إعلاميون يناقشون دور العرب في الابتكار بحلقة نقاش إلكترونية

إعلاميون يناقشون على "تويتر" دور العرب في تأكيد الإبداع والابتكار في مجتمعاتهم.

على مدى ساعتين انعقدت حلقة نقاش إلكترونية على تويتر حول "دور العرب في الابتكار" والتي شارك فيها عدد من الإعلاميين العرب عبر وسم "ملتقى العرب للابتكار". 

هل مجتمعاتنا مؤهلة بكوادر قادرة على وضع أفكار وسياسات وخطط بناء مجتمع الابتكار؟

أجاب مازن العليوي: القدرات البشرية موجودة عربيا بدليل النجاحات التي حققها زويل وغيره.. إنما نحتاج أن نوفر البيئة المناسبة لتلك الكوادر كي تبدع.. فالعقل في مثل هذه الحالات لا يكفي وحده، حيث إن المكونات المساعدة على الابتكار ضرورية ليحلّق العقل في فضاءات جديدة.

وتداخل نائب مدير تحرير "بوابة الأهرام" المصرية أحمد طنطاوي، قائلاً: عندنا آلاف الشباب لديهم القدرة على المنافسة العالمية.. وخاصة المصريين "ولست متحيزا لأبناء بلدي".. فعندنا فى مصر وائل غنيم في جوجل العالمية، ووائل الفخراني وكثير من المصريين والعرب في شركات عالمية قد نرى أحدهم يرأس شركة عالمية كبرى قريبا إن شاء الله.

وقالت منى بوسمرة: تشجع الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الإمارات على تأهيل أفراد يمتلكون مهارات عالية في الابتكار، من خلال بناء المواهب والقدرات الوطنية في مجال الابتكار، واستحداث مواد تعليمية في المدارس والجامعات وترسيخ ثقافة وطنية تشجع على الابتكار وريادة الأعمال.

وأكد ناصر النجدي: نعم نستطيع، المهم توفر الإرادة والقيادة والحلم والهدف، لا أتكلم عن كل المجتمعات العربية لأن بعضها يحتاج إلى وقف تدمير الذات بوهم انتصارات مزيفة تحقيقا لمقولة "الجراحة نجحت والمريض مات"!

 وعادت منى بوسمرة لتؤكد: الإمارات نموذجاً.. لقد نجحت في جعل الابتكار والإبداع قيمة مضافة لها وزنها في الاقتصاد الوطني وفي المجتمع ككل، وجعلت هدف تمكين الإبداع والابتكار عاملا مشتركاً ضمن الخطط المستقبلية للحكومات المحلية والاتحادية من أجل الوصول إلى مجتمع المعرفة.

 أما إبراهيم الخلف فأوضح:  الإمارات أعتبرها البلد العربي الذي فتح باب الطموح لدى الشباب العربي في التقدم والنجاح. تجربة عربية نجحت في العصر الحديث زادت من إيمان العرب أن بإمكانهم أن يحققوا النجاحات وأن ينطلقوا إلى العالمية.

هل المجتمعات العربية مؤهلة لتصبح مبتكرة، وما هي أهم سمات مجتمع الابتكار؟

أجاب مصطفى الزرعوني، رئيس تحرير خليج تايمز: أما ما يتعلق بالابتكار في العلوم الطبيعية المرتبطة كثيرا بالاقتصاد وصحة الإنسان، فلا أعتقد أن الجامعات العربية ترقى للطموح وحتى "المبدعين" العرب في الجامعات الغربية يتم استقطابهم في هذه الدول لعدم وجود بيئة تخدمهم في عالمنا العربي.

لكنّ لمنى بوسمرة  رأيا آخر فقالت: ونحن في شهر الابتكار، الإمارات تعتبر نموذجاً رائداً في هذا الجانب، حيث خصصت استراتيجية وطنية وأسبوعاً ثم شهراً للابتكار، وقدمت كل سبل الدعم للمبتكرين بهدف جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم. 

كما حافظت الإمارات على صدارتها في المركز الأول عربياً، وحلت في المركز 35 عالمياً في «مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017»، من حيث أدائها الشامل على المؤشر، متقدمة من المركز 41 العام الماضي، لتحقق بذلك قفزة بمقدار 6 مراكز.

