منتدى الإعلام العربي يناقش عقبات الانتشار العالمي للدراما العربية
شهدت أعمال اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي الذي انطلق الثلاثاء تنظيم جلستين، الأولى بعنوان "الدراما العربية بين المحلية والعالمية"، والثانية بعنوان "من يحكم الشاشة.. الكاريزما أم الجمال".
وشهدت جلسة "الدراما العربية بين المحلية والعالمية" مشاركة الممثل تيم حسن والممثلة غادة عبدالرازق والممثلة دانييلا رحمة والمنتج صادق الصباح وحاورهم الإعلامي مصطفى الأغا.
وحول سبب عدم وصول الدراما العربية إلى العالمية مثلما هو الحال مع الدراما التركية والإسبانية والكورية، أوضح المنتج صادق الصباح أن الافتقار إلى التمويل المناسب هو السبب الأساسي وراء عدم قدرة الدراما العربية على المنافسة عالميا رغم تمتعها بتاريخ عريض وإرث عريق، وبالتالي أصبحت الدراما العربية حبيسة حدود بلدانها في الوقت الذي تمكنت فيه الدراما التركية من التوسع والمنافسة عالميا.
وحول ما إذا كان المنتج هو الحلقة الأهم في العمل الفني الدرامي، اعتبرت الفنانة المصرية، أن عددا محدودا من الأعمال الدرامية العربية استطاعت الوصول للعالمية وتجاوز حدودها المحلية بعد أن قام منتجو هذه الأعمال بترجمتها أو دبلجتها إلى لغات.
وأشارت إلى أن النجوم هم الحلقة الأهم في الدراما العربية حاليا حيث يحرص المنتجون على التعامل مع النجوم والأسماء اللامعة لضمان تحقيق إيرادات وارباح ولتجنب الخسارة المحتملة، بما يملكه النجوم من قدرة على استقطاب الجمهور للأعمال الدرامية المتنوعة.
واستعرض الفنان تيم حسن تجربته في عالم الدراما العربية، معتبرا أن الدراما العربية تعاني من ضعف مستوى كتابة العمل الدرامي المتميز.
وأوضح أن أغلب الأعمال الدرامية العربية تفتقر إلى النصوص المكتوبة المتميزة والتي يمكن أن تصلح على المستوى العربي وأيضا العالمي، وهذا ما يؤدي إلى عدم قدرة هذه الأعمال على المنافسة في السوق العالمية.
وتحدثت الممثلة دانييلا رحمة عن ضرورة التركيز في الفترة المقبلة على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة وتقنية الذكاء الاصطناعي ذات العلاقة بالإنتاج الدرامي.
وأشارت إلى أن المنصات التلفزيونية الرقمية بدت حريصة في الوقت الحالي على أن تكون نوافذ جديدة لعرض وإنتاج أعمال درامية عربية ناجحة وذات مردود مالي جيد، بعد أن أثبتت قدرتها على استقطاب هذه الأعمال لتتيح أمام الجمهور خيارات أوسع للمشاهدة.
وفي حوار مشترك بين الإعلامية منتهى الرمحي، بقناة العربية، والإعلامي معتز الدمرداش، بقناة الشرق، بجلسة "من يحكم الشاشة: الكاريزما أم الجمال"، ضمن فعاليات اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي 2024 الذي ينظمه نادي دبي للصحافة، اتفق الدمرداش والرمحي على أنه من المهم أن يتمتع مقدمو البرامج والمذيعون على الشاشة بالكاريزما والجمال في نفس الوقت، ولكنهما اعتبرا أن الكاريزما أو ما يعرف بالحضور هو الأهم من الجمال، باعتبار أن المحتوى والمصداقية هما الأساس الذي يستند إليه المذيع أو المذيعة.
واعتبر الإعلاميان منتهى الرمحي ومعتز الدمرداش أن المصداقية والحضور والمحتوى المميز والابتعاد عن التكلف والغرور هي عوامل أساسية لنجاح أي إعلامي في تقديم رسالته الإعلامية حتى لو كان لا يتمتع باي قدر من الجمال، وضربا أمثلة على ذلك بمذيعات شهيرات وأسماء لامعة في الغرب حققن شهرة واسعة ونجاحا كبيرا على مستوى العالم، بسبب امتلاكهن لأدوات النجاح مثل الحضور والمصداقية وتميز المحتوى والثقافة والقدرة على كسب ثقة الجمهور، وذلك بالرغم من أنهن لا يتمتعن بالجمال.
وحول تعريف الكاريزما في العمل الإعلامي، اتفق الدمرداش والرمحي على أن الكاريزما هي قدرة المذيع أو المذيعة على جذب اهتمام الجمهور، فعادة ما يكون من السهل تحديد متى يكون شخص ما جذابًا، ومع ذلك، فمن الصعب في كثير من الأحيان تحديد بالضبط ما هي المهارات أو الصفات التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص والتي تجعلهم أصحاب كاريزما، فمنهم من يجذب الآخرين إليه بقوّة كلماته والمصداقية والحضور القوي والالتزام والثقافة والمعلومات الواسعة والقدرة على محاورة الأخرين، في حين يكتفي الآخرون بالحضور القويّ أو الهدوء الرزين.
غير أنهما اختلفا حول معايير الجمال المطلوبة وتعريف معنى الجمال، حيث اعتبر الدمرداش أن المذيعة يجب أن تتمتع بجمال الوجه، ولاسيما عند تقديم نشرات الأخبار للتخفيف بقدر الإمكان من مشاعر اليأس والحزن التي تعتري المشاهدين لدى رؤيتهم مشاهد الحرب والكوارث، في حين رأت منتهى الرمحي أن جمال المذيعة لا يقتصر على ملامح وجهها بل بقدرتها على التحلي بصفات شخصية أساسية تساعدها على استقطاب المشاهدين وتحقيق معدل مشاهدات عالية، مثل المصداقية وقوة الشخصية والثقافة والحضور والتواضع.