صراع بقاء ونفوذ.. لماذا غاب باشا أغا عن "حفل السراج"؟
أثار غياب فتحي باشا أغا، وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية، عن حفل "فايز السراج"، عدة تساؤلات عن الصراعات الخفية بين الطرفين.
ودشنت حكومة "الوفاق" غير الشرعية برئاسة فايز السراج، الخميس، حفلا باهظًا، في ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، بحضور قياديي المليشيات المسلحة التابعة لها، وبعض المرتزقة الذين جلبتهم تركيا للقتال في صفوفها بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لاستقلال ليبيا.
وبحسب مصادر لـ"العين الإخبارية"، فإن الحفل الذي أقامته حكومة السراج خصصت له ميزانية للإنفاق عليه، بسبب تكلفته الباهظة والتي تجاوزت 8.5 مليون دينار ليبي، اقتطعت جميعها من ميزانية الطوارئ.
استمالة المليشيات المسلحة
ووفق مراقبين فإن غياب فتحي باشا أغا، عن احتفال السراج، كشف مدى حجم الخلافات بين الرجلين، اللذين يسعى كل منهما للسيطرة على العاصمة طرابلس عسكريًا وأمنيًا، عبر استمالة المليشيات المسلحة التي تحولت إلى مرتزقة، تقدم خدماتها لمن يدفع أكثر.
غياب باشا أغا، جاء بعد أقل من أسبوع من تسريب قرار لفايز السراج رئيس حكومة الوفاق غير الشرعية، بفصل ميليشيا "الردع" عن وزارة الداخلية التي يترأسها باشا أغا، لتصبح جهازًا تابعاً له بذمة مالية مستقلة، وتنصيب المليشياوي عبدالرؤوف كارة، رئيسًا له.
وفي أغسطس/آب الماضي، عزل السراج باشا أغا من منصبه على خلفية مظاهرات غير مسبوقة في العاصمة طرابلس؛ احتجاجا على تردي الأوضاع، لكن وزير الداخلية نجح بقوة السلاح في البقاء بمنصبه بعد دعم من أنقرة التي استقبلته حينها لتعيد تموضع "الدمى" التابعة لها، بحسب مراقبين.
تركيا تفجر الأزمة
إلا أن تقارير صحفية، أكدت تأزم العلاقات بين تركيا وفتحي باشا أغا، بسبب رحلة الثلاثة أيام في باريس، التي قام بها، أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي كان يهدف من خلالها الأخير إلى الحصول على دعم باريس لأن يتولى منصب رئيس الوزراء للمرحلة الانتقالية.
زيارة الثلاثة أيام، أثارت حفيظة تركيا، التي أمرت رجلها في طرابلس، السراج، بتقليص صلاحيات ونفوذ فتحي باشاغا.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات مسلحة أقرت مساعي السراج بشكل سري للحد من تواجد المليشيات التابعة لباشا أغا، بعد معلومات عن حشد الأخير مليشيات مصراتة للانقضاض على طرابلس وإزاحة فايز السراج.
صراع بقاء ونفوذ
المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، اعتبر أن الصراع بين السراج وفتحي باشا أغا هو صراع بقاء ونفوذ.
وأشار إلى تخوف السراج من سيطرة باشا أغا على مقاليد الأمور الأمنية.
وأكد الفيتوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن السراج ينفذ رغبة تركيا الغاضبة على فتحي باشا أغا، ويحاول تقليم أظافره، وتقليل نفوذه في العاصمة طرابلس.
ولفت إلى أن مليشيات طرابلس غاضبة ومتوجسة خيفة من سيطرة مليشيات مصراتة وزعيمها فتحي باشا أغا على العاصمة، إلا أن الأخيرة تستميت في الدفاع عن وجودها.
وأشار الفيتوري إلى أن باشا أغا يريد الفوز بمنصب المجلس الرئاسي، ما أدى إلى نشوب الصراعات مع السراج، مؤكدًا أن المليشيات تأكل بعضها، معتبرًا تلك التطورات فرصة ذهبية للجيش الليبي لإزاحة تلك المليشيات المتناحرة.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز