خبراء: أرامكو محطة تاريخية في مسيرة البورصة السعودية
خبراء اقتصاد وسوق المال أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن إدراج أرامكو يتوج محطة تاريخية حققت نتائج رائعة في فترة قياسية.
حظي إدراج وبدء تداول شركة أرامكو السعودية وذلك ضمن قطاع الطاقة، بإقبال منقطع النظير من قبل المساهمين، حيث يعد هذا الإدراج هو الأكبر في تاريخ أسواق المال عالمياً.
وأغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية، الأربعاء، مرتفعاً 67.30 نقطة، ليصل إلى 8133.72 نقطة، وبتداولات بلغت قيمتها أكثر من 4 مليارات ريال (نحو 1.07 مليار دولار).
وترى سارة السحيمي، رئيس مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية، أن إدراج شركة أرامكو السعودية سينقل السوق المالية السعودية لتحتل مركزاً متقدماً من حيث القيمة السوقية بين أكبر 10 أسواق مالية عالمية.
وأضافت أن إدراج أرامكو يتوج محطة تاريخية وحدثاً استثنائياً تشهده السعودية والعالم أجمع كأكبر إدراج في تاريخ الأسواق العالمية.
وأكدت أننا حققنا نتائج رائعة في فترة قياسية، مقارنة بما هو معمول به في الأسواق العالمية، بدءاً بفترة الاكتتاب ووصولاً إلى إيداع الأسهم وانتهاء بإدراج وبدء تداول أسهم الشركة.
ودخلت شركة أرامكو، الأربعاء، سوق البورصة مع بدء تداول أسهمها محليا بسعر قياسي، وأصبحت عملاقة النفط السعودي في يوم التداول التاريخي الأول أكبر شركة مدرجة في سوق مالية على مستوى العالم.
قطف الثمار
بدوره، أوضح المستشار المالي والمصرفي الدكتور فضل بن سعد البوعينين، أن ادراج أرامكو يشكل مرحلة قطف الثمار، وهي مرحلة سعيدة للجميع، لما تمثله من نجاح كبير في الاكتتاب وحجم التغطية والإدراج السريع.
وأضاف البوعينين، لـ"العين الإخبارية"، أن هذا النجاح الكبير يؤكده السعر الذي حققه السهم وهو 35.20 ريال، أي إغلاقه على النسبة القصوى في الثواني الأولى للافتتاح.
وأوضح البوعينين أن هذا السعر من قيمة أرامكو التي ارتفعت إلى 1.88 تريليون دولار يعزز إمكانية وصولها إلى تريلوني دولار، كما تنبأ له ولي العهد حين إطلاق رؤية 2030.
وبلغ سعر السهم بعد ثوانٍ من بدء تداوله حتى إغلاق السوق 35,2 ريال سعودي (9,4 دولار) بزيادة 3,2 ريال (0,85 دولار) عن السعر الرئيسي، ما رفع قيمة الشركة من 1,71 تريليون دولار إلى 1,88 تريليون دولار.
واعتبر البوعينين أن سرعة الإدراج تعتبر من النجاحات المتحققة، خاصة أنها ستسهم في تقييم مؤشر السوق المالية السعودية في المؤشرات الدولية دون تأخير، وهذا سيزيد من قيمة السوق في المؤشرات الدولية.
وتابع "من النجاحات أيضاً قدرة تداول على إدارة الإدراج ووضع ثقل أعلى لأسهم السوق، وهذا سيحد من تأثير الشركات الكبرى، ومنها أرامكو على المؤشر بصفة منفردة، وهذا أمر تقني مهم يعزز استقرار السوق".
وأكد أن إدراج أرامكو في السوق السعودية تصبح تداول واحدة من أكبر عشرة أسواق عالمية، كما أنها تتميز عنهم باحتضانها أكبر شركة عالمية على الإطلاق بعد أن تجاوزت شركة "أبل" وبالتالي سحب الأولوية من سوق ناسداك.
ويعزز اكتتاب أرامكو موقع السوق المالية السعودية المحلية "تداول"، التي أصبحت من بين أكبر 10 أسواق عالمية.
وارتفع مؤشر السوق بنسبة 0,83% في اليوم الأول من تداول أسهم أرامكو.
مكاسب إضافية
من جهته، يرى المحلل الاقتصادي غسان بادكوك، أن إدراج أرامكو وارتفاع اسهمها يؤكد بشكل كبير المقومات التي تحظى بها الشركة والذي يعكس بدون شك مكانتها العالمية كأكبر شركة.
وأضاف بادكوك لـ "العين الإخبارية" أنه من المرجح أن يسجل سهم الشركة مكاسب إضافية خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذه المكاسب سوف ترفع التقييم الاجمالي لشركة أرامكو إلى تقييم يصل إلى 2.3 ترليون دولار، وهو التقييم الذي تم على ضوئه تحديد سعر السهم عند 32 ريالاً.
وأوضح أنه من المرجح أن يحظى سهم الشركة بمزيد من الإقبال على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، مع تحقيق الشركة المزيد من الإجراءات التنفيذية تجاه تملكها لشركة "سابك" وتوسعها في منتجات البتروكيماويات.
ودخلت أرامكو السوق بعدما استكملت أكبر اكتتاب عام في التاريخ، قامت فيه الشركة ببيع 1,5% من أسهمها بقيمة 25,6 مليار دولار. وطرحت في وقت لاحق بيع نحو 0,25% إضافية، لتصل قيمة ما قد تجنيه من عملية البيع إلى 29,44 مليار دولار.
والاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو هو حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمى "رؤية 2030".
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg جزيرة ام اند امز