي أن صوت العقل والحكمة انتصر في السودان، وفشل مشروع التخريب والفوضى وانتصر مشروع الدولة والسلام.
ومن المنظمات الدولية، هنأ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريس الشعب السوداني بتوقيع الاتفاق الدستوري.
وبعث جوتريس بتهانيه الحارة، في بيان، إلى الشعب السوداني بمناسبة توقيع الوثائق المتعلقة بالسلطة المدنية الانتقالية في السودان، عقب "المحادثات التي قادها السودانيون بأنفسهم" حسب تعبيره.
وأشاد بالدور الذي لعبه الاتحاد الأفريقي ودولة إثيوبيا في التوسط بين الأطراف السودانية، قائلا: "إنه يتطلع إلى التعامل مع مؤسسات الحكم الانتقالية ودعمها".
وجدد جوتريس "التزام الأمم المتحدة بمساعدة عملية الانتقال في سعيها إلى تحقيق تطلعات شعب السودان طويلة الأمد في الديمقراطية والسلام".
وفي وقت سابق السبت، وقّع ممثلا المجلس العسكري الانتقالي السوداني وقوى الحرية والتغيير على وثائق المرحلة الانتقالية بضمانة دولية وعربية وإقليمية، ما يعد عهدا جديدا للسودان.
ووقّع عن المجلس العسكري الفريق محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس، وأحمد الربيع، ممثل قوى الحرية والتغيير، بحضور ممثلين عن المجموعات الأفريقية والعربية والمنظمات الدولية، شهودا على توقيع وثائق المرحلة الانتقالية.
وتسلم الفريق أول البرهان وثائق المرحلة الانتقالية بعد التوقيع عليها من الجانبين، في حضور ممثلين لدول الجوار والمنظمات الدولية والقارية.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز