قمة القدس ترفض تدخلات إيران في الشؤون الداخلية للدول العربية
القادة العرب أدانوا بشدة إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على السعودية من الأراضي اليمنية من قبل مليشيا الحوثي.
أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب رفضهم التام للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، مع التأكيد على أهمية أن تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
وطالب القادة العرب - في قرارهم بشأن "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، الصادر الأحد، في ختام أعمال القمة العربية العادية الـ29 التي عقدت في الظهران بالسعودية - إيران بالكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوّض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وانطلقت، ظهر الأحد، بالمملكة العربية السعودية، أعمال الدورة العادية الـ29 للقمة العربية.
وتهدف القمة إلى بحث سبل تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك والتصدي للتحديات والتهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية.
تدخلات إيران
وأدان القادة بشدة استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمنية من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، بما في ذلك الصاروخ الباليستي الذي استهدف مدينة الرياض بتاريخ 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، واعتبار ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي، مؤكدين حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها، وفق ما نصت عليه المادة "51" من ميثاق الأمم المتحدة ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية.
واستنكر القادة العرب "التدخلات الإيرانية" المستمرة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، ومساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار، وتأسيسها جماعات إرهابية بالبحرين ممولة ومدربة من الحرس الثوري الإيراني وذراعه "كتائب عصائب أهل الحق" الإرهابية، و"حزب الله" الإرهابي، الذي يتنافى مع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكدين دعم البحرين في جميع ما تتخذه من إجراءات وخطوات لمكافحة الإرهاب والجماعات الإرهابية للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأشاد القادة والزعماء بجهود الأجهزة الأمنية بالمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، التي تمكنت من إحباط العديد من المخططات الإرهابية، وإلقاء القبض على أعضاء المنظمات الإرهابية الموكل إليها تنفيذ المخططات المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني الإرهابي.
كما أدان القادة سياسة الحكومة الإيرانية وتدخلاتها المستمرة في الشؤون العربية، التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية، مشددين على ضرورة امتناعها عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات، لا سيما في دول الخليج العربي، ومطالبتها بإيقاف دعم وتمويل المليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية، خصوصا تدخلاتها في الشأن اليمني والتوقف عن دعمها للمليشيات الموالية لها والمناهضة لحكومة اليمن الشرعية ومدها بالأسلحة وتحويلها إلى منصة لإطلاق الصواريخ على جيران اليمن وتهديد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما ينعكس سلبا على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة بشكل عام، ويعد خرقا واضحا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 لعام 2015.
وأيّد القادة جميع الخطوات التي اتخذتها دولة الكويت حيال الخلية الإرهابية، المعروفة إعلاميا باسم "خلية العبدلي"، مؤكدين أهمية أمن واستقرار الكويت، ورفض التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية، على الرغم من المساعي التي بذلتها الكويت مع أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربي من أجل خلق قنوات حوار مع إيران من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
إرهاب "حزب الله"
وحمّل القادة العرب، "حزب الله" الإرهابي، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ الباليستية، مطالبين بضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أي دعم للإرهاب والإرهابيين في محيطه الإقليمي.
كما شدد القادة على ضرورة حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران، التي تبث على الأقمار الصناعية العربية، باعتبارها تشكل تهديداً للأمن القومي العربي من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعقائدية، مطالبين الأمين العام بمتابعة تنفيذ هذا القرار مع الجهات ذات الصلة.
واستنكر القادة تصريحات المسؤولين الإيرانيين التحريضية والعدائية المستمرة ضد الدول العربية، مطالبين حكومة إيران بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية، ووقف الحملات الإعلامية ضد الدول العربية، باعتباره تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
وأكد القادة العرب أهمية رصد التحركات الإيرانية ومحاولاتها زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، والحد من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، لا سيما الملف اليمني باعتباره شأناً خليجياً وأمناً قومياً لدول الخليج خصوصاً والمنطقة العربية ككل.
وجه إيران المتشدد
وطالب القادة بتكثيف الجهود الدبلوماسية بين الدول العربية الأعضاء مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية لتسليط الضوء على ممارسات النظام الإيراني، ودعمه للعنف والطائفية والإرهاب، وخطره على الأمنين الإقليمي والدولي.
ودعا القادة والزعماء إلى العمل على إعداد حملات إعلامية من خلال الوسائط المتعددة تكشف الوجه الحقيقي المتشدد للنظام الإيراني، واستمرار هذا النظام في سياسته العدائية التوسعية في الخارج، واستمراره في دعم الطائفية والتطرف والإرهاب.
كما أكد القادة إدانة استمرار احتلال إيران الجزر الإماراتية التلاث المحتلة "طنب الكبرى – طنب الصغرى - أبو موسى"، مؤيدين جميع الإجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولي.
وطالب القادة بضرورة التزام إيران بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015، مع تطبيق آلية فعالة للتحقق من تنفيذ الاتفاق والتفتيش والرقابة، وإعادة فرض العقوبات على نحو سريع وفعال حال انتهاك إيران التزاماتها بموجب الاتفاق على أهمية انضمام إيران إلى جميع مواثيق السلامة النووية ومراعاة المشكلات البيئية للمنطقة.
وندد القادة العرب بالتدخل الإيراني في الأزمة السورية، وما يحمله ذلك من تبعات خطيرة على مستقبل سوريا وسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، مشيرين إلى أن مثل هذا التدخل لا يخدم الجهود الدولية من أجل تسوية الأزمة السورية بالطرق السلمية، وفقا لمضامين "جنيف 1".
جهود الرباعي العربي
وتم تكليف الأمين العام بمواصلة التنسيق مع وزراء خارجية اللجنة العربية الرباعية المشكلة من دولة الإمارات العربية (الرئاسة)، والمملكة العربية السعودية، وممكلة البحرين، وجمهورية مصر العربية، للاستمرار في تطوير خطة تحرك عربية من أجل التصدي للتدخلات الإيرانية في المنطقة العربية، وحشد التأييد والدعم الدولي للموقف العربي الرافض لهذه التدخلات الإيرانية.
ودعا القادة إلى مواصلة إطلاع الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة على الانتهاكات الإيرانية لقراري مجلس الأمن رقم 2216، و2231 لعام 2015، لما يمثله ذلك من تهديد داهم للأمن القومي العربي، مع الاستمرار في إدراج بند "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية" على أجندة منتديات التعاون العربي مع الدول والتجمعات الدولية والإقليمية.
كما طالب القادة العرب بالتوجه إلى الأجهزة المعنية في الأمم المتحدة، لإدراج الموضوع على أجندتها، وفقا لأحكام المادة 2 والفقرة 7 من ميثاق الأمم المتحدة التي تحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومطالبة الأمين العام بمتابعة تنفيذ القرار والعرض على المجلس في دورته العادية المقبلة
aXA6IDMuMTQ0LjExNi4xOTUg جزيرة ام اند امز