الجزائر تعلق على "مغالطات" حول انعقاد القمة العربية
سعت الجزائر اليوم الأحد إلى تبديد ضبابية شابت تحديد موعد انعقاد القمة العربية المقبلة، غذتها تصريحات رسمية متضاربة.
وفي ظرف يومين، صدرت مواقف رسمية زادت من منسوب التكهنات حول الموعد النهائي للقمة العربية المزمع انعقادها في الجزائر، بعد تأجيلها مرتين متتاليتين العامين الماضيين.
وفي الوقت الذي أكدت فيه الجامعة العربية تأجيل القمة العربية بسبب جائحة كورونا، اعتبرت الجزائر باعتبارها البلد المضيف بأن الحديث عن تأجيلها "مغالطة".
تاريخ غير محدد
والأحد أكدت الجزائر عدم حدوث توافق حول موعد اتعقاد القمة العربية على أراضيها، لكنها اعتبرت في الوقت ذاته الحديث عن تأجيلها مغالطات.
وأجرى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لقاء مع سفراء الدول العربية المعتمدة بالبلاد، لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بقمة قادة الدول العربية المقبلة، وكشفت اعتزام الرئيس عبد المجيد تبون اقتراح موعد "مرتبط بمناسبة جزائرية وعربية".
وأوضح بيان عن الخارجية الجزائرية، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، أنه "وخلافاً للمغالطات التي يتم تداولها هنا وهناك تحت عنوان "تأجيل موعد القمة" فإنه لم يتحدد أصلا موعد انعقادها ولم يتخذ أي قرار بشأنه بعد.
وكشف عن أن الرئيس الجزائري "يعتزم طرح موعد (تاريخ) يجمع بين الرمزية الوطنية التاريخية والبعد القومي العربي ويكرس قيم النضال المشترك والتضامن العربي، هذا التاريخ الذي ينتظر اعتماده من قبل مجلس الوزراء العرب، في دورته العادية المرتقبة شهر مارس/آذار المقبل، بمبادرة الجزائر وتأييد الأمانة العامة للجامعة".
وتابع البيان بأن ذلك "من شأنه أن يسمح أيضا باستكمال مسلسل المسار التحضيري الجوهري والموضوعي بما يسمح بتحقيق مخرجات سياسية تعزز مصداقية ونجاعة العمل العربي المشترك".
وشكّل اللقاء بين وزير الخارجية الجزائري والسفراء العرب – يضيف البيان – "فرصة لاطلاع السفراء العرب على الجهود التي تبذلها الجزائر بهدف تعزيز العمل العربي المشترك في منظور بناء منظومة الأمن القومي العربي بكل أبعاده".
وتطرق لعمامرة "إلى الأوضاع العربية الراهنة وإلى جسامة التحديات التي تفرض نفسها على المجتمعات العربية، خصوصا فيما يتعلق بالتساؤلات المرتبطة بجائحة كورونا وكذا رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وصولا إلى التركيز على التضامن والاعتماد الجماعي على النفس بشكل يضمن مناعة الأمة العربية وحماية مصالحها".
وكذا "التركيز على مساعي الجزائر الرامية لتوفير العوامل الأساسية لضمان نجاح القمة العربية المقبلة وجعلها محطة فارقة في مسيرة العمل العربي المشترك".
وشدد على أن التزام الرئيس الجزائري "بمواصلة عملية التشاور والتنسيق مع أشقائه قادة الدول العربية وبمعية قيادة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تكملة للاتصالات المباشرة التي تجمعه دوريا مع العديد من نظرائه العرب وكذا تلك التي تتم عبر مبعوثه الخاص".
وحددت "الخارجية الجزائرية" أهداف ذلك "وفق مقاربة تشاركية، تتمثل خصوصا في التوصل إلى صيغ توافقية حول أبرز المواضيع التي ستطرح أمام القمة العربية المقبلة، بما في ذلك تحديد التاريخ المناسب لعقدها".
كورونا تؤجل القمة
والسبت، أفاد مسؤول رفيع بجامعة الدول العربية، بإرجاء القمة العربية، والتي كان مقررا انعقادها في 22 مارس/آذار المقبل بالجزائر، بسبب جائحة كورونا.
وهذه هي المرة الثالثة على التوالي التي تؤجل فيها القمة الدورية السنوية لجامعة الدول العربية على مستوى القادة.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، في تصريحات الجمعة، إنه "بالتشاور مع دولة الاستضافة وهي الجزائر، كان لديهم تفضيل أيضا لتأجيل القمة، لأن هذه الفترة تشهد ارتباكا بسبب وضع كورونا".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حسام زكي قوله "أستطيع أن أقول بكل اطمئنان، لا توجد أسباب سياسية لهذا التأجيل، ولكن يمكن الاستفادة به لتحسين المناخات السياسية".
ولم يكشف زكي الموعد الجديد للقمة العربية.
وعقدت القمة السنوية الأخيرة لجامعة الدول العربية على مستوى القادة في مارس/آذار 2019 في تونس، وتم إلغاء نسختي 2020 و2021 بسبب كوفيد-19.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة الجزائرية، الأسبوع الماضي أعلن حسام زكي الأمين العام المساعد للأمين العام لجامعة الدول العربية، بأنه لم يتم التوصل بعد لتاريخ انعقاد القمة التي ستستضيفها الجزائر.
لكنه أكد في السياق نفسه أن المشاورات قائمة مع الجزائر لـ"اختيار أفضل توقيت للقمة".
وقال السفير حسام زكي إن "تاريخ انعقاد القمة العربية سيحدد بناء على التشاور بين الدولة المستضيفة وباقي الدول الأعضاء".
مستدركا "يمكنني القول إن التاريخ سيكون بعد شهر رمضان الفضيل"، الذي يصادف حلوله هذا العام في شهر أبريل/نيسان المقبل.
aXA6IDE4LjExNy44LjE3NyA= جزيرة ام اند امز