الجامعة العربية تحتفي بميلاد الزعيم الهندي غاندي
الأمين العام للجامعة العربية قال إن المهاتما غاندي مثّل مصدر إلهام لحركات اللاعنف الداعية إلى الحقوق المدنية والتغيير في أنحاء العالم
أحيت جامعة الدول العربية، الأربعاء، الذكرى الـ150 لميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي، وذلك بحضور سفير الهند في القاهرة راؤول كولشريشث.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط إن الزعيم غاندي استحق لقب المهاتما (الروح العظيمة) بامتياز، مشيرا إلى أن احتفالية اليوم تعكس رغبة صادقة لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في مشاركة جمهورية الهند في الحملة التي أطلقتها في أكتوبر/تشرين الأول لعام 2018، تخليداً لذكرى الزعيم المهاتما.
وأضاف أبوالغيط، في كلمته، أن عدة عواصم عربية كانت قد شهدت منذ العام الماضي فعاليات عدة، مثل إطلاق بريد دولة الإمارات العربية المتحدة طابعاً تذكارياً بمناسبة مرور 150 عاماً على ميلاده، كما شهدت جمهورية مصر العربية عدة فعاليات نظمتها سفارة جمهورية الهند بالقاهرة بهذه المناسبة، منها الاحتفالية التي شهدها مركز الهناجر للفنون وفعالية ركوب الدراجات.
كما احتضنت كلية الآداب والفنون والعلوم الإنسانية بجامعة منوبة التونسية ندوة بهذه المناسبة في 2 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
ولفت الأمين العام للجامعة العربية إلى أن غاندي مثّل مصدر إلهام لمختلف حركات اللاعنف الداعية إلى الحقوق المدنية والتغيير الاجتماعي في مختلف أنحاء العالم، مثل حركة الدفاع عن الحقوق المدنية الأمريكية، وحركة التضامن البولندية وغيرها.
وتابع: "لقد آمن الرجل بالقوة الهائلة التي ينطوي عليها فعل اللاعنف، وعلم العالم كله أن المقاومة السلبية لا تعني الخنوع أو القبول بالأمر الواقع، وإنما تعكس موقفاً أخلاقياً بالغ القوة يرفض الانصياع للمحتل أو الغاصب، ويأبى في الوقت نفسه أن يريق الدم أو يلجأ للعنف لتحقيق غايات سياسية".
وأشار إلى أن هذه الفلسفة تجد جذورها في الأديان جميعاً، وأنها تُعلي من قيمة الإنسان وترتفع به فوق منطق الحقد والكراهية، وهي فلسفة ناجعة ومؤثرة، متابعا أن "غاندي" استطاع أن يهزم أعتى إمبراطورية عرفها العالم المعاصر متسلحاً بهذه الفلسفة البسيطة والعميقة في آن واحد.
وشدد أبوالغيط على أن جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية تحرص على تعزيز علاقاتها مع جمهورية الهند في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من خلال تفعيل آليات منتدى التعاون العربي الهندي (أنشئ في ديسمبر/كانون الأول 2008)، وأصبح إطاراً مؤسسياً مهماً لتنظيم التعاون بين الجانبين وتوسيع مجالاته بما يتلاءم مع المتغيرات الدولية ويخدم مصلحة الجانبين.
وأعرب أبوالغيط عن تطلعه لعقد الدورة الثانية للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الهندي في المستقبل القريب، منوها باستمرار جمهورية الهند في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لما عُرف عنها من التزام راسخ بدعم حق تقرير المصير، وأشير على نحو خاص إلى إسهام الهند في ميزانية الأونروا العام الماضي وهذا العام بما ساعدها على تجاوز أزمتها المالية.
وقال: "إننا أحوج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إمعان النظر في ذلك النموذج الذي قدمه المهاتما غاندي للبشرية، وأردد معه ما قاله يوماً من (أن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية، فهو أعتى من أشد أسلحة الدمار الشامل فتكاً)".
واختتم: "عندما مرّ غاندي من هنا.. من قناة السويس في طريقه إلى أوروبا... حياه أمير الشعراء أحمد شوقي بقوله: (سلامُ النيلِ يا غاندي... وهذا الزهرُ من عِندي)، ونُرددها اليوم معه.. سلامٌ على روح غاندي النقية التي أحيت قيماً إنسانية نبيلة كادت أن تُذوى.. سلامٌ على فلسفته التي عرفنا بها ومن خلالها الهند وصار لعالمنا العربي معها أوثق العلاقات عبر عقود ممتدة".
aXA6IDEzLjU5LjEyOS4xNDEg جزيرة ام اند امز