أدباء أتراك كشفوا قمع أردوغان فغضب عليهم
أديب نوبل "أورهان باموك" اتهم أردوغان بالتحالف مع داعش فتوعده.. و"آسلي أردوغان" زُج بها في سجونه.. تعرف على علاقة أردوغان بأدباء بلاده.
رغم التشدق المعلن بدفاعه عن الحريات وحقوق الإنسان، فلم ينجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في استيعاب حريات الرأي والإبداع في بلاده، وواجه المد العالي المعارض في أغلب الأحيان بالقمع وتكبيل الحرية والملاحقة.
"بوابة العين" تمُر على أبرز الأسماء الأدبية التي أعلنت معارضتها لأردوغان، ورد فعله حيال تلك المعارضة.
1- آسلي أردوغان
روائية وقاصة وصحفية تعتبر واحدة من أبرز الأصوات في الأدب التركي، سبق وتم اعتقالها من جانب أردوغان، وأثار خبر احتجازها الرأي العام التركي والعالمي.
كانت آسلي أردوغان قد كتبت تقارير عن ظروف الحبس في السجون التركية وعن كبت الأكراد هناك، وقبعت بعدها عدة أشهر في السجون التركية لاتهامها بالتحريض العرقي، ولم يرفع حظر السفر عنها إلا قبل شهرين، ونقل عن آسلي قولها : "أدين بحريتي للتضامن الدولي معي"، في إشارة منها لدور الضغط الدولي في التأثير على الإفراج عنها.
حيث احشتد عدد كبير من الكتاب والمثقفين مطالبين بالإفراج عنه عقب الاعلان عن سجنها، وهي التي تعمل في هيئة تحرير جريدة "أوزجوز - جونديم" التي تم إغلاقها بتهمة الدفاع عن حزب العمال الكردستاني الذي تراه الحكومة التركية الحالية حزباً إرهابياً.
وكانت دار "أكت سود" الفرنسية التي تولت ترجمة أعمالها إلى الفرنسية، من ضمن الدور العالمية التي استنكرت هذا الاعتقال بحجة اتهام غير دقيق. وتساءلت عن أسباب اعتقال الأصوات المهمة أدبياً في تركيا.
تعيش آسلي أردوغان، 50 عاماً، في إسطنبول، وعملت في الصحافة الاستقصائية وكشفت عن الإعدامات الميدانية التي تحصل بحق الأكراد في شرق تركيا، ونالت جوائز عدة، وترجمت أعمالها إلى لغات عالمية؛ منها الفرنسية والألمانية والإيطالية والعربية.
وأعد عنها عثمان أوكان فيلماً وثائقياً يعرض لفترة سجنها.
جدير بالذكر أن آسلي لا تربطها أية علاقة قرابة بالرئيس التركي وهو الأمر الذي تؤكد عليه دوماً بسبب تشابه اسمها مع اسم عائلته.
2- أورهان باموق
هو أديب تركيا الأشهر الحاصل على جائزة نوبل في الآداب عام 2006 ، ورغم هذا المجد فهو أحد أبرز الكتاب المغضوب عليهم من السلطة التركية، وذلك بعد أن اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالاستبداد، وقمع الحريات، وقال في تصريح صحفي شهير له إنه "نقل حرية التعبير في البلاد للحضيض".
بدأت علاقة أردوغان بالسلطة التركية تتوتر منذ 2003 بعد تصريحاته الشهيرة حول مقتل مليون أرمني و30000 كردي في تركيا، وهي التصريحات التي أشعلت العداوة بينه وبين الأحزاب الإسلامية لسنوات وانتهت لتهديده بالقتل، وعندها اضطر للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
بعدها تتابعت تصريحات صاحب "اسمي أحمر" المناهضة لأردوغان، وعبر في أكثر من مناسبة عن قلقه تجاه سياسة أردوغان الاستبدادية، وتحديداً بسبب سياسته تجاه الأكراد وقال "إن أردوغان الغاضب من نتائج انتخابات السابع من يونيو/حزيران، قرر إدخال البلاد مرة أخرى في انتخابات مبكرة، لفشله في كسب أصوات الأكراد، مقحماً البلاد في حالة اضطراب وحرب" وهذا حسب ما نقلت صحيفة "بيرجون" المعارضة.
ولنفس الصحيفة أشار باموك إلى ما وصفها بالعلاقة الشائكة لأردوغان مع تنظيم داعش، وقال: "لقد فهم الشعب مخطط أردوغان جيداً، ففي البداية لم يرد المشاركة في التحالف الدولي لضرب داعش، ولكن فجأة سمح للأمريكيين باستخدام بلاده لضرب داعش، وفي الوقت نفسه بدأ بضرب الأكراد".
وأضاف: "الناس أصبحت في حيرة ودهشة، فكيف نكون في مفاوضات سلام، ونجد أنفسنا في حرب مع الأكراد وداعش في آن واحد، إنني حقاً أشعر بالقلق لأن أردوغان يريد حكم البلاد بمفرده مهما حدث، ومهما كانت النتائج، فهو لا يريد مشاركة السلطة مع أحد".
وسبق واتهم حزب العدالة والتنمية باهتمامه بجني الأموال، أكثر من اهتمامه بالدين، مشيراً إلى استخدامه كلمة الإسلام لتزيين خطبه.
وبسبب هذه المواقف تمت ملاحقة أديب نوبل قضائياً بتهمة "إهانة الهوية التركية"، كما اتهم بالانضمام إلى "لوبي الأدب العالمي" الذي يتم الادعاء أنه خاص بتجنيد المنظمات الغربية للأدباء لانتقاد حكوماتهم.
3 - أرغون بويراز
كاتب تركي تلقفت وسائل الإعلام خبر العثور عليه مقتولاً في منزله، وأشارت أصابع الاتهام المعارضة لأردوغان إلى أنه وحزبه من أبرز المتهمين بالتورط في هذا القتل.
كان بويراز قد سبق وانتقد أردوغان وقال إنه لا يملك شهادة تعليم عالٍ، وقال كذلك في تصريحات لوكالة"رويترز" إن أردوغان قد أصبح رئيساً بشكل غير قانوني، لأنه لم يدرس في أية جامعة، وقدم الكاتب شهادة أردوغان الأصلية كدليل، حيث أشار الكاتب إلى أن شهادة الرئيس التركي مزورة. وأكد أن جامعة "مرمرة" التي أعطته الشهادة لم تكن موجودة في ذلك الوقت.
وهو ما دعا حزب "خلاص الشعب" من لجنة الانتخابات المركزية بأن تتحقق من صحة شهادة التعليم العالي للرئيس التركي. خاصة أن الشهادة الجامعية أمر ضروري ليرشح الشخص نفسه لمنصب الرئيس.
4- إليف شافاق
أشهر كاتبات تركيا على الصعيد العالمي، والأعلى مبيعاً كذلك، ما جعل تصريحاتها المناهضة لأردوغان تلقى صدى واسعاً، فسبق أن وصفته صاحبة "قواعد العشق الأربعون" إنه "عدواني"و"ليس محايداً"، و"يستخدم لغة استقطابية"، وأنه "مفجر وتيرة العنف في البلاد".
وقالت شافاق، في تصريحات صحفية لها، إن أردوغان هو أكثر سياسي تركي قام بتفريق الناس، وفي حديثها لمجلة "La Repubblica" الإيطالية، قالت إن "البلاد تعاني كثيراً من سياسة أردوغان العدوانية، فليكف عما يمارسه، لن نقبل أبداً سياسته القمعية ضد وسائل الإعلام المعارضة، فكل من يكتب رأيه بحرية يصنف كعدو داخلي".
aXA6IDMuMjIuNjguMjkg جزيرة ام اند امز