الأمة من محيطها إلى خليجها تتفق على حقيقة أن كل عربي يؤمن تاريخياً أنه ينحدر من سلالة تلك الهجرات والقوافل التي خرجت من اليمن السعيد
الأمة من محيطها إلى خليجها تتفق على حقيقة لا ينكرها أحد، وهي أن كل عربي في هذه الأصقاع المترامية من عالمنا العربي يؤمن تاريخياً أنه ينحدر من سلالة تلك الهجرات والقوافل التي خرجت من اليمن السعيد لتقيم حضارات في شبه الجزيرة العربية، وفي بلاد الشام وبلاد الرافدين ومصر، وبلاد المغرب العربي، ومن هذا المنطلق فإن الدفاع عن عروبة اليمن بصورة عامة وصنعاء قلب العروبة فرض عين لا فرض كفاية، على كل من يحمل في دمه جينة وفضيلة وحساً عربياً، وانتماء لهذه الأمة ذات الأمجاد والعراقة والحضارة.
القيادات الشريفة في وطننا العربي تبذل الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن عروبة صنعاء، وفي مقدمتها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ورجالها البواسل، وقوافل الشهداء الأبرار، حيث آمنت الإمارات أن عروبة صنعاء هي الضمانة لاستمرار عروبة الأمة قاطبة، وألا حصن يحمينا إذا ما تُرِكنا لأوغاد القرن وشراذمة التاريخ، وشذاذ الآفاق، الفرصة للاستفراد باليمن وتقطيع أوصاله، ووضع لجام الذل والإذعان الإيراني في عنقه، والإمارات برؤيتها العروبية الاستشرافية تستشعر خطورة هذه التهديدات والتحديات، وتعي تماماً دورها كدولة قيادية في عالمنا العربي أصبح لها اليد الطولى في الذود عن عروبة الأمة وشرفها وتاريخها، وقدمت من أجل ذلك مئات الشهداء ولاتزال قوافل البررة مستمرة، وصمود قواتنا البواسل يشكل درعاً يحمي الأمة وعروبتها وحاضرها ومستقبلها، وكلما ارتقى شهيد إماراتي من أجل عروبة صنعاء وعربها وأهلها وحضارتها نسمو فخراً وعزاً بهذه التضحيات، وترتفع وتيرة التحدي والصمود، والإصرار على تخليص أقدم عواصم العالم من براثن الأشرار الطائفيين والمعتوهين العنصريين، ورافعي الرايات الصفراء، وستبقى الإمارات قوة عروبية تقف على تخوم الأمة تحمي الثغور ، وتدفع الخطر المحدق بأمنها واستقرارها ومستقبلها وعروبتها.
إذا أردنا أن ننعم كأمة لها ماضيها وحاضرها وأحلامها بمستقبل مستقر آمن لشعوبها وترابها من المحيط إلى الخليج، فعلينا أن نخوض معركة الشرف حتى آخرها، ونحقق النصر للأمة ونحفظ اليمن عربياً بعاصمته صنعاء، مطهراً من رجس وخبث الحوثيين ومن والاهم
لقد أسفرت الطغمة الفاسدة الفاسقة الحوثية عن وجهها القبيح، وانتمائها الطائفي المقيت، وعرف العالم أنها عصابة لا تتأخر عن القتل ولا تتوانى عن سفك دماء الأبرياء وتهديم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، وكل ذلك من أجل أن ترتهن اليمن من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بيد المطامع التوسعية والطائفية الإيرانية، وهي مرحلة تتبعها مراحل للتوغل في كل عاصمة عربية وفي كل قطر عربي.
لقد أثبت الفعل الإجرامي الأخير الذي ارتكبته قطعان الحوثي الأنذال بقتلهم الرئيس السابق لليمن علي عبد الله صالح - وبغض النظر عن مآخذنا عليه - أثبتوا أنهم كلاب مسعورة لن توفر لحم أحد ولا عرض أحد، ولا كرامات أحد، ولكن انقلب السحر على الساحر فقد أشعل اغتيال صالح شرارة انتفاضة يمنية أسفرت عن انضمام العديد من القبائل إلى الشرعية اليمنية، والكثير من قطاعات القوات المسلحة من الحرس الجمهوري، وأعضاء وعناصر حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني، فأصبح الجيش أكثر قدرة على ردعهم ودحرهم وكسر شوكتهم، وقد تكلل ذلك بارتفاع وتيرة الدعم والمساندة والمشاركة من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على الجبهات اليمنية كافة، وقد جاءت بشائر الخير تتوالى، وكان أحدثها وليس آخرها النصر المؤزر التي حققته قوات الشرعية بإسناد من قواتنا المسلحة الإماراتية والسعودية، وقوات التحالف من خلال تقدمها الكبير على الساحل الغربي لليمن حتى وصلت هذه القوات إلى مشارف (التحيتا) و (حيس)، الأمر الذي يعني نصراً استراتيجياً كبيراً سيكون مرشحاً لتوسيع خارطة الانتصارات، وارتفاع وتيرة الاندحار الحوثي وانحساره عن أرض اليمن العربية شيئاً فشيئاً.
لقد وصلنا إلى المرحلة التي نقول فيها: (إما أن نكون أو لا نكون) وأن عروبة صنعاء واليمن قاطبة هي العيار والمفتاح، فإذا أردنا أن ننعم كأمة لها ماضيها وحاضرها وأحلامها بمستقبل مستقر آمن لشعوبها وترابها من المحيط إلى الخليج، فعلينا أن نخوض معركة الشرف حتى آخرها، ونحقق النصر للأمة ونحفظ اليمن عربياً بعاصمته صنعاء، مطهراً من رجس وخبث الحوثيين ومن والاهم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة