البرلمان العربي يدعو إلى قمة عربية طارئة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي
البرلمان العربي دعا في ختام جلسته الطارئة إلى بحث تداعيات قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة لقوة الاحتلال
دعا البرلمان العربي إلى عقد قمة عربية طارئة لتجنيد الطاقات كافة من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية القدس.
جاء ذلك في قرار أصدره البرلمان العربي في ختام جلسته الطارئة، الاثنين، بمقر الجامعة العربية لبحث تداعيات قرار الإدارة الأمريكية الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.
وتضمن القرار الدعوة لوضع خطة تحرك عربية فاعلة على المستويات كافة من خلال جامعة الدول العربية والسلطة الفلسطينية والبرلمان العربي، تأكيدا على تكامل الدبلوماسية البرلمانية مع الدبلوماسية الرسمية للتصدي لقرار الإدارة الأمريكية وتشكيل لجنة مفتوحة العضوية لهذا الغرض.
وقرر البرلمان تسمية دور الانعقاد الحالي للبرلمان العربي "القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين"، وتكليف وفود من البرلمان العربي لزيارة البرلمانات المماثلة خاصة البرلمان الأفريقي والبرلمان الأوروبين وعدد من برلمانات الدول الأوروبية الفاعلة لعقد لقاءات وحشد تأييد المجتمع الدولي للتصدي للقرار الأمريكي.
وأكد البرلمان العربي التضامن الكامل في التصدي للقرار الأمريكي من خلال تنسيق التحرك بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، والعمل على تعزيز دعم الاعتراف بدولة فلسطين وعضويتها الكاملة بالأمم المتحدة.
وشدد البرلمان العربي على مساندة ودعم صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة وفي نضاله ضد سياسة القوة القائمة بالاحتلال، التي تهدف إلى تغيير الوضعية القانونية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة، والوقوف صفا واحدا معه للحفاظ على تمسكه بأرضه وحقه في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، والمطالبة بتكثيف دعم الدول العربية، المادي والمعنوي، وتعزيز صندوق دعم القدس.
وقرر البرلمان العربي مخاطبة البرلمانات الإقليمية والدولية، والاتحاد البرلماني الدولي، لدفع الدبلوماسية البرلمانية للتصدي لخطورة القرار الأمريكي على فرص السلام في المنطقة، ودعوتهم للثبات على موقفهم برفض القرار.
كما طالب من لديهم تمثيل دبلوماسي أو قنصلي مقيم لدى القوة القائمة بالاحتلال بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وعدم نقل سفاراتهم إلى مدينة القدس المحتلة أو الاعتراف بها كعاصمة للاحتلال، ودعوة برلمانات الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين إلى الاعتراف بها نُصرة للحق ودعماً للسلام وتعزيزاً للأمن.
ودعا البرلمان العربي إلى التنسيق والتحرك المشترك بين البرلمان العربي والبرلمانات الوطنية العربية وجامعة الدول العربية، وتكثيف جهود الدبلوماسية العربية الرسمية والبرلمانية في مختلف دول العالم، لإحباط خطط التحرك للقوة القائمة بالاحتلال، وقطع الطريق على اتصالاتها في محاولتها تضليل الرأي العام العالمي، وكسب تأييد وإقناع بعض دول العالم بالموافقة على القرار الأمريكي، حيث نؤكد عُزلة ومحاصرة القرار وإلغاءه بقوة الرفض الدولي الرسمي والشعبي.
وتضمنت خطة التحرك التنسيق بين البرلمان العربي، والمجلس الوطني الفلسطيني، وقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بشأن إعداد مذكرة قانونية تفند بالحجج القانونية جريمة دعم وتكريس الاحتلال وانتهاك القرار الأمريكي للقانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة، واعتبارها وثيقة حاضرة في كافة المحافل العربية والإقليمية والدولية.
وأكد البرلمان العربي ضرورة دعم جهود المجموعة العربية في الأمم المتحدة بنيويورك للتحضير لمشروع قرار في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة يرفض القرار الأمريكي ويطالب الإدارة الأمريكية بالتراجع عنه.
وتضمنت خطة تحرك البرلمان العربي التصدي لترشح القوة القائمة بالاحتلال على شغل مقعد غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2019-2020، ودعوة الدول العربية ومجلس وزراء التعليم العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إدماج قضية القدس في المناهج الدراسية العربية في مختلف المراحل التعليمية، لتأكيد مكانة القدس في وجدان أبناء الأمة العربية.
ودعا البرلمان العربي كافة وسائل الإعلام العربية خاصة الناطقة بكل اللغات الأجنبية إلى حشد كل الجهود من أجل قضية القدس، وتعزيز التواصل مع الجاليات العربية في الدول الأجنبية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
كما دعا البرلمان العربي المجتمعات العربية لمقاطعة السلع الأمريكية، وحث جامعة الدول العربية على إحياء مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال إسرائيل، وإيجاد حالة من الضغط الاقتصادي لمواجهة القرار الأمريكي.
وحمّل البرلمان الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تبعات القرار، وما ستؤول إليه الأوضاع على المستوى الإقليمي والدولي، وما يشكله من تهديد للسلم والأمن الدوليين.
وأعاد البرلمان العربي التأكيد على الموقف الثابت بحق دولة فلسطين المطلق في السيادة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، والحفاظ على الوضعية القانونية لمدينة القدس، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وقواعد القانون الدولي، ومبادرة السلام العربية لعام 2002.
وطالب البرلمان العربي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالتصدي للقرار الأمريكي، في إطار قرار المنظمة بشأن الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية، التي تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين الصادر في 2 مايو2017، وكذا القرار التاريخي للمجلس التنفيذي لليونيسكو في أكتوبر2016، والذي أكد أن المسجد الأقصى مكان عبادة خاص بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به.
وأشاد البرلمان العربي بالموقف التاريخي للدول في كافة أنحاء العالم، العربية والإسلامية والأوروبية والأفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي الرافضة للقرار الأمريكي، ومحاصرته دولياً.
كما أكد استمرار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتأييدها في كافة المحافل الإقليمية والدولية باعتبارها من أحد أهم ضمانات الوجود العربي الرسمي في محيط الحرم القدسي.
aXA6IDMuMTQ1Ljc2LjE1OSA= جزيرة ام اند امز