التقرير يقع في 5 فصول ويتضمن 25 ورقة بحثية تستشرف البحث العلمي العربي واقعه وتحدياته وآفاقه
"الابتكار أو الاندثار" هو العنوان الرئيسي للتقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، الذي أطلقته، الإثنين، مؤسسة الفكر العربي عشية انعقاد مؤتمر "فكر 16" في دبي.
يناقش التقرير "البحث العلمي العربي واقعه وتحدياته وآفاقه” كاشفا ومحللا واقع المكتبة الأكاديمية العربية الحالي في دول المنطقة وأنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار في العالم العربي.
يقع التقرير في 5 فصول هي: البحوث العلمية والتعليم العالي، رافعة الابتكار والتنمية، الثقافة والتوجهات العلمية المتاحة، الابتكار والتطوير التكنولوجي: آليات بناء اقتصاد المعرفة، البحوث في خدمة المجتمع. كما يتضمن التقرير 25 ورقة بحثية امتدت على أكثر من 500 صفحة.
ولم يستثن التقرير أي بلد عربي في المشرق والمغرب، وشارك في تأليفه باحثون من دول الخليج العربي، وبلاد الشام، ووادي النيل، والمغرب العربي، كما يستجيب التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية في توجهه للمبادرة التي أطلقتها منظمة الأمم المتحدة في مطلع عام 2016 لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030. ويركز التقرير على أهمية صياغة رؤى وتصورات واقتراحات حول المستقبل المرجو والممكن لما تخطط له الدول العربية من مبادرات على الأمدين القريب والمتوسط.
الاستنتاجات:
وخلص التقرير إلى أن الأزمات التي تمر بها الدول العربية اليوم سببها القصور في استثمار وإعادة إنتاج المعرفة العلمية والتكنولوجية، ما انعكس سلبا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها. وأكدت المؤشرات المعتمدة في التقرير أن الدول العربية لا تزال في الصفوف الخلفية بين دول العالم فيما يتعلق بمدخلات العلوم والتكنولوجيا الحديثة.
ورصد التقرير قلة عدد البلدان العربية التي تضم مراكز متخصصة بالبحث العلمي، إضافةً إلى أن معظم أنشطة البحث العلمي تنجزها مؤسسات التعليم العالي. ورغم زيادة التحاق الإناث بالتعليم في الدول العربية وما أحرزنه من تقدمٍ علمي، إلا أن ذلك لم يؤد إلى نمو اقتصادي نظراً لعدم ارتباط التعليم بالاقتصاد.
التوصيات
أوصى التقرير بتعزيز مساهمات الحكومات المركزية وتوثيق تعاونها مع القطاع الخاص، وبضرورة تنمية القدرات العلمية والتكنولوجية وتحفيز الابتكار محلياً، وبذل عناية فائقة بالتعليم والتربية في جميع مراحلهما وبالأخص برعاية المؤسسات الجامعية غير الربحية، وطالب التقرير بتبني أساليب مبتكرة للتعاون العربي في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار لإطلاق مبادرات خلاقة للاستفادة من المبتكرين العرب.
ودعا التقرير إلى تدريس العلوم والتكنولوجيا باللغة العربية لوقف هجرة العقول إلى خارج الدول العربية، وبحث أسباب هذه الهجرة، وإرساء نظام حاضن يربط الكفاءات العلمية المهاجرة بوطنها الأم.
وأشار التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية إلى أن براءات الاختراع في الدول العربية تمثل أكثر من 80% من القيمة السوقية للشركات الكبرى، داعيا الدول العربية لتبني سياسات ذكية تستند إلى بناء مستقبل في صناعة الملكية الفكرية، مؤكدا ضعف الإعلام العلمي في الدول العربية، وتواضع أدائه، إذ لا يتجاوز عدد المجلات العلمية في الدول العربية 24 مجلة، فضلاً عن 34 موقعا إلكترونيا علميا.
وأكد التقرير أن البلدان العربية حالات منفردة ومتباينة من حيث قدراتها العلمية والتكنولوجية، ويجب التعامل معها على هذا الأساس عند تطوير الخطط التنفيذية، منوها بضرورة الاستثمار في تنمية يكون محورها الناس ويرصد التهميش الذي يطال العلوم الاجتماعية في الدول العربية، داعيا إلى تكوين مدارس عربية في العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية والاستثمار في الإنسانيات والآداب.
وأشار التقرير إلى الاعتراف الضعيف بالجماعة العلمية في البلدان العربية، رغم غناها بالجامعات والمستشفيات ومراكز البحوث العامة المتخصصة إلى حدٍّ ما في الإنتاج العلمي، داعيا إلى إطلاق حوار دائم وبناء صلات مهنية بين مكونات المجتمع العلمي العربي على الصعيد الوطني والإقليمي.
تحديات
شدد التقرير على أن من شأن انخراط النساء في العلم والتقنية والابتكار والثقافة العلمية، أن يسهم في تمكين المرأة العربية مجتمعياً، إنساناً فاعلاً ومتفاعلاً في محيطه وخارجه في الوقت نفسه، موصياً بنشر الثقافة العلمية باعتبارها منطلق نجاح الثقافة التنموية لتوليد فرص عمل جديدة ومكافحة الفقر، إلى جانب التأكيد على ضرورة وضع استراتيجيات بديلة لتحفيز الابتكار، وتأسيس منظومات وطنية للابتكار يمكنها تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية أن التحدي الرئيس للتنمية المعاصرة في العالم العربي يتمثل في الاعتماد المفرط على الموارد الطبيعية والمصادر غير المتجددة، مشدداً على ضرورة دخول العرب مجتمعات المعرفة والإنتاج والتخلي عن الاعتماد المفرط على الريع، برفع مستوى الطلاب، وتدريب اليد العاملة، وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير وفق خطة طويلة الأمد.
ودعا التقرير إلى ضرورة إعادة النظر في السياسات والبنية التحتية للمؤسسات الصحية العربية بهدف ملاءمة الحاجات الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة، والعودة إلى مفهوم الصحة باعتبارها حقاً لا سلعةً، والتركيز على الإثراء المعرفي للسياسات الصحية الوقائية، والنظر في الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة، على أنها جزء أساسي من المستقبل التنموي للعالم العربي. باحثون من أنحاء الوطن العربي.
يُذكر أن الأوراق البحثية في التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية من إعداد نخبة من الباحثين والاختصاصيين من أنحاء الوطن العربي هم بحسب ترتيب أوراقهم في التقرير: عمر بزري، رمزي سلامة، محمد الربيعي، محمد المعزوز، نايف سعادة، معين حمزة، خضر الشيباني، محمد المراياتي، محمد نور الدين أفايا، سهيل مارين، معتز خورشيد، منيف الزعبي، عاطف قبرصي، عبد الإله الديوه جي، محمود صقر، جواد الخراز، نجيب صعب، عمر الديوه جي، محمد نجيب عبد الواحد، مازن الحمادي، ساري حنفي، فاديا كيوان، مها بخيت زكي، عبد الله القفاري، عماد بشير.