ماذا ينقص البيئة المعرفية في مجتمعاتنا لتصبح محفزة للابتكار والإبداع؟

تداخل ناصر النجدي مغردا: لا وجود للابتكار إلا مع الاستقرار.. الأساس توفير الحرية وتشجيع المبادرات الفردية، التسويق للابتكار أسلوب حياة، ربط الابتكار بحاجات المجتمعات الفعلية، تشجيع المبادرات الفردية، والأهم تحقيق العدالة ودولة القانون الحاضنة للابتكار.

وغرد مازن العليوي، المدير التنفيذي لشركة مبادرة للإعلام. رئيس قسم الرأي في الرؤية الإماراتية: الأكيد أن للاستقرار دوراً مهماً جداً في خلق الظروف المواتية للابتكار.. أما محاولات من يقيمون في أماكن مضطربة فمعظمها بدائي لا يمتلك الاستمرارية والنجاح، إذن تقضي المعادلة بأن الاستقرار من عوامل ازدهار بيئة الابتكار.

 وغردت منى أبو سمرة: الظروف المتوترة التي تمر بها منطقتنا العربية ينبغي ألا تقف حاجزاً في وجه الابتكار، بل على العكس من ذلك، لن تجد منطقتنا خلاصاً من أزماتها إلا بحلول مبتكرة تنظر إلى طموحات المستقبل قبل أزمات الحاضر.

كيف نرسخ مفاهيم الابتكار مبكرا، وفي مرحلة الدراسة تحديداً؟

الكاتبة أمل الحارثي:  التعليم ثم التعليم ثم التعليم.. عقلية الابتكار تبدأ من الصفوف المدرسية الأولى، التعليم التلقيني عدو الابتكار الأول.

هل تؤثر الظروف السياسية والاقتصادية في تطور مفهوم الابتكار؟

غرد محمد المزيعيل: الاستقرار من أهم عوامل نشوء وتنمية ثقافة الابتكار العامة. والابتكار بدوره يسهم في الاستقرار عبر تنمية المجتمعات. لكن الأكيد أن الغرب مثلا لم يتجه إلى الابتكار والنهضة إلا بعد انتهاء حروبه البينية.

 وأجاب أحمد طنطاوي، مساعد مدير تحرير بوابة الأهرام: بالتأكيد الظروف السياسية والاقتصادية تؤثر، وإلا ما هاجرت العقول الألمانية إلى أمريكا بعد هزيمة هتلر، وما هاجرت العقول الروسية إلى أوروبا وأمريكا وإسرائيل بعد انقسام الاتحاد السوفيتي.. الاستقرار وقوة الدولة وغناها تؤثر على العلماء بالتأكيد.

فأجابه ناصر النجدي: لا تنس أن إرادة الشعوب كفيلة بالتقدم، والمثال اليابان رغم احتلالها، وألمانيا بعد هزيمتها.

فردّ طنطاوي: متفق طبعا وضف عليهما الصين وكوريا وشرق آسيا.. حتى فيتنام الآن عندها تقدم تكنولوجي ولا ننسى الهند فهي غول تكنولوجي رهيب.

كيف تجدون الإنفاق الحكومي العربي في مسألة تعزيز الابتكار؟

أجاب رائد برقاوي: ما تفعله الإمارات هو توظيف المال بشكل صحيح في الابتكار، لكن الأهم هو تنشيط روح الإبداع لدى الأفراد والجهات واحترام المبادرات، وهذا ما يحصل.

وأضاف: قد لا يكون الإنفاق العربي في هذا الإطار مُرضياً، وإن كانت الإمارات، كما في مجالات أخرى كثيرة، تمثل استثناء، الابتكار لا يرتبط فقط بالموارد المالية، فهناك مجتمعات فقيرة تشيع بين أفرادها روح الابتكار وتصل بأفكارهم إلى حلول لأزماتها.

وأجاب خالد بن ضحي: المجتمعات العربية دائما ما تواجه تحديات، ولابد من وضع حلول مبتكرة تستشرف المستقبل لتسهم في حلها، وهذا ما قامت به دولة الإمارات وكانت سباقة في ذلك، واستراتيجيتها تقوم على إلهام أفراد المجتمع لابتكار حلول المستقبل.

هل تهتم الصحف العربية بالابتكار وتسوق للمبتكرين العرب؟

أجاب محمد المزيعيل: القلة منها للأسف. الإعلام العربي كغيره من القطاعات يعكس اهتمامات مجتمعاته. فإذا كان المجتمع بعيدا عن هذا النطاق لا سيما في تلك المجتمعات غير المستقرة فإن الإعلام بالتأكيد سينشغل بأمور قد تمثل أولوية مجتمعية. يجب أن يصبح الابتكار أولوية وطنية.