خبراء ليبيون لـ"العين الإخبارية": لا حل في طرابلس سوى تدخل الجيش
خبراء ومحللون ليبيون يدعون لضرورة تدخل الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لإنهاء الصراع الدموي بطرابلس.
أجمع خبراء ومحللون ليبيون على ضرورة تدخل الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس، باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع الدموي بين المليشيات، الذي خلف عشرات الضحايا.
وتشهد طرابلس صراعا هو الأشرس، خلال السنوات الـ7 الماضية بين مليشيات مسلحة ينتمي بعضها إلى تنظيم الإخوان الإرهابي والجماعة الليبية المقاتلة الإرهابية (تنظم القاعدة) وجماعات متطرفة أخرى واللواء السابع ترهونة، واللواء 22.
وقال الباحث السياسي في الشأن الليبي عبدالحفيظ غوقة، لـ"العين الإخبارية"، إن ما يجري في طرابلس من صراع بين مختلف الجماعات المسلحة المسيطرة على العاصمة إخوانية ومقاتلة ومناطقية، يدفع ثمنه المدنيون وممتلكاتهم ومقدرات الليبيين ومؤسساتهم العامة المختلفة.
وأضاف غوقة أن الحل هو توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية لإنهاء تواجد المليشيات المسلحة الإرهابية وفوضى السلاح خارج شرعيتهما، قائلا: "أعتقد أن هذا ما يتم حاليا ويجري العمل عليه وما يجري في العاصمة من قبل اللواء السابع وهو قوة قوامها وأساسها عسكريون منضبطون مرجعيتهم القيادة العامة للجيش الوطني بقيادة حفتر، التي لم تفصح حتى الآن عن موقفها لأسباب تبدو منطقية، وإذا كان الأمر كذلك، وهذا ما نتمناه، فالأمور ستكون أفضل في قادم الأيام المليئة بالمفاجأت لصالح استقرار العاصمة وبسط الأمن فيها من قبل قوات الجيش النظامي".
وبدأ دور الجماعات والمليشيات المسلحة في ليبيا ينشط عام 2014، مع تشكيل الكتائب المسلحة لدعم أطراف سياسية ليبية، لا سيما جماعة الإخوان الإرهابية، التي استخدمت هذه الكتائب في تصفية الخصوم السياسيين وتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة.
وفي السياق نفسه، قال عادل الفايدي، الخبير في الشؤون السياسية الليبية، لـ"العين الإخبارية"، إن دخول المليشيات في المشهد السياسي والأمني أعاد الأزمة إلى "النقطة صفر"، مؤكدا أن ما يحدث من هجمات من جانب تلك العصابات المارقة الإجرامية يؤكد فشل "المجلس الرئاسي" و"حكومة الوفاق" والجهود الدولية ومبادرات المجتمع الدولي لحل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ عام 2011.
وشدد الفايدي، خلال تصريحات الخاصة لـ"بوابة العين"، على ضرورة تدخل الجيش، بقيادة المشير خليفة حفتر، في العاصمة طرابلس في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن المليشيات المسلحة دمرت البلاد لمدة 7 سنوات، وبالتالي يجب التفكير في الغد ودعوة الجيش الوطني لحل الأزمة والخلاص من جميع تلك المليشيات "المارقة".
وأكد الباحث السياسي الليبي أن الشعب في جميع أرجاء البلاد، ناقم على المليشيات الإرهابية التي تعمل وفقا لأجندات خارجية وإقليمية وتستهدف نهب أموال وثروات ومقدرات الشعب، قائلا: "أعطني جيشا يصنع أمنا وأمان ويسطير على الأمور أولا ثم نعمل على تنظيم وتأسيس باقي الأجهزة الأمنية".
وأبدى الفايدي استغرابه من موقف الكتائب التابعة لحكومة "الوفاق الوطني" التي كان من المفترض حماية العاصمة وصد الأخطار عنها، موضحا أن هجمات المليشيات الإرهابية في الأيام القليلة الماضية وحتى الآن تؤكد أن تلك الكتائب كانت هشة جدا ولا تسطيع حماية أمن العاصمة، بالرغم من الأموال الطائلة التي أنفقتها عليها حكومة الوفاق.
وأكد الباحث الليبي أن ما حدث مؤخرا أظهر الحقيقة الغائبة عن البعض، وهي ضرورة حل جميع تلك المليشيات الإرهابية، وأن فايز السراج لم ينجح لمدة عامين ونصف في بناء أي شيء في الدولة، بل لم يحافظ على المجلس الرئاسي نفسه.
وتسببت سياسة الإخوان في تدمير العاصمة طرابلس التي تعاني من أزمة سيولة نقدية وأزمة الوقود وتهريب السلع الأساسية، فضلا عن المعاناة التي يعيشها السكان في سبيل الحصول على جزء بسيط من رواتبهم الذي يصرف من عائدات النفط.
بينما قال الباحث السياسي في الشأن الليبي، عيسى رشوان، لـ"العين الإخبارية" إن حل الأزمة الراهنة التي تشهدها العاصمة هو إخراج مؤسسات الدولة السيادية من طرابلس ولو بشكل مؤقت، في ظل استمرار سيطرة المليشيات الإرهابية على الأوضاع الأمنية هناك.
وأكد رشوان أن الحلول الحالية المتاحة صعبة التطبيق، لأن عناصر المليشيات التابعة للجماعات الإرهابية والمتطرفة مثل الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، لأنهم متغلغلون في مفاصل مؤسسات الدولة الليبية كالانتشار "السرطاني".
وكان قائد القوات الخاصة اللواء ونيس بوخماده، قد قال، اليوم الأحد، "إن الجيش الوطني جاهز للتدخل في طرابلس من البر والبحر والجو وفي انتظار الأوامر من القائد العام".
وأضاف المسؤول العسكري الليبي، في مقطع فيديو مصور خلال كلمته بحفل تأبين أحد ضباط الجيش، نشرته وسائل إعلام محلية، أنهم رهن إشارة الشعب الليبي وأنهم مستعدون لتقديم المزيد من الشهداء في الجنوب أو في طرابلس.
وأوضح ونيس بوخماده أنه لا بد من التضحية لطرد العصابات المارقة، مشيرا إلى أن بنغازي لم تتخلص منهم إلا بعد وقوف أبنائها وضحوا بأنفسهم فداء للوطن.
ولفت قائد القوات الخاصة إلى أن الجيش الليبي لن يتوقف، فالمشوار لا يزال طويلا، مطالبا أهالي طرابلس وكل مدن ليبيا بالاقتداء بأهالي بنغازي الذين دفعوا الدماء لطرد العصابات المسلحة من مدينتهم.