العرب "يؤدبون" مندوب قطر باجتماع الجامعة
تحولت الجلسة الافتتاحية للدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى الوزراء، إلى ما يشبه جلسة تأديب لوزير الشؤون الخارجية القطري
تحولت الجلسة الافتتاحية للدورة 148 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، إلى ما يشبه "جلسة تأديب" لوزير الشؤون الخارجية القطري، سلطان المريخي؛ نظرا لتطاوله على الدول الـ4 الداعية لمكافحة الإرهاب خلال كلمته.
وكان وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية آخر المتحدثين في قائمة الوزراء بالجلسة.
وبعد أن فرغ الوزير القطري من إلقاء كلمته طلب رئيس وفد السعودية، السفير أحمد قطان، من رئيس الجلسة وزير خارجية جيبوتي الرد، إلا أن رئيس الجلسة طلب إرجاء الردود للجلسة المغلقة.
واحتج وزير الخارجية المصري سامح شكري من جانبه، مطالباً بضرورة إتاحة الفرصة للرد في الجلسة المفتوحة خاصة أن رئيس الوفد القطري تحدث في جلسة مفتوحة ولم تكن كلمته مجدولة ضمن قوائم المتحدثين.
ووصف شكري ما ورد في كلمة الوزير القطري بالتدني الأخلاقي الذي لا يليق في التحدث مع دول لها تاريخ في الحضارة الإنسانية، رافضا بشدة ما ورد على لسان الوزير القطري.
وقال شكري إن هناك أدلة معروفة على تورط قطر في دعم الإرهاب في مصر.
واستقر الرأي في النهاية على استمرار فتح الجلسة للرد بعد إصرار ممثلي مصر والسعودية.
وقال شكري، في تعقيبه على مداخلة الوزير القطري،: "نحن لا نقبل بما تحدث به مندوب قطر ونعتبر كلامه خارجا.. لا يجب أن يثار، وأن أسلوبه غير مقبول".
وأكد شكري أن "مصر تعرضت لإرهاب تم بتمويل قطري وسقط شهداء من أبناء مصر، مشددا على أن هذه حقوق لن تضيع".
وأضاف "نحن شعوب يمتد تاريخنا لسبعة آلاف سنة وعندما نتكلم نتكلم عن حقائق وعندما نتصرف نتصرف بمسؤولية.
وقال: "وسوف نستمر في الدفاع عن مصالحنا والدفاع عن مواطنينا واتخاذ كل الإجراءات التي تكفلها القوانين الدولية".
من جانبه، أكد السفير أحمد عبدالعزيز قطان، سفير المملكة العربية السعودية في مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، أن الإجراءات التي اتخذتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين ضد قطر هي إجراءات سيادية تمت بناء على السياسات الحالية للحكومة القطرية المستمرة منذ فترة طويلة ومنها دعم الإرهاب واستضافتها للمتورطين بالإرهاب على أراضيها.
وقال قطان، في كلمته، إن هذه المطالب أدت لتسليط الضوء على عدم التزام قطر بتعهداتها السابقة مثل اتفاقي الرياض عامي ٢٠١٣ و٢٠١٤ ولم تلتزم بهما قطر، ما فرض علينا اتخاذ هذه الإجراءات لمصلحة قطر ومصلحة شعوب المنطقة.
وتساءل: "كم دولة قطعت علاقتها بقطر وسحبت سفرائها وخفضت تمثيلها الدبلوماسي؟".
وأضاف أن قطر وأدت أول أمل لانفراج أزمتها مع الدول العربية بعد الاتصال الهاتفي الذي قام به أمير دولة قطر تميم بن حمد بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد؛ حيث حرفت قطر حقيقة الاتصال الذي جرى.
وأوضح أنها عززت حقيقة عدم رغبة قطر في الحوار وأن تعود للحضن الخليجي الدافئ بدلا من أحضان إيران الباردة.
وقال إن علاقة قطر بإيران ستكون نتيجتها الخراب والدمار فالجميع يعلم دور إيران في الخليج ولا توجد دولة استفادت من الاقتراب من إيران وستثبت الأيام المقبلة عدم صحة هذا التوجه وأجزم أن الشعب القطري لا يؤيد هذا التوجه.
وأكد قطان أن نجاح موسم الحج هذا العام جاء ردا على محاولات تسييس الحج ودعوات تدويل الأماكن المقدسة التي قامت بها قطر وإيران، مؤكدا أن هذه الدعوات تعتبرها المملكة بمثابة عمل عدواني وإعلان حرب عليها، مضيفا "وتحتفظ بلادي بحق الرد على أي طرف يعمل في هذا المجال".
كما حمل الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، دولة قطر مسؤولية استمرار الأزمة الخليجية، قائلا إن الإجراءات التي اتخذتها الدول الـ4 (مصر والسعودية والإمارات والبحرين) ضد قطر جاءت بعد صبر طويل وبعد اتفاقات وقعتها قطر وأخلت بها.
وأضاف في كلمته أن قطر لا بد أن تغير سياساتها، مطالبا إياها بالتوقف عن دعم الاٍرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وشدد قرقاش على إن الدول الـ4 ستواصل إجراءاتها لحين تغيير التوجه القطري، معتبرا في الوقت نفسه أن الحل ليس في التصعيد، ولكن من خلال الحوار والاستجابة للمطالب ١٣ التي قدمتها الدول الـ4.