أرمن لبنان يعولون على الكونجرس لتفعيل اعتراف بايدن بالإبادة
رحّب أرمن لبنان باعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن بإبادة شعبهم على يد الأتراك، لكنهم يعولون على الكونجرس لتفعيل القرار.
وفي هذا الإطار، يرى رئيس حزب الرامغفار الأرمني اللبناني، سيفاك هاغوبيان أن اعتراف بايدن بالإبادة الأرمنية مهم لكنه يبقى اعترافاً سياسياً، مذكرا بأن كلمة إبادة سبق أن ذكرت على لسان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ريغن منذ أكثر من ثلاثين عاما.
ويوضح في حديث لـ"العين الإخبارية": "ما حدث بالأمس (اعتراف بايدن بالإبادة الجماعة للأرمن على يد القوات العثمانية) مهم جداً من دون شك لكنه يبقى اعترفاً سياسياً وليس قانونياً لأن الاعتراف بالإبادة يحتاج إلى قانون في الكونجرس بغرفتيه وهذا يرتب تبعات سياسية وجزائية على الدولة التي قامت بهذه الإبادة".
وأشار هاغوبيان إلى أن اعتراف بايدن هو نتيجة نضال وعمل دؤوب منذ عشرات السنوات من الأرمن المهجرين إلى أمريكا وهو خطوة أولى على طريق الانتصار.
ولفت إلى أن هذا الاعتراف "من الطبيعي أن يكون قد أزعج الأتراك خصوصاً أنهم أضحوا أحفاد من ارتكب الإبادة والمجازر".
وعن تبعات الاعتراف القانوني أوضح هاغوبيان أنه يمكن البناء عليه فيما يتعلق بتوقيع العواقب كالتعويضات المادية وإعادة الأرض إلى أصحابها الأصليين.
الموقف نفسه عبّر عنه الوزير السابق والقيادي في "حزب الطاشناق الأرمني" في لبنان، أواديس كيدانيان، ويقول لـ"العين الاخبارية" إن "قرار بايدن اعتراف مهم جدا بعد سنوات من النضال وهو يعتبر جرأة منه في ظل الواقع السياسي والعلاقة الجيدة التي تربط أنقرة بواشنطن".
وبدوره يؤكد كيدانيان أن الخطوة الأهم في هذه المرحلة اعتراف الكونجرس بالقرار واعتماد هذه الصيغة الجديدة والتوقيع عليه.
ولم يستغرب القيادي في "الطاشناق" ردة فعل تركيا على الاعتراف الأمريكي قائلا "رد الفعل التركي متوقع لا سيما أن البلدين يعتبران من الحلفاء ويدل على شجاعة من بايدن".
من جانبه اعتبر النائب هاكوب ترزيان، أن الخطوة التي قام بها (بايدن) ليست فقط جريئة بحدودها بل عملاقة بالنظر لآثارها، فهي "فتحت آفاقا جديدة لقضيتنا الإنسانية وزادت من زخمنا وإصرارنا لاستعادة حقوق شعبنا الأبي المناضل وأراضينا المغتصبة، والتاريخ سيذكر كل من وقف بجانبنا".
ويعيش في لبنان نحو 156 ألف أرمني هرب أجدادهم إلى البلاد إثر المذابح التي نفذتها الإمبراطورية العثمانية بحقهم في بداية القرن العشرين.
ويقطن معظمهم في ضاحية بيروت الشرقية، وتحديدا في منطقة برج حمود، ويمثلهم سياسيا في لبنان ثلاثة أحزاب رئيسية، هي "الطاشناق" و"الرانغافار" و"الهشناك"، الذي يحظى بالنسبة الأكبر من المؤيدين، ويمثل في البرلمان اللبناني بـ3 نواب.
وككل عام يحيي أرمن لبنان ذكرى الإبادة وهو ما حصل يوم أمس السبت، حيث أقيم في كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس في بيروت قداس ترأسه الكاثوليكوس آرام الأول، في حضور قادة الأحزاب الأرمنية الثلاثة وشخصيات من الطائفة.
وأكد آرام الأول أن "مطلبنا من تركيا لا يتغير الاعتراف بالإبادة الجماعية واسترجاع حقوق شعبنا".
وأمس، في الذكرى السادسة بعد المئة للمجزرة الأرمنية في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترافه بالإبادة الأرمنية، ليصبح بذلك أول رئيس للولايات المتحدة يصف مقتل 1,5 مليون أرمني على أيدي السلطنة العثمانية عام 1915 بأنه إبادة، وهو ما أثار غضب تركيا واستدعت السفير الأمريكي احتجاجاً.
وكانت تركيا التي نشأت عند تفكّك السلطنة العثمانية في 1920، اعترفت بوقوع مجازر لكنها تمسكت برفضها عبارة الإبادة معتبرة أن منطقة الأناضول كانت تشهد حينذاك حربا أهلية رافقتها مجاعة ما أودى بحياة بين 300 ألف إلى نصف مليون أرمني وعدد كبير من الأتراك.
وسبق للكونجرس الأمريكي أن اعترف بإبادة الأرمن في ديسمبر/كانون الأول 2019 في تصويت رمزي، لكن الرئيس دونالد ترامب الذي كانت تربطه علاقة جيدة إلى حد ما بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين".