بمليون دولار.. ليبيا تستعيد قطعتين أثريتين من الولايات المتحدة
استعادت ليبيا من الولايات المتحدة رأس تماثيل رخامية لامرأة محجبة ورجل ملتح، يعود أصلهما إلى العصر اليوناني، فقدوا منذ أواخر الثمانينيات.
وأعلن المكتب المدعي العام في مانهاتن، ألفين براج، إعادة بعض الآثار المسلوبة إلى ليبيا، وهي عبارة عن تماثيل نصفية رخامية، من ضمنها تمثال يجسد امرأة محجبة، تمت سرقته من معبد قورينا "شحات"، الذي كان جزءًا من الحضارة اليونانية القديمة.
ويرجع تاريخ التمثال إلى متحف متروبوليتان للفنون إلى عام 350 قبل الميلاد، وقيمته تقدر بنحو 470 ألف دولار، وظهر في سوق الفن الدولي عام 1997 وتظهر عليه علامات النهب مثل التراب على السطح ورقائق جديدة في القاعدة وفي الحجاب.
وكانت وزارة الأمن الداخلي صادرت، قبل فترة، تمثالًا جنائزيًا لأنثى محجبة من معرض في مانهاتن كان أدرج للبيع عبر الإنترنت بأكثر من 500 ألف دولار.
كما أعيدت إلى ليبيا قطعة ثانية لتمثال “رجل ملتح” تقدر قيمتها بنحو 300 ألف دولار وتم تداولها في السوق الفنية لعقود وتمت مصادرتها هذا الشهر، في حين يصف المدعي العام لمقاطعة مانهاتن تلك القطع الأثرية بأنها تمثل نوافذ على آلاف السنين من الثقافة والحضارة وتستحق أن تُعاد إلى بلدها الأصلي.
وتعد مانهاتن موطن لبعض أكثر القطع الفنية والتاريخية قيمة في العالم بأسره، لكن يجب الحصول عليها بشكل قانوني، ولن يسمح بأن تتحول إلى مركز للآثار المسروقة، بحسب مدعيها العام ألفين براج.
أثار منهوبة
وتضررت المواقع الأثرية في ليبيا، بسبب انعدام الأمن وعمليات النهب خلال أحداث الفوضى والقتال التي أعقبت الإطاحة بالرئيس معمر القذافي عام 2011، مع تنافس فصائل متناحرة على السيطرة على البلاد.
وتضم ليبيا 5 مواقع مدرجة على قوائم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لقيمتها العالمية، ومن بين هذه المواقع آثار لبدة الكبرى وصبراتة التي تشتهر بمسارحها الرومانية.
وإلى الشرق، كان السياح يتوافدون في الماضي على القيروان، الموقع الذي أسسه اليونانيون، ووسعه الرومان في زمن لاحق في منطقة جبلية على بعد نحو 200 كيلومتر شرق بنغازي.
وفي ظاهرة إيجابية، تحاول ليبيا على مدار الأعوام السابقة استعادة تلك الأثار لعودة السياحة لبعض المناطق التي يسيطر علي الجيش الوطني الليبي ولكن ليس بالكثافة السابقة.
ويرى مراقبون أن السبب في سرقة الآثار الليبية وبيعها يعود إلى الإهمال الحكومي وضعف الحس الشعبي بقيمتها، رغم حرص منظمة اليونسكو على إدراج بعض المواقع الليبية ضمن مناطق التراث العالمي الجدير بالحماية، وكان آخر هذه المواقع مقبرة قورينا في المنطقة الشرقية، والتي تعانى من النهب المستمر، وتوقف العمل العلمي الذي كان يتم إجراؤه في المقبرة في التسعينيات جراء عدم الاستقرار الحكومي والوضع الأمني في البلاد.
حماية التراث
يأتي هذا فيما أثني المبعوث الأمريكي وسفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند على جهود مكتب المدعي العام في مانهاتن وجهاز الأمن الداخلي الأميركي لإعادة هذه القطعة الأثرية إلى شحات.
ولفت نورلاند في تغريدات له على "تويتر" الخميس، إلى أن هذا انتصار لليبيا، فضلا عن أنه انتصار لتطبيق القانون وسيادة القانون.
وأعتبر أن عملية التسليم التي تمت مجرّد جزء يسير من الجهود الأمريكية - الليبية لحماية التراث الليبي الغني.
وفي شهر يناير الماضي، أعادت الولايات المتحدة قطعة أثرية من الرخام هي عبارة عن "رأس أنثى محجبة"، يعود تاريخها إلى 350 قبل الميلاد، تقدر قيمتها بنحو مليون و200 ألف دولار.