الأزمة الاقتصادية تُطفئ أنوار الكريسماس بالأرجنتين.. تضخم مرعب
بحثت سيسيليا روخاس في كل متاجر "بوينس آيرس" بالأرجنتين للعثور على هدايا بأسعار معقولة لأطفالها لعيد الميلاد وسط أزمة اقتصادية عنيفة.
حيث تواجه الأرجنتين أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وقالت روخاس البالغة من العمر 47 عاماً لوكالة فرانس برس: "في السابق، كنت أشتري من سلسلة متاجر ألعاب معروفة، لكنني الآن أبحث في متاجر صغيرة مجاورة لأجد سعراً أفضل".
لدى روخاس، وهي طبيبة نفسنية، ولدان الأول يبلغ 17 عاما والثاني ثماني سنوات.
وهذا العام، سيحصل كل منهما على هدية واحدة علما بأنهما كانا يتلقيان العديد من الهدايا في السنوات السابقة.
- تغير المناخ يقتل الفيلة بزمبابوي.. نفوق المئات عطشاً بسبب الجفاف "صور"
- قفزة كبيرة في أسطول «فلاي دبي» بنهاية 2023.. 84 طائرة بوينغ 737
وتنهي الأرجنتين هذا العام مع نسبة تضخّم هي الأعلى خلال السنوات الثلاثين الماضية، تزيد على 160 % على أساس سنوي.
وأدى خفض قيمة "البيزو" بنسبة 50% الذي أقرته حكومة الرئيس الليبرالي خافيير ميلي في 12 ديسمبر/كانون الأول بعد يومين من توليه منصبه، إلى ارتفاع جديد في الأسعار في بلد أكثر من 40% من سكانه فقراء.
وارتفعت أسعار الألعاب بنسبة تتراوح بين 110 % و230 % هذا العام، وفقا لأرقام الغرفة الأرجنتينية لصناعة الألعاب.
وبالتالي، يجب على المتسوّقين في عيد الميلاد التحلي بالصبر والحنكة.
وقالت أوغوستينا غاغو (23 عاما) وهي أم لطفل يبلغ 4 سنوات: " إذا مشيت قليلاً يمكن العثور على المنتج نفسه في متاجر مختلفة وبأسعار مختلفة".
وأضافت: "هذا العام، سنشتري له هدية بفضل المساعدة التي نحصل عليها من الجدّات ولحسن الحظ، هناك العديد منهن".
تدابير جذرية
وترزح البلاد أيضا تحت وطأة التدابير الجذرية لحكومة الرئيس خافيير ميلي الجديدة التي أصدرت مئات المراسيم لإنعاش الاقتصاد المتعثر.
كما أعلن ميلي الذي تعهد بخفض الإنفاق الحكومي، تخفيضات كبيرة في الدعم الحكومي على الوقود وقطاع النقل اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2024.
كذلك، ألغت حكومته برنامجاً للسيطرة على أسعار بعض السلع كانت الحكومة السابقة قد قدمته لمحاولة تخفيف تأثير التضخم.
وحذّر ميلي من أن البلاد على شفا التضخم المفرط وأن الأمور ستزداد سوءاً قبل أن تبدأ بالتحسن.
وقالت ألكسندرا مازي، وهي مدرّسة تبلغ 49 عاماً شاركت في احتجاج ضد التدابير الجديدة: "إنهم يجوّعون الناس، ويستخدمون سياسات طبقت في السابق ولم تنجح، وكل ما يفعلونه هو إفقار الطبقة العاملة".
وقت عصيب
من جهتهم، تكيّف أصحاب المتاجر مع سياسة التقشف التي ينتهجها الأرجنتينيون هذا العام.
وقال روبن غيرزونوفيتش (63 عاما) الذي يملك متجرا للألعاب في بوينس آيرس "لم أعد أجلب سلعا غالية لأن الناس لا يشترونها".
وأضاف أن هذه المرة الأولى منذ عقدين التي يرى فيها زبائن يتسوقون لعيد الميلاد مسبقا.
ومع ذلك، اعتبر أنه من الضروري أن "نواجه وقتا عصيبا" حتى يعود الاقتصاد إلى المسار الصحيح، كما وعد ميلي.
aXA6IDMuMTI4LjIwMS4yMDcg جزيرة ام اند امز