خبراء لـ"العين الإخبارية": تدخل الدول العربية لحل أزمة طرابلس ضرورة
خبراء ومحللون سياسيون طالبوا، في حديثهم لـ"العين الإخبارية"، بضرورة التدخل الفوري للدول العربية لحل أزمة اشتباكات المليشيات في طرابلس
طالب عدد من الخبراء والمحللين السياسيين الدول العربية بضرورة التدخل الفوري لحل الأزمات الحالية التي تشهدها ليبيا، خاصة الاشتباكات الدائرة بين المليشيات المتناحرة في طرابلس.
وتشهد طرابلس، خلال الأيام الجارية، صراعا هو الأشرس خلال السنوات الـ7 الماضية بين مليشيات مسلحة ينتمي بعضها إلى تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية (تنظم القاعدة) وجماعات متطرفة أخرى واللواء السابع ترهونة واللواء 22.
وقال الشيخ عادل الفايدى، رئيس لجنة التواصل الاجتماعي الليبية المصرية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إنه "على الإخوة العرب الداعمين للشعب الليبي التدخل الفوري وبشكل واضح لإنهاء أزمات طرابلس، وعدم السماح لفرنسا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة بالتدخل في الشأن الليبي بمفردهم وتنفيذ مخططاتهم".
وأضاف الفايدي أن "العالم العربي ليس في حاجة إلى شرق أوسط جديد لا نعرف توجهاته، وعلى جميع القادة العرب بشكل عام أن يثبتوا للتاريخ ولشعوبهم أنهم يتعاملون بشكل حازم مع الأزمة الليبية".
وتساءل عن سبب غياب دور جامعة الدول العربية في تلك الأزمة، واصفا إياها بـ"الجسم المعطل".
وأوضح الخبير في الشؤون السياسية الليبية أن "فرنسا وإيطاليا تتعاملان مع ليبيا كأنها لا تزال ضمن مستعمراتهما، وتتدخلان في الشأن الليبي بشكل سافر، وسط غياب التدخل العربي الواضح، ما أعطى الفرصة للقوى الغربية بتدخلها في شؤون البلاد".
وتنتشر في العاصمة الليبية طرابلس عشرات المليشيات والمجموعات المسلحة التي تمارس أبشع الجرائم في حق أبناء الشعب الليبي، لبسط سيطرتها الكاملة على مفاصل الدولة الليبية.
وشدد الفايدى على ضرورة تدخل القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لإنهاء الاشتباكات الدائرة بطرابلس وطرد جميع الميليشيات المسلحة منها.
ووجه المحلل السياسي الليبي اللوم إلى بعثة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسبب اختياره فايز السراج على رأس المجلس الرئاسي الليبي وحكومة الوفاق الوطني.
ورأى أن السراج فشل فشلا ذريعا في إدارة البلاد وإنهاء الأزمات وعين أشخاصا كان كل دورهم استنزاف مقدرات وثروات الشعب الليبي لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي وقطر وتركيا.
وبدأ دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وشدد الفايدي على أن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على عاتق السراج واختياراته لمسؤولي الأمن الذين كان من المفترض فيهم حفظ الأمن بالعاصمة وضواحيها، وعول على مليشيات مسلحة عززت الفوضى والأزمات في الشارع الليبي، مؤكدا أن السراج وأتباعه عقدوا الأزمة الليبية وعادت للنقطة صفر مرة أخرى.
في السياق نفسه، قال الباحث السياسي الليبي عيسى رشوان لـ"العين الإخبارية"، إن مسؤولية الفوضى يتحملها السراج، لافتا إلى أن حكومة الوفاق تتحمل مسؤولية تضامنية وكذلك بعثة الأمم المتحدة التي دعمت الاعتراف الدولي بهذه الحكومة العاجزة عن حماية نفسها.
وشهدت العاصمة الليبية، الأحد، حالة من الفوضى بعد أن فتحت مليشيات طرابلس التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي السجون لتهريب السجناء من مؤسستي الإصلاح في عين زارة والرويم، وقال مصدر في جهاز الشرطة القضائية بطرابلس لـ"العين الاخبارية" إن أكثر من 1000 سجين فروا بسبب فتح المليشيات الإخوانية السجون.
وفيما يتعلف بفتح السجون، قال رشوان، إنه سيناريو معروف في حالات الفوضى لتزيد توتر الشارع الليبي، وجعل مجموعة من السجناء واستخدامهم كأفراد للمليشيات وتعويض النقص الحاصل لديهم.
وأكد الخبير في الشأن السياسي الليبي أنه "من الصعب جدا معرفة متى بالضبط ستنتهي هذه الفوضى، بسبب وجود السلاح والمال لدى المجرمين الهاربين من السجون حديثا، وقادة المليشيات المسلحة بين المدنيين".
ولفت إلى أن "المجلس الرئاسي عبارة عن أداة يستخدمها التنظيم الدولي للإخوان والمليشيات المسلحة للاستيلاء على أموال الدولة الليبية".
وأوضح رشوان أن السيناريو الحالي للوضع في طرابلس صعب التوقع، وأغلب الاحتمالات مفتوحة ومتوقعة.
وتمكنت حكومة الوفاق التي يقودها السراج في التواصل مع المليشيات المسلحة وصرف لها رواتب لتأمين الكتائب المسلحة من خزينة ليبيا، فضلا عن الرواتب التي تستقطعها تلك المليشيات من مصرف ليبيا المركزي، الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان الإرهابية والجماعات المتحالفة معها.
بدوره، قال الخبير في الشؤون الأفريقية والعربية هانئ رسلان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "الإخوان إذا تواجدوا في أي بلد تكون النتيجة هي الفوضى والاضطراب والتخريب، لأن الفكرة الأساسية لتنظيمهم هي اعتبار باقي المجتمع غير مسلمين أو ناقصي دين، ونتيجة مبدأ العزلة الشعورية يسعون دائما إلى الانفراد بالسلطة ولا يقبلون شركاء حقيقيين حتى من تيارهم الديني نفسه مثل السلفيين".
واستطرد رسلان حديثه قائلا: "لأن المجتمع بعد أن يكتشف وجههم الحقيقي الكالح، وبعد أن تسقط كل الأقنعة يتجه لمقاومتهم، وتكون النتيجة هي تدمير الوطن وتخريب شامل، وهذا ما يحدث في ليبيا الآن، خاصة أن هناك دعما قطريا بالغا لعناصر الإخوان بالأراضي الليبية"، مشيرا إلى أنه "لولا الوقفة الصلبة لدول مثل الإمارات ومصر في شرق البلاد لأصبح الحال أسوأ بكثير كما هو الحال في المناطق الغربية".
وتسيطر مشاهد الفوضى على طرابلس، التي عانت خلال السنوات الماضية من الدعم القطري والتركي للمليشيات المسلحة، واحتضان قادة تلك المليشيات وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي والأمني لهم.
وكان الخبير في الشأن السياسي الليبي فوزي الحداد قال، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، إن سلاح المليشيات المنتشر في طرابلس وخارجها، إضافة إلى الكيان الإرهابي الإخوان، والتدخلات الأجنبية في الشؤون الليبية أهم أسباب الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها الدولة الليبية حاليا.
وتفرض المليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس قيودا على عمل المؤسسات الوطنية التابعة للدولة، وعلى رأسها المؤسسة الوطنية للنفط، وتمنع وصول الوقود إلى مناطق في ضواحي العاصمة باستعمال القوة، لمنع وصول شاحنات الوقود إلى مناطق حيوية.