من يخلُف واشنطن في مفاوضات السلام بعد قرار القدس؟
قياديان في حركة فتح طرحا عدة بدائل لواشنطن مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في رعاية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
"إن الولايات المتحدة الأمريكية وبعد قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل لم تعد مؤهلة لرعاية عملية السلام".. بهذه الكلمات أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس رصاصة الرحمة على قيادة واشنطن لمفاوضات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية.
لكن هنا تساؤل يفرض نفسه حول من سيخلف واشنطن في رعاية عملية السلام المتعثرة أصلا بين رام الله وتل أبيب حال إزاحة أمريكا من المشهد..
وفي هذا الصدد، استطلعت بوابة " العين" الإخبارية آراء قياديين في حركة " فتح"، طرحا عدة بدائل لواشنطن مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في رعاية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
القياديان أشارا أيضا إلي ضرورة انطلاق أي وسيط من مبدأ القرارات الأممية والقوانين الدولية ذات الصلة.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، القدس "عاصمة" لإسرائيل، وقرر نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المقدسة.
وقابل القرار الأمريكي رفضا عربيا وإسلاميا ودوليا؛ لما فيه من مخالفة القرارات الأممية والاتفاقات الثنائية، التي تدعو لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
فمن يخلف البيت الأبيض في مفاوضات السلام؟
وطرح السفير حازم أبو شنب، القيادي بحركة فتح، احتمالات لمن يقود عمليات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومنها منظمة الأمم المتحدة والرباعية الدولية ودولة روسيا.
وأوضح أن الأمم المتحدة وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية وخاصة القدس هي الأساس، معتبرا أن الرباعية الدولية هي مطروحة أيضا.
وبسؤاله عن إمكانية مشاركة الولايات المتحدة، قال أبو شنب في تصريحاته لـ"بوابة العين"، الإخبارية، إن الفلسطينيين لن يقبلوا بوجود رعاية أمريكية منفردة مرة أخري، مضيفا أن السلطة الفلسطينية ستقرر ماذا كانت ستقبل بدور لواشنطن في إطار الرباعية الدولية أم لا؟.
وتتشكل الرباعية الدولية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا.
ولا يستبعد القيادي بحركة فتح أن تلعب روسيا دورا كبيرا في عملية السلام من منطلق دورها الذي تعمل على تعزيزه في الشرق الأوسط.
وحول الخطوات الفلسطينية لمواجهة القرار الأمريكي، أشار أبو شنب إلي أن الفلسطينيين ينتهجون كل السبل من حراك شعبي على الأرض، وتعاون سياسي ودبلوماسي في المحافل الدولية والإقليمية.
وأكد أبو شنب أن كل شيء مباح أمام ذلك القرار المنحاز ضد الفلسطينيين، متوقعا أن يتحول الحراك الشعبي في الأراضي الفلسطينية إلى انتفاضة ثالثة.
أبو شنب أوضح أن ممارسة الضغط على الولايات المتحدة سيؤدي إلي تراجع واشنطن عن قرارها، أو على الأقل تجميده وعدم تنفيذه علي الأرض.
من جانبه قال جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، إن الإدارة الأمريكية لم تعد مقبولة في رعاية مفاوضات السلام بعد انحيازها للجانب الإسرائيلي.
الحرازين أوضح أيضا ضرورة تدويل الملف الفلسطيني وجعل الأمم المتحدة هي المشرفة عليه للخروج من التفرد الأمريكي.
ودعا أستاذ العلوم السياسية إلى ضرورة وضع عدة ضوابط مع انطلاق أي مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين مثل وضع جدول زمني ووضع أسس تسير عليها عملية السلام، بما يحول دون تنصل إسرائيل من التزاماتها.
تحييد وعقوبات
ودعا الحرازين إلي ضرورة تحييد موقف واشنطن حيال الملف الفلسطيني، ودعوة الأمم المتحدة لوضع القضية علي طاولتها واتخاذ عقوبات سياسية واقتصادية ضد تل أبيب حتي ترضخ للشرعية الدولية.
وذكر الحرازين برضوخ دولة جنوب أفريقيا، التي كانت تطبق سياسات عنصرية ضد السود، عندما ضغط عليها المجتمع الدولي بالعقوبات السياسية والاقتصادية.
وأعلن القيادي بفتح أن الوسطاء " كثر"، مشيرا إلي الدور الروسي الآخذ في النمو في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي المتمسك بالمرجعيات الدولية فيما بتعلق بالقضية الفلسطينية.
واعتبر أن كل الوسطاء مرحب بهم من قبل الفلسطينيين طالما تمسكوا بالمرجعيات الدولية.
كما دعا الحرازين منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم ٥٧ دولة، لممارسة ضغوط على واشنطن مثل التلويح بفرض عقوبات، أو استدعاء سفرائها للتشاور، أو التلويح بتجميد عضويتها في الأمم المتحدة.