رئيس البرلمان العربي يدعو للتحرك لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس
الدكتور مشعل بن فهم السلمي حذر خلال جلسة طارئة للبرلمان العربي من تداعيات "الاعتراف" الأمريكي وما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة.
دعا الدكتور مشعل بن فهم السلمي، رئيس البرلمان العربي، إلى وضع خطة تحرك عربية لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس الشرقية، محملا واشنطن مسؤولية تبعات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي؛ ونقل سفارة إليها.
- البرلمان الأردني يقرر مراجعة معاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل
- السيسي وعباس يبحثان أزمة القدس بالقاهرة الإثنين
ووصف السلمي، في جلسة طارئة اليوم الإثنين للبرلمان العربي، القرار الأمريكي بـ"اللا مسؤول، محذرا من تداعيات القرار وما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة وعلى المستويين الإقليمي والدولي، وما يشكله من تهديد للأمن والسلم الدوليين.
وبدأت أعمال الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، التي دعا إليها الدكتور مشعل بن فهم السلمي، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ورياض المالكي وزير الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطيني، لبحث تداعيات قرار الرئيس الأمريكي.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن الأسبوع الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في تحرك أثار ردود فعل غاضبة في العالمين العربي والإسلامي، ورفض دولي واسع.
وأعلن السلمي تسمية دور الانعقاد الحالي للبرلمان العربي "القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين"، قائلا "إننا نجتمع اليوم باسم الشعب العربي، من أجل قضية العرب الأولى فلسطين، في ظرفٍ بالغ الدقة والخطورة، لمناقشة تداعيات القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
واعتبر السلمي أن القرار يُعد سابقة خطيرة في منظومة العلاقات الدولية، قائلا إنه يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وانتهاكاً خطيراً لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي التي تعتبر القدس مدينة محتلة، واعتداءً سافرا على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها مدينة القدس".
وطلب رئيس البرلمان العربي من جميع أبناء الشعب الفلسطيني التوحد خلف قيادتهم الفلسطينية، ونبذ الخلافات والنزاعات، والتمسّك بخيار الصمود في مواجهة القوة الغاشمة للاحتلال.
ودعا الأمة العربية والإسلامية حكاماً ومحكومين أفراداً ومؤسسات لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الحفاظ على مدينة القدس وتمسكه بأرضه، وتقديم كل ما يستطيعون للأشقاء الفلسطينيين، والمساهمة في صندوق القدس دعماً للشعب الفلسطيني.
وطالب الأمم المتحدة بقيادة عملية السلام كطرف محايد ونزيه، وتطبيق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة الخاصة بحل الدولتين، وتحمل مسؤولياتها الكاملة في حماية القدس وصون مقدساتها، وإفشال أية تحركات فردية أو أحادية، "بعد أن خرجت الولايات المتحدة الأمريكية عن حيادها ونزاهتها كوسيط لعملية السلام؛ وكشفت عن انحيازها بصورة علنية للقوة القائمة بالاحتلال".
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، خلال كلمته أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، أن وضعية القدس ومكانتها القانونية محمية بجميع القرارات والاتفاقات الدولية، مطالبا الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها.
واعتبر أبوالغيط أن قرار أمريكا بشأن القدس يضع علامات استفهام حول دورها طوال السنوات الماضية كوسيط لحل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أنه "يعكس تخبط بوصلة الضمير لديهم".
ولفت الأمين العام للجامعة العربية إلى أن مؤشر الرأي العام الدولي يتحرك بشكل إيجابي نحو القضية الفلسطينية، وطالب المؤتمرين بترسيخ ودعم دائرة الاعتراف الدولية التي تتسع للاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، اعتبر رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني خلال الجلسة الطارئة للبرلمان العربي بشأن القدس القرار الأميركي "تعدياً سافراً على قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.
وحمل المالكي واشنطن مسؤولية ما يحدث من تداعيات حال عدم تراجعها عن قرارها، محذرا من أن خطورة هذا الإعلان تكمن في ترجمته العملية بالقدس الشريف لسياسات التهويد وإجراءات تقسيمه.
وشدد على أن قرار ترامب من شأنه أن يجهض عملية السلام وكل مساعي حل الدولتين، لافتا إلى أن الإعلان عن رفض القرار واعتباره باطلا لم يعد كافيا، إذ ينبغي أن يتعزز بإجراءات لمواجهة تهويد القدس.