دبلوماسيون يشيدون بقرار الجامعة العربية: "خطة ترامب" انتهت
الدبلوماسيون يؤكدون أن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على تطبيق الخطة عمليا عبر الاستيطان وضم المزيد من أراضي فلسطين.
قال دبلوماسيون عرب إن خطة الرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، انتهت كوثيقة للتفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكدوا، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن إسرائيل والولايات المتحدة ستعملان على تطبيقها عملياً عبر الاستيطان وضم المزيد من أراضي فلسطين في المستقبل.
وأشاد الدبلوماسيون العرب بالبيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الطارئ بجامعة الدول العربية، اليوم السبت، ورفض الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، وعدم التعاطي معها.
ونبهوا بأن الخطة الأمريكية للسلام من شأنها دفع المنطقة نحو مزيد من العنف، وأن الموقف العربي ينهي خطة ترامب للسلام.
ورفض البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الطارئ بجامعة الدول العربية، السبت، الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، مؤكداً عدم التعاطي معها أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تنفيذها.
وشدد البيان على أن مبادرة السلام العربية هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام مع إسرائيل، وأن الأخيرة لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية، مؤكداً الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني.
وأكد الاجتماع الوزاري العربي الطارئ على مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وحذر من تنفيذ بنود صفقة القرن بالقوة، مؤكداً سيادة فلسطين على أراضيها بما فيها 67، ودعم الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية في مواجهة صفقة القرن.
عواقب وخيمة
وقال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، إن "الموقف الشجاع من قبل الحكومات العربية خلال الاجتماع الوزاري، يحفظ المنطقة العربية بأسرها من عواقب وخيمة، ومن عنف لن يفيد أي طرف".
وطالب بضرورة أن يكون التمسك ببنود البيان الختامي بشأن الخطة الأمريكية، هو الإطار الحاكم مستقبلاً للمواقف العربية في جميع الاتصالات مع الأطراف الدولية الفاعلة في القضية الفلسطينية؛ وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وشدد الدبلوماسي المصري السابق على أن "القضية الفلسطينية لها بُعد يتعلق بالشعب الفلسطيني واسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، كما نصت قرارات الأمم المتحدة، وهناك بُعد عربي قومي".
وأوضح أن "القضية الفلسطنية أمن قومي عربي، وتسويتها وفقاً للقرارات الشرعية الدولية مفتاح الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".
وحول تأكيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه لمجلس الأمن لبحث حل عادل للقضية، قال هريدي: "إن الذهاب لمجلس الأمن خطوة مطلوبة جداً؛ حيث أصدر العديد من القرارات التي تمثل الإطار القانوني والسياسي والأمثل، للتوصل لتسوية للقضية الفلسطينية، من بينها القرار 2003 الخاص بحل الدولتين".
وأضاف أن: "كلمة أبومازن أمام مجلس الأمن غاية في الأهمية، وسوف يلقي كلمته مسلحاً بالموقف العربي الداعم للسلطة الفلسطينية، كما تبلور في البيان الختامي الصادر اليوم".
وقال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، اليوم، إنه سيتوجه إلى مجلس الأمن وغيرها من المنظمات الإقليمية والدولية، للبحث عن مفاوضات سلام تكفل حقوق الشعب الفلسطيني.
وشدد هريدي، على أن "صفقة القرن خطيرة في كل بنودها؛ حيث إنها تعمل على شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية؛ وتسمح لإسرائيل للمرة الأولى في التاريخ للدولة اليهودية بتحديد ورسم حدودها بالمخالفة لقرارات الشرعية الدولية".
ورأى أن "الولايات المتحدة تبنت خطة إسرائيلية صهيونية، سوف تقضي على ما تبقى من القضية الفلسطينية".
لم تنتهِ عمليا
من جانبه، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية المصري الأسبق لـ"العين الإخبارية": "إن اجتماع وزراء الخارجية العرب نجح في الخروج بموقف عربي موحد من خطة السلام الأمريكية، لكن القضية الفلسطينية ستظل مكانها".
وأكد العرابي "انتهاء خطة السلام الأمريكية كوثيقة على مائدة التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، لكنها لم تنتهِ على صعيد الإجراءات العملية على الأرض".
وتوقع "ضم إسرائيل أراضي جديدة في الضفة الغربية، فضلاً عن تشكيل حكومة جديدة يمينية بشكل أكبر، لن تنخرط في أي عملية سلام مع الفلسطينيين".
وأشاد "بموقف الرئيس الفلسطيني من الخطة الأمريكية"، داعياً إياه إلى العمل على جمع شتات الموقف الفلسطيني، سواء في الداخل أو قيادات الخارج، وإنهاء الانقسام فوراً؛ لتقوية وتعزيز الموقف الفلسطيني التفاوضي لاحقاً، باتجاه إنشاء دولة متصلة قابلة للحياة ذات سيادة.
رؤية غير ملزمة
ورحب الدكتور خالد عبيدات الأكاديمي والدبلوماسي الأردني السابق، بالتوصل إلى نتائج عبرت عن وحدة الصف الرسمي العربي.
وقال عبيدات، الذي عمل سفيراً سابقاً في الولايات المتحدة وفرنسا، لـ"العين الإخبارية"، إن وزراء الخارجية العرب كان لديهم الوعي الكافي للتأكيد على العودة لمبادرة السلام العربية 2002، والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني على حدود 4 يونيو/حزيران١٩٦٧، والتركيز على القرارات السابقة المتعلقة بحل أزمة اللاجئين.
وبيّن عبيدات أن "صفقة القرن" تعبر عن رؤية أمريكية أحادية وغير ملزمة، صدرت من شخصين مأزومين داخلياً، وهما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يسعى مجلس النواب الأمريكي لعزله، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي يواجه اتهامات فساد.
وفي وقت سابق السبت، رفض البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي الطارئ بجامعة الدول العربية، الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، مؤكداً عدم التعاطي معها أو التعاون مع الإدارة الأمريكية في تنفيذها.
وشدد البيان الختامي على أن مبادرة السلام العربية هي الحد الأدنى المقبول عربياً لتحقيق السلام مع إسرائيل.
وأكد البيان أن إسرائيل لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية، مؤكداً الدعم الكامل لنضال الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، الثلاثاء الماضي، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط.
وزعم أن خطته للسلام ستمنح الفلسطينيين ضعف مساحة الأراضي المعروضة عليهم سابقاً، موجهاً حديثه لنظيره الفلسطيني قائلاً: "إذا اخترت طريق السلام فالولايات المتحدة والعديد من الدول ستعاونك طول الطريق".
وصرح الرئيس الأمريكي مؤخراً أن رؤيته للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين مختلفة عن الرؤى السابقة؛ حيث ستقوم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز