وقوفنا كشعوب عربية خلف المملكة العربية السعودية هو دفاع عن مصيرنا، عن أمننا، وعن مستقبل أجيالنا
الدفاع عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بشكل خاص والمملكة العربية السعودية بشكل عام هو دفاع عن شعوب لا عن ملوك، هو دفاع عن مشروع عربي نراه لمستقبل أبنائنا وحده من بعد الله سبحانه وتعالى قادر على أن يوقف ويتصدى للمشروع المضاد.
السعودية حصننا الذي ستدافع عنه الشعوب العربية وقلعتنا التي سنكون سوراً لها، نحن ندافع عن حقنا في تقرير مصيرنا وحقنا في الحفاظ على سيادتنا، هذه رغبة شعوب لا رغبة ملوك، ذلك ما يجب أن يعرفه اليسار الغربي الذي تصور حقاً أنه قادر على أن يفرض على شعوب هذه المنطقة قيادات إيرانية أو تركية الهوى
ردة الفعل الغاضبة عند الشعوب العربية على هذه الحملات الممنهجة ضد المملكة العربية السعودية، التي ما إن تنتهي الواحدة إلا لتبدأ الأخرى، هي بسبب رفضنا المحور التركي-الإيراني المتحالف مع اليسار الغربي ضدنا، وهي أيضاً بسبب خشيتنا من مشروع كاد يكتمل وسعى إلى إسقاط دولنا، وهو المشروع الذي تقوم به إيران وتركيا بتمويل قطري ودعم يسار غربي لرسم شرق أوسط جديد بقيادة هذه الدول، مشروع قائم على هدم وتحطيم الدول العربية وإنهاء الوجود العربي بدوله القائمة، وتقسيم المقسم منها وإعادة تشكيله بناء على أسس عرقية وطائفية، ثم بمساعدة الجماعات الدينية السنية والشيعية (المعتدلة كما يراها اليسار) ستقود إيران وتركيا المنطقة وسيولد هذا الشرق الجديد! وقد قطعوا نصف الطريق، هدموا دولنا وشردوا شعوبها، قبل أن يظهر ولي العهد الأمير محمد ويقطع عليهم مسارهم، والدفاع عنه هو دفاع عن مصيرنا، عن أمننا، عن مستقبل أجيالنا، وإيقاظ الطاووس الإيراني والسلطان العثماني من أضغاث أحلامهما.
وقوفنا كشعوب عربية خلف المملكة العربية السعودية لأننا نعلم أن جميع «القصص» التي تتدثر بها تلك الحملة الشعواء على المملكة مجرد قطع فسيفسائية لا تزيد على أقمصة عثمانية إن لم تكن هي ستخلق غيرها من الحجج، حرب اليمن، أو خاشقجي، أو حقوق الإنسان، أو مقاطعة قطر، أو... أو... أو... جميعها قصص تضخم ويبالغ بها يراد منها أن تقيد السعودية وإضعافها لصالح تركيا وإيران، والأهم هدفهم استبعاد الأمير محمد بن سلمان عن الساحة.
باختصار هدفهم استبعاد من أسس التحالف العربي وخاض به حرباً، والتحالف الإسلامي العسكري وجمع تحت رايته 41 دولة لمحاربة الإرهاب، وقضى على نفوذ الجماعات الدينية وأحدث ثورة اجتماعية بيضاء في دولته، التي أعلنت عن ميزانية هي الأكبر في تاريخها، إنه عملاق قادم، قطع عليهم الطريق، ووقوفنا خلف المملكة هو تصد عربي جماعي لهذا المشروع وعودة الروح للمشروع العربي.
كيف لا يخشون هذا الرجل الذي أعلن أن السعودية دولة قادرة على قيادة العالم العربي والإسلامي، وقادرة على هزيمة الفكر المتطرف الذي ترعاه تركيا وإيران، ويعلن أن دولة عملاقة قادمة في الطريق، برؤيته الإصلاحية ومشروعه وتحديثه للدولة، وانفتاحه على الشرق كما الغرب، وهذا أحد أكبر مصادر قلقهم، وهم يعرفون أن هذا العملاق القادم يملك المكانة الدينية والسياسية والإمكانات الاقتصادية والعسكرية التي تؤهله للقيادة، ولديه من الموارد ما يمكنه من قيادة أمة بأسرها لا شرق أوسط فحسب، كيف لا يخشونه؟ إنه يهدم ما بنوا عليه مشروعهم؟ كيف لا ندافع عنه وجميعنا نتصدى لهذا المشروع؟
كيف لا تختصه تركيا وقطر بالهجوم الممنهج المبرمج، وتجوب الدنيا تحريضاً عليه، وهو الذي هدم حلم تركيا بعد أن استعدت لجمع الشمال الأفريقي العربي تحت رايتها باستيلاء «الإخوان» على السلطة، قام هذا الشاب بقطع الطريق على الممول (قطر) وقطع الطريق على الجماعات الدينية الأداة، فسقط المشروع، كيف إذن لا تخشاه تركيا أردوغان وقد أفسد عليه حلماً شخصياً أكثر مما هي رغبة دولة بالسلطنة؟ وما زالت هناك محاولات يائسة لكي يبقى هذا الحلم مشتعلاً بإشغال الدول العربية بالخراب والدمار من خلال تصدير الإرهاب والسلاح إلى ليبيا وإلى سوريا.
كيف لا تحسب حسابه إيران، وهو الذي أفسد تحالفها مع اليسار الغربي الذي سلمهم العراق وسوريا واليمن ولبنان، وكاد يسلمهم البحرين وشرق السعودية؟
السعودية حصننا الذي ستدافع عنه الشعوب العربية وقلعتنا التي سنكون سوراً لها، نحن ندافع عن حقنا في تقرير مصيرنا وحقنا في الحفاظ على سيادتنا، هذه رغبة شعوب لا رغبة ملوك، ذلك ما يجب أن يعرفه اليسار الغربي الذي تصور حقاً أنه قادر على أن يفرض على شعوب هذه المنطقة قيادات إيرانية أو تركية الهوى.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة