نقاد يضعون «روشتة علاج» لبلوغ العرب منصة تمثال أوسكار الذهبي (خاص)
ساعات قليلة تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ96 هذا العام، والمقرر إقامته مساء الأحد بحضور العديد من أبرز النجوم وصناع السينما في العالم، ووسط منافسة شرسة بين عدد من أهم الأعمال السينمائية التي تم عرضها طوال عام 2023.
ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار على مسرح دولبي في لوس أنجلوس، ويقدمه الإعلامي الأمريكي جيمي كيميل.
وقبل إعلان جوائز الأوسكار الرفيعة، فرض سؤال مهم نفسه بين عشاق وصناع السينما، وهو ما الذي ينقص الأفلام العربية، والنجوم العرب، حتى يحصدوا هذه الجائزة الرفيعة؟.
وفي محاولة لإيجاد إجابة عن هذا السؤال، حاورت "العين الإخبارية" مجموعة من النقاد العرب ليضعوا "روشتة علاج" لبلوغ منصة تمثال أوسكار الذهبي..
يقول الناقد الكويتي عبدالستار ناجي لـ"العين الإخبارية": "سؤال في غاية الأهمية خصوصا في ظل ما يمثله هذا التمثال الذهبي من أهمية ومكانة وبصمة في تاريخ ووجدان صناعة الفن السابع. والاجابة على مثل هذا السؤال تعني فتح جميع الملفات بشفافية عالية وعميقة، أول ما ينقصنا هو غياب سقف الحريات، ونسبة عالية من الأوكسجين النقي الذي يعبر عن الإنسان وقضاياه في العالم العربي بكثير من الشفافية والوضوح.
واستكمل عبدالستار ناجي حديثه قائلا: "المتأمل الباحث الدراس يكتشف أن النسبة الأكبر من أعمالنا السينمائية والفنية بشكل عام تبدو هشة ومسطحة لأنها بعيدة عن الإنسان وقضاياه حتى تم تهميش الانسان وقضاياه إلى منطقة العدم".
وتابع: "على الصعيد الإبداعي فإنه ينقصنا الكثير من الاحترافية على جملة الأصعدة اعتبارا من الكتابة إلى بقية الحرفيات الفنية والتقنية والإبداعية وبكثير من الموضوعية فإن كل ما يقدم هو استنساخ ونقل ساذج لكثير من الأعمال القادمة من أنحاء المعمورة مما يغيب الهوية والقيم الإبداعية العربية".
واختتم ناجي حديثه قائلا: "تاريخنا مع الأوسكار لا يقل عن تاريخنا وإنجازاتنا مع السعفة الذهبية في مهلاجان كان السينمائي الدولي (سعفة واحدة فقط للفيلم الجزائري سنوات الجمر الحمراء) للمخرج محمد الأخضر حامينا عام 1975 وذات الأمر مع الدب الذهبي في مهرجان برلين أو الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حيث تبدو المسافة بيننا وبين الإنجاز فلكية والسبب يعود أولا وأخير الى سقف الحريات والرقابة والصيغ الإنتاجية المستهلكة وغياب النبض الإبداعي الخلاق (إلا ما ندر) وعلينا أن نفكر بقدر حجمنا وتأثيرنا في هذه الحرفة أو تلك وحتى نرتقي ونبلغ التمثال الذهبي.. علينا أن نعيد حرث إرثنا وزراعته وريه بانتظار حصاد أجيال جديدة هاجسها الأساسي الإنسان العربي وقضاياه".
وفي سياق الموضوع تحدث الناقد المصري طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "العرب اقتربوا من جائزة الأوسكار أكثر من 15 مرة، كان من بينها فرصة المخرجة اللبنانية نادين لبكي، وهاني أبو أسعد من فلسطين، وميشل خليفي أيضا من فلسطين".
وأكد الشناوي أن هناك أملا براقا في الدورة الجديدة من الأوسكار، وأن فيلم "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، وبطولة هند صبري، لديه فرصة رائعة، وربما يذهب التمثال الذهبي إلى أحضان العرب هذه المرة، لأن الفيلم بصراحة شديدة لديه كل المقومات التي تؤهل صناعه للتتويج بالجائزة.
وأشار الشناوي إلى أن الجرأة هي التي تنقص المبدعين العرب عند تناول قضايا مهمة.
وعلقت النجمة المصرية وفاء عامر على الموضوع قائلة: "حتى نحصد هذه الجائزة يجب أن نكون شبه أوروبا، ويجب أن يحدث تطوير كبير في الصناعة والأفكار، هناك مناطق شائكة في المجتمعات العربية لم يجرؤ المبدعون العرب على الاقتراب منها حتى الآن، نحتاج مخرجين لديهم حماس ومغامرة مثل الراحل يوسف شاهين".
وأوضحت وفاء عامر أنه بالرغم من الحاجة الملحة للتطوير، توجد تحديات أخرى، مشيرة إلى وجود تعصب وعنصرية داخل الجهة المانحة لهذه الجائزة "لن يسمحوا للعرب بأن يسيروا بجانبهم على السجادة الحمراء وحمل الجائزة، فالمثالية لا توجد دائما في توزيع الجوائز